الأربعاء، 1 يوليو 2009

الناقد عبد العاطي الزياني وتوقيع كتابه النقدي.














الدكـتورُ النّاقـدُ عبد العاطي الزياني وحـفـل توقيـع كتـابـه: "التراث النقدي والتأويل، ظـواهر ... وقضـايا" بين أجنحةِ المقهى الثقافي ونادي الصّـحافة ودائرة نقـاش مفتـوحة بثانوية المـسيرة الإعدادية، أقاايغان، إقليم طاطا، جنوب المغرب.

لـم تعد سـابقَـةً، إنّـما لـونُهـا في هذه الـمحطّـةِ هـو الجديـدُ، حضـورُ نـاقدٍ من وإلى الجنوب ينتمي، ناقـد أَلِـفَ أغـوارَ الهـامش وأدركَ خبايا دُروبِـهِ، واستـطردَ كثـيراً من سِـحرِ حكاياتِـهِ، حتى بات بـهذا وذاك رُكـناً يتهاوى الجنوبُ الشـرقيُ بغـيابِهِ. لم تعد سابقـةً، نعم، إنّـما جديدُهـا في الإحسـاس الـمتبَادَلِ بين كاتبٍ ومُتلقٍّ، بلغَ حـدّ الـتّماهي، تبـيّنَ في الانصـهار الذي أبـانَ عـنهُ الـمتعـلّمون وكـلُّ الـمتلقّـين. بدايـةً، وبعد أن تجـوّلَ ضيفُـنا الكريمُ في أرجاءِ الـمؤسَّسة بمعيّـةِ الأسـتاذَيْـنِ الـفاضِلَيـنِ: الـمحجوب أمان وطـارق عَـلاّ، القـادِمَـيْـنِ من ثانويةٍ تأهيليةٍ بعيدةٍ جَـغرافيـاً لمشاركةِ براعمِ المؤسسة حَـفلَـهم الثقافي، إلى جانب عبد الرحيم كِري ومحمد بوشيخة، أستاذان بالمؤسسة الـمُـحتَـضِنة للنشاط، - بعد ذلك - افـتُتِـحَ اللقـاءُ؛ الذي حضـرَهُ جمهورٌ غفـيرٌ من الـتـلامـيذ، شاركهم رئيسُ المؤسّسة لحسن أنجبور ورئيسُ جمعية آباء وأولياء التلاميذ محمد جاجا، ثم فعّاليات جمعوية (= عزيز الحبيب وحسن ندمنصور)، في الوقت الذي تغيّبَ عـنه أساتـذةُ الـمؤسّسةِ وإداريـوها، وتلك للأسف سُـنّةٌ باتتْ مُـؤكّدةً سـار هـؤلاءِ على نهجِـها لـحاجاتٍ في نفس اليعـقوبيين يريـدونها ولسوء حظّـهم لم يبلُغـوها. وحتـى لانُـعطي لِـمَنْ لايستـحقُّ نصيبـاً من كـلامـنا ضمن هذه الـتغطية، نعـودُ لأجواءِ اللّـقاءِ الذي افـتتحهُ منشّطُـهُ الأستاذُ محمد بوشيخـة ترحيبـاً بالحضور الكريم، مـقـدّمـاً ورقـةً تعريفـيةً بالكاتب الناقد عبد العاطي الزياني، متجـوِّلاً بذلك في حـدائق مساهـماته الثـقافية، تعـلّقَ الأمـرُ بالنّـشرِ أو الـمُشاركاتِ في الـمنتدياتِ أو التحضـير لـهذه ضمن: "نادي الـهامش القصصي" بـزاكورة، ثم "الخـيْمة الشعرية". ولبـسْطِ البِـساطِ أمـامَ الـحضورِ الكريمِ شـاءَ الـمُنشِّـطُ مـلامسةَ عُـمقِ تـجربةِ الـكاتبِ النقديّة بالسؤال عن الـبدايةِ .. الـمرحلةُ التي تعبـقُ بكثيرٍ من الـدّلالات الـمرتبِطةِ بـزمنِ الطفولة، زمنِ اللهو، زمنِ اللّـعِبِ، أمـرٌ يوحي بـه في نوعٍ من التّساوق بين فعلِ الكتابةِ وفعلِ اللعبِ افـتتاحُـهُ كتـابَـهُ النقدي الأول ببيتٍ للشـاعر أبي نوّاسٍ، جاء فيـه: لـقد صَـارَ جِـدّاً مـالَـهَـوتُ بـه ** رُبَّ جِـدٍّ جَـرَّهُ اللّـعِـبُ (= ص: 04). فـي إشـارةٍ منه إلى أن الكتابـةَ هي مَـنْ تُـقبِـلُ على الذّات الكاتبة، لاالعكس، فَبِلا انقطاعِ القـراءةِ حتمـاً سيسكُـنُكَ شيطـانُ الكتابةِ ..!!، النّـاقدُ ليس مِـن طِـينةِ مَـنْ يتسـلَّطُ عـلى الفعلِ عُـنوَةً؛ إنّمـا هـو فريسةٌ تـمَّ اعتـقـالُها والـزجّ بها في هـذا الميدان الـرّحبِ، دون سابقِ إعـلانٍ. ردَّ الـنّاقدُ بسُيُـولةٍ في التعبيـرِ واستـدعـاءٍ لجهـازٍ مفاهيمي تلاءمَ وجـمهـورَهُ المتلقي، أحدثَ بذلك نوعـاً من الاستغرابِ لدى الـمتتبّـعِ الـمتخصّصِ؛ إذْ هـو في كتابـاتِهِ النقديةِ يعتمـدُ الاستغـوارَ وتـوظيفَ الغَـريبِ اللفظـي، المكسوّ برداءِ التبسيطِ، وهـو أمـام النّاشئةِ يُبَسِّـطُ حَـدَّ الـتمكُّـنِ من عقـلِ كـلّ متتبّـعٍ مـهما انحـدرَ مستـواه. أجـابَ الكاتبُ الضّيفُ عـن السـؤالِ الأوّلِ، كـما عن سؤال عـلاقةِ النقد بالأخلاق، مـارّاً بالإسهـامات التي حـقّقـها ويُحـقّقُـها فضـاءُ الـهـامشِ، احتفـاءً بالفعل الثقافي، رغم ضَـعْـفِ الإمـكانات، ثم بـروز وطـغيان مخالب المعيقـاتِ. بعـد ذلـك كـلّه فسـحَ الـمنشِّطُ الـمجالَ أمـام المتلقي ليُـعانقَ سراديبَ تجربةِ ضيفِنا .. فمِـنْ مقاربةٍ نقديةٍ للكتاب تُسـائـلُ الـمنهجَ فيه تفضّـلَ بها الأستاذان المحجوب أمـان وطارق عـلاّ، إلى رغْـبـاتِ الـمتعلّـمين من خـلال تسـاؤلاتهم الكثيرة والمتنوعة فـي التمكّنِ من الـخيْـطِ الـمُنفلِتِ الذي شَـدَّ منه الكاتبُ لتتشـكّلَ أمـامَـنا صـورتُـهُ النّـقديـةُ. أشـار الـمنشّـطُ إلى مايبدو غيـرَ معـلومٍ لدى قارئِ ضيفِـنا؛ إذْ إِنَّـهُ إلى جانبِ كـونه نـاقـداً (= أمـرٌ لم يعد يحتاج لبيانٍ من خلال الإصدارَيْـنِ: "التـراث النقدي والتأويل، ظواهـر وقضـايـا" ثـم "الـماكرو تخييل في القصّة القصيرة جـدّاً بالمغرب")، فهـو كاتبُ قصّـةٍ وشِـعـرٍ .. هـذا وقد تخلّـلتِ اللّـقـاءَ الثـقافـيَ الـمفتوحَ أربـعُ كـلمـاتٍ في حقِّ الـناقد عبد العاطي الزيانـي: - كلمـةُ نـادي الصّـحافة، قـدّمها رئيـسُ تحـريرِ مجـلّته "صوت التلميذ"، عبد الحفيظ أيت عـلي، جاء فيـها: "نـادي الصِّحافـة؛ هـذا الـنّادي الـمُشـاكِسُ، الـمثِيـرُ لأكـثرَ من سُـؤالٍ، تأسَّـسَ لا لِيَـفْضَـحَ ويُنِـيـرَ، لا ليـستـفِـزَّ ويُحسِّـسَ، إنّـما إلى جانبِ ذلكَ كـلِّـهِ ليُـكـوِّنَ. سعـى الـنّـادي مُـذْ بِـدايَـتِهِ؛ من خـلال الـمواضيـعِ التي أثـارَها وغـطّاها تشـكيلَ ذواتٍ ترتدي زيَّ الـصِّـحَافةِ، كيف أُخبِـرُ ..؟، كيف أُحاورُ ..؟، كيف أغَـطّي ..؟؛ بل كيف أَسْـتَرِقُ الـمعـلُومـةَ ..؟. نعـم للتَّـدَبـدُباتِ التي مـرّ منـها الـنّادي، لـكن رُبَّ فـاعلٍ متـعثِّـرٍ أخـيـر من فـاعلٍ غيـرِ فـاعـلٍ. نادي الـصّحافةِ ومـجلّـتُـهُ "صوت التّـلمـيذ" يُـرَحِّـبان بالدّكتـورِ النّـاقد عبد العاطي الزيـاني، شـاكـرانِ لـهُ قُـدُومَـهُ وتَـحَـمُّلَـهُ مَـشَاقَّ الـسَّـفَـرِ للسَّـمَـرِ ثَـقَافـةً مع أبـناءِ الـجنوبِ. نادي الصّـحافةِ ومـجلّتُـهُ يُـحَـيُّـونَ الـحضـورَ الـكريمَ؛ الذي بِنَسِـيمِـهِ دومـاً نسْـتَنشِـقُ تلك الـرّوح المـفقـودة .. الذي بـرُوحِـهِ دومـاً نضـمنُ الحـياةَ، فـالحياةُ بِـلا ثقـافةٍ كالآخرةِ بِـلا جَـنَّـةٍ ..!! .. مـحـبّـتُـنا ..!!". - كلـمةُ المقهى الثـقافي، من تقـديم الطالبة المتألّقة مريم الكعوش، عضوٌ ضمنهُ، جاء فيها: "خلال هذه السنةِ وعلى غـرار الفائتـةِ، ظلّت أبوابُ المكتبةِ الجماعيةِ مشرعـةً، كتُـبُهـا التي كساها التّـرابُ انتـفَضَـتْ بفضـلِ قـرائـحَ غيُـورةٍ. أدباً، عِلماً، فلسفـةً، كلُّهـا حـدائقُ تـربّعَ أدراجَـها بعضُ الـمتعـلِّمين، ولأنّ الفكرةَ تُـولِّـدُ الفـكرةَ؛ فإنّ الثقـافةَ المكتبيةَ ولّـدتِ المقهى الثـقافيَ هذه السنة. مع بدايةِ الـدَّرس، شهـرَ أكتوبر، انطلقـتْ قافلةُ المقهى الثقافي، بروحٍ ليس فقط رياضيةً؛ بل دُونْـكِيشُّوطـيّـة سعى الـروّادُ من خلالها إلى وضعِ اليدِ في اليدِ لتـظَـلَّ السِّـلسِلةُ مستـرْسَـلةً. لانُـخفي وجـودَ صُعـوباتٍ وتعثّـراتٍ، تغيّـباتٍ وتأخّراتٍ، لكن الـدَّمَ ظـلَّ نابِـضـاً، ومازال ليعـيشَ ذاك الفـضاءُ سخُونـةَ نِـقاشٍ تـارةً، وتنـقّلاتٍ مكانيةً تارةً أخـرى. مـواضـيعُ مخـتلفةٌ نَسَجَـتْ خُـيُـوطَ حَـلْقـاتِـهِ، لاتعصُّـبَ فيها ولاتفـسُّـخَ، حريّـةُ الـتـفكيـرِ منطـلقُـنا، والاخـتلافُ سـنّتُـنا، والـطّـموحُ إلى الـتـميُّـزِ دائـماً سـعْـيُـنا. لانـظُـنُّـكَ نسِـيتَ الشـاعرَ الخـديريَ، أمّـا الرّاشـدي بِـبَـدوِ حـافّته، بل وبنُمُـورِهِ في طـاطـا فقد رسّـخَ ظِـلَّـهُ. وهـاأنتَ اليـومَ مَـعَ نـاقِـدٍ مُـتمـيِّـزٍ، نـاقـدٌ غـرّدَ نصُّـهُ شـامِـخاً في أوطـانَ عـربـيَّـةٍ، نـاقـدٌ جـمع بين العِـلمـيّـةِ الثقـافيةِ والأخـلاقِ الإنسانيةِ الرّفيعـةِ، وحتى لانـخـترِقَ دروبَ حـدائِـقِـهِ، فاللّـقاءُ كفيـلٌ بـذلك. الكاتبُ النّـاقدُ الدكتورُ عبد العاطي الزيانـي، أهلاً وسهـلاً بكُـم بين مُـحِـبّـيكم وعُـشّـاقِ الكلمـةِ، أفـرادُ الـمقهى الـثقـافي يُـحيّـونـكم ويشكـرونـكم عـلى تلبية الـدّعـوةِ. والتـحيَّـةُ تبـقى مـوصُـولَـةً لكُـلّ حَـاضِـرٍ مِـنْ قَـريبٍ أو بعـيـدٍ .. محـبّـتُـنا لـكم جـميـعـاً". - كلمـة مؤسسة ثانوية المسيرة الإعـدادية، قـدّمها رئيسُها لحسن أنجبور، جاء في مظانّها: " بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. "بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عزيزاتي التلميذات، أعـزائي التلاميذ، السادة الأساتذة، أيها الحضور الكريم، مرحباً بكم في هذا اللقاء الثقافي المتميز في محطته الثالثة خلال هذا الموسم الدراسي لنستضيف فيه أستاذاً باحثـاً، ناقداً من العيار الثقيل، الدكتور عبد العاطي الزياني، لتوقيع كتابه النقدي: "التراث النقدي والتأويل، ظواهر ... وقضايا". وباسمكم جميعـاً أقـدّمُ أسمى عبارات التقدير والامتنان لأستـاذنـا الفاضل الكاتب محمد بوشيخة، بمعية تلامذة المؤسسة أعضاء نادي الصّحافة والمقهى الثقافي، لإتاحة الفرصة وخلق الـمبادرة لهذا النشاط الثقافي ونهنئ أنفسنا بحضور ضيفنا العزيز بيننا، بعدما تكبّـدَ مشاقّ السفـر والعناء في هذا الفضاء التربوي لثانوية المسيرة الإعدادية في هذه البقعة الـجغرافية البعيدة، وهـذا إن دلّ عـلى شيءٍ، فإنما يدلّ على تواضع أستـاذنا واهتماماته بالنّاشئة والمتعلمين. آملين أن يكون هذا اللقاء في مستوى ضيفنا الكبير، وندعوه أن يتقبّـل باسم المؤسسة هذه الهدية الرمزية المتواضعة، مع متمنياتنا له بمزيدٍ من العطاء والإبداع لما فيه خير الثقافة العربية عامة والثقافة الجنوبية خاصة، والله ولي التوفيق، والسلام". - كلـمةُ جمعية آباء وأولياء التلاميذ، تفضّـلَ بها رئيسُـها محمد جاجا، تمحور مضمونها في الترحيبِ بالناقد وبالحضور الكريم، مروراً بالحديث عن المفارقة بين الهامش والمركز بخصوص الإشعاع الثقافي، مثمناً هكذا فعـل بأقاايغان؛ الذي من ورائه الأستاذ محمد بوشيخة. كل الكلمات بسطناها كما تفضّلَ بها أصحابُها حرفـاً؛ إلا الأخيرة فقد لخّصنا فحواها؛ إذْ قدمها الأستاذ شفاهةً/ مـرتجلَةً. خُتِـمَ اللقاءُ بتبـادُلِ هديّتيْنِ بين الضّيفِ والمؤسّسة، بعدها تَـمَّ توقيعُ الكتاب في جـوِّ كأسِ شَـايٍ في شرَفِ الحاضرين، كـما التُـقِطت للضيف عـدّةُ صور تَـذكـارية مع البراعم والأساتذة الكرام الحاضرين.

* * * * *



- المقهى الثقافي، لقاءٌ أسبوعي، كلّ أحـدٍ، من العاشرة إلى الثانية عشرة، بفضاء المكتبة الجماعية، يشرفُ عليـه الأستاذ محمد بوشيخة. - نادي الصّحافة بالمؤسسة يضمّ عشرين عُـضواً بين تلامذة الإعدادي والثانوي التأهيلي، يشرف عليه الأستاذ محمد بوشيخة. - دائرةُ نقاشٍ مفتـوحةٍ، لقاءٌ نصف شهري، ينـشّطاهُ الأستاذان الحسين طالب ومحمد بوشيخة، يناقشان فيه كلّ المواضيع التربوية والاجتماعية، التي يقترحها متعلّـمو المؤسسة قبل الموعـد بأسبوعٍ. تحيةٌ ثقـافيةٌ ملـؤهـا الحبُّ والتقديـرُ لتلامذة مؤسّستنا وكلّ طالبِ علمٍ على وجه البسيطةِ ..!!.



ذ – محمد بوشيخة أقاايغان، في: 27 ماي 2009م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق