الأربعاء، 1 يوليو 2009

الشاعر رشيد الخديري وتوقيع ديوانه " حدائق زارا"













الشـاعر رشيـد الخـديري وتـوقيع ديـوانه " حدائق زارا"
بثانوية المسيرة الإعدادية - أقاايغان - إقليم طاطا، جنوب المغرب


تحت مِظَلَّـتَي “المقـهى الثقافي”؛ (= الذي ينعقد كلَّ أحـدٍ بالمكتبة الجماعية، من العاشرة حتى الثانية عشرة) و “نادي الصِّـحافـة”؛ (= مشروعٌ داخل مؤسسة ثانوية المسيرة الإعدادية)، استدعى المشرفُ عليهما الأستاذ محمد بوشيخـة الشاعرَ رشيد الخديري لتوقيع ديوانه، تاريخ: 12 يناير 2009م، بفضاء المؤسسـة.

بحفـاوةٍ شـعريةٍ وكلمـاتٍ رقـيقةٍ ممزوجـةٍ بـرنّاتٍ موسيقيةٍ من ألبوم مارسيل خليفة رحّبَ الأستاذُ زهـير الدوحاني (= أستاذ اللغة الفرنسية بالمؤسسة المحتضِنة للنشاط) بالشاعر البيضاوي ورُفقـائه (= الشاعـر عبد الهادي روضي والكاتب الصّحفي شكيب أريج والأستاذ أحمـد خُشـاف)، شاكـراً إيّاهـم على القدوم، مثمِّـناً الفعل الثقـافي الذي يحييه الشاعر، متوقفاً في الوقت ذاته عند أحداث غزّة ليطلبَ من الحضور قراءةَ الفاتحةِ ترحُّماً على الشهداء هناك وتضامناً مع الشعب الأبي ضـدّ الغزاة الصهـاينة.

هـذا وقـد تخـلّلت اللقـاءَ فِقـراتٌ متنـوعةٌ، جمعت بين قـراءةٍ لقـصائدَ من الديوان؛ من قِبَلِ التلاميذ والشاعر نفسه، وقراءاتٍ نقدية من قِبَلِ كتّاب احتضنهم الفضاء الشعري وجمع بينهم عِشقُ الكلمةِ.

التلاميذ مريم الكعوش ولحسن أيت علي وعائشة أقبلي ومحمد الناجمي، جميعُهم من أعضاء المقهى الثقافي، تفضّلواْ فقرأوا قصائدَ منتقاة من الديوان، ليُظْـهروا مقدُرةً عـاليةً في قراءة الشعـر النثـري، وقبل كل قراءةٍ نجدهـم يُعـاودون الترحيبَ بالشاعر ويُـثنون عليه، مدعّمين قدومَـهُ إلى هكذا فضاءٍ مهـمّشٍ.

ألقى الشاعـر قصيدتين من ديوانه، بصوتٍ شـجيّ، مكسوّ بلحن الطائر الجريح، فألزمَ بذلك الحضورَ صمتاً مهـولاً، بدوا شاردين، متتبعين، منصتين لروح الكلمة العذبة، الصّادرة من عُمق بئـرٍ ممتدّةٍ في المسافـة .. بئـرٌ هـدّها الألـمُ وطعنها الزمـنُ وتحـوّطهـا المكانُ.

قُـدِّمَتْ باللقاء السابقِ من نوعِـهِ على تربـة أقاايغان ثلاثُ قـراءات نقدية:

- الورقة النقدية الأولى”كتابة الذات في حدائق زارا: ثنائية النفي والإثبات”، قدمها الأستاذ الشاعر عبد الهادي روضي.

- الورقة النقدية الثانية “الشعري والتيمي في ديوان”حدائق زارا” للشاعر رشيد الخديري”، قدمها الأستاذ الكاتب محمد بوشيخة.

- الورقة النقدية الثالثة “الشاعـر الرائي، قراءة عاشقة في ديوان حدائق زارا للشاعر رشيد الخديري” للأستاذ الكاتب شكيب أريج.

ولأنها قراءاتٌ تغوصُ في دروب النقـد الرصين، وتصبو إيلاءَ الديوان مايستحقّه، فقد عمد كتابُها بلورتَها في خلاصات وتبسيطَها في هذا اللقاء حتى تتلاءم ومستوى المتلـقي، القراءات الثلاث ستُنشَر لاحقاً، مجتمعة أو متفرقة، مِـنْ على مواقع إلكترونية وملحقات ثقافية جرائدية.

قبل الختـام فُتـحَ نقـاشٌ مـوسَّعٌ جمع بين الشاعـر والمتعلمين على كثرتهـم التي فاقت المتوقّـع، حوارٌ كشفَ عن مدى الاستجابة والتواصل اللذين تحققا ضمن اللقاء، أسئلةُ المتعلمين لامست عُمقَ سطـور “حدائق زارا”، فمن سـؤالٍ عـن المقصودِ بـزارا/ عـن الفراغات/ عـن الكلمات المتقطّعة والأصوات الأحادية/ …، إلى حديث عن تجربة النشر .. كلُّهـا أسئلةٌ وغيرها تنـمّ عن أننا أمام تلامـيذ تشـبّعـوا ثقافةً أدبيةً، ولانخفـي أنهم جميعـاً - مَـنْ شاركـواْ الشاعـرَ حوارَهُ - كانـواْ ومـازالواْ من رواد المكـتبة ومن أعضاء “الثقافة المكتبية”؛ التي أسسها الأستاذ محمد بوشيخة السنة الماضية، وأيضاً أغلبُهم من أعضاء “المقهـى الثقـافي”؛ الذي شُـرِعَ العمل به هذه السنة.

ردّ الشـاعرُ زارا عن كل الأسئلة بـصدر رحْبٍ وبروحٍ شاعريةٍ، مفسّـراً كلّ مااستُشْكِلَ على المتلقين، وما أثار فضولَ بعضِ المتتبعين هـو استغراقُـهُ في الحديث عن الذات، إلى درجة رأيناه يتفلسف شعراً؛ حيث قال: “تعرّوا للشمس تعرفون ذواتَـكـم”، ليختم كلمتَه بتجدُّد الشكـرِ لإدارة المؤسسة على استقباله، والشكر موصـولٌ - يضيف- لصديقه الناقد محمد بوشيخة على دعوته، ثم ألقى قصيدة غير واردة بالديوان، عنـوانُها: “العقـاب”، مطلعُـها:

يحدثُ هذا منذ آلاف السنين

هيء نشيـدَكَ الأبـدي

وخـط اسمك في الغياب، هاأنت تسقط في عبث الحياة

هاأنت تسقطُ

يارشيد ابن محمد

ماذا أفعل بالشمس

وكل جسدي منافذ ضوء

قبل حفل التوقيع قـدّم السيد المدير لحسـن أنجبور، باسم المؤسسة هديةً رمزيةً للشاعر المحتفـى به، شاكراً قدومَـهُ، مثمناً جَـهدَهُ الإبداعي.

أخيراً تهافتَ على الشاعر تلاميـذُ المؤسسة لتوقيع الديوان؛ الذي أصبح في ملكِهـم، ولالتقاط صـور تَـذكارية.

هذا وإنَّ اللقاء أيضا شهِـد حضور مجموعة من أساتذة المدرسة الابتدائية بأقاايفان، إلى جانب زُمرةٍ من أساتذة ثانويتنا الإعدادية، دون أن نغفل حضور السيد مدير الابتدائية بأقاايغان محمد جاجا، باعتباره رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ؛ الشخصُ الذي أظهـرَ حفاوةَ استقبالٍ وبَيَّّـنَ عن تشجيعه لكلّ فعلٍ ثقـافي، وإنّ هـذا ليس بخـافٍ عـنهُ.

ولأنّ الشيءَ بالشـيء يُـذْكَـرُ والـحُـرَّ بالغَمْـزَةِ يَـفْهَـمُ ..!، نخـتمُ تغطيتنا هـاته بقـولِ الشاعـر والأديب السوري جرمانوس فرحات:

أنَّـى تُـعيِّـرنا وأنـتَ مـعيَّـرٌ ياراقـصاً فـي ظلمـة الأحـلامِ

هـل سـرّنـا إفـسادُنا إيماننـا أم هـل ختمنـاه بسـوء خِتـام

أم هل ورثنا المكسَ عن سيمونَ في بيْـعِ الـذي نُـعطـاهُ بالإنعـامِ

أم هـل تعاطينا دسائس مبـدعٍ فـتركننا صـرعـى بغير مُـدَامِ ؟

يبقـى سؤالُ الشاعـر فرحات مفتوحـاً لأجوبةٍ مختلفةٍ، ولانظـنُّ ضَـوْءَ الشمس يُخفيـه الغربالُ، ليُـبقـي على أي دسائس يعتقـدُ أصحابُهـا غامضةً عنّـا، ولنـا مع الزمن القادم رقْصـاتٌ أخـرى.

تحـيةٌ عاليةٌ للشاعـرِ رشيـد الخديري، وكـلُّ الحبِّ والوفاءِ لتلامذتنا؛ الذين برهـنوا عن مسؤولية وروح ثقافية- إبداعية.

إلـى لقـاء آخـر مـع ضيف آخـر ..!.



ذ- محمـد بوشيخـة

بأقاايغـان – إقليم طاطا - المغرب

تاريـخ: 15 ينايـر 2009م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق