الأربعاء، 1 يوليو 2009

الانتخابات الجماعية الأخيرة بأقاايغان - إقليم طاطا وتحالفات منتظرة، استجابة لأصوات الساكنة ..!

الانـــتــخاباتُ الجـماعــيـةُ الأخـيرةُ بأقاايغان – إقــليم طـاطـا وتحـالُـفـاتٌ مُـنتَـظَـرَةٌ، اسـتجابــةً لأصـواتِ السّـاكـــنــةِ ..

لـمّا تـلتقـي الـمُفتـرِقـاتُ، وتتوحّـدُ الاختلافـاتُ، تَبـتَـعِـدُ رئـاسةُ الـجمـاعةِ وكذا النيابات الثلاثـة فيها عن الشخوصِ المنتمِـينَ للأرض الـمُحْتَـضِنةِ لهـا (= بلدة أقاايغان)، لكن يبقى أن الإنصاتَ لـهمومِ السّـاكنةِ وتقديـمَ وعودٍ ترمي إلى العمل الـجادِّ، وتحقيقَ مشاريـعَ تنمويةٍ، ثم تـوحّـدَ الأفـكار بين الممثلين للمكتب – يصرح لنا رئيسُـهُ الـمنتخبُ محمد فـائز -، كـلُّ ذلك كـان وراءَ المكتب الجديد، ذي التشكيلة التاليـة: - محمد فـائز، رئيسـاً، عن حزب الأصالة والمعاصرة. - كلثومة أيت مولاي محند، نائبة أولى، عن حزب الأصالة والمعاصرة. - علي مستحسن، نائبـاً ثانيـاً، عن حزب الأصالة والمعاصرة. - احـماد أيت موسى، نائبـاً ثالـثاً، عن حزب الاتحاد الاشتراكي. لقد أكّـد الرئيسُ المنتخَـبُ في دردشةٍ سريعةٍ معه، بُـعيـدَ فوزه أنه سيستعمـلُ جميعَ القـوى للعمل في هذه المنطقة، ملبياً كلّ طُـموحاتِ سكانهـا؛ الذين وضعـوا فيه الثقةَ، بالتصويت له في الدائرةِ التي انتُـخِبَ فيها (= تسكموضين)، أو بانتخـابِـه من قِبَـلِ الأعضـاء الفـائزين في دوائرهم، رغم تباعُـدِ تمثيلاتهم الحزبية، الفـوزُ الذي أتى بعـدَ منافسةٍ صعبةٍ مع خصم اتحـادي، كما يعتبـرُ الرئيسُ الفـريقَ المنتخبَ جبهـةً جـادّةً وحـازمـةً لأجل بلورةِ استراتيجياتِ عمـلٍ قمينـةً بإخراج المنطقة من ساحة الهامش. نـائبتُـهُ الأولـى، كلثـومة أيت مولاي محند، تـرى فـوزَها استحقاقـاً منتَـظَـراً، للثقة الـمُتبَـادلَةِ بينها وبين ساكنة دائرتها (= اسرغين)، نفسُ المجرى يعومُ فيه النائبُ الثاني (= علي مستحسن)؛ إذْ فوزُهُ في دائرته لم يكن مفاجِئـاً أو بعيدَ المنال/ التصوّر، والاختلافُ الوحيدُ بينه وبين الرئيس والنائبة الأولى يكمن في الخصم حزبيـاً، فمنافسُـهُ من الاتحاد الدستوري، عن المكتبِ يباشرُنـا مستحسن أنه أُفْـرِزَ استجابةً لطموحـاتِ الـمترشحين، ورغبةً في ضـخِّ دماءٍ جديدةٍ. الـنائبُ الثـالثُ (= احماد أيت موسى)، عن دائرة تِلفُـو، الفائز هنالك دون منافسةٍ، الممثلُ لحزبِ الاتحاد الاشتراكي؛ وإنْ لم يكن أصلاً منخرِطـاً فيه، كما يصـرّحُ لنا بنفسه، بل كما يذهبُ النائبُ الثـاني إلى أن معظم الفائزين باسم الاتحاد الاشتراكي لم يكونوا منخرطين أصلاً، ويضيف لنا بعظمة لسانه، وأنا أتحمل كامل المسؤولية من كلامي. عـن التحالفِ الذي أفـرزَ المكتبَ والذي يبدو غريبـاً للمتتبّع للساحة السياسية المغربية، وبعد القفـزَةِ الـمُهوِلـةِ والمهرْوِلة إلى المعارضة من قِبَـلِ حـزبِ الأصالة والمعاصرةِ، نجدُ الصورةَ بهذه البُـقعةِ الـجَغرافيةِ ترتدي زيّـاً معاكسـاً للمشهد العام، أمـرٌ بـرّرَهُ كـلُّ الذين حاورناهم، أعضاء المكتب الجماعي الجديد بأنه جاء استجابةً للتغيير واعتبارِ مشاغلِ الساكنة فوق كل العلامـات السياسية. اِرتـماءُ فـائِـزِي حزبِ الاستقلالِ في بقعةِ التحـالف مع الأصـالةِ والمعاصرةِ يبـرِّرُهُ الأستاذ عزيز لحبيب، كاتباً عـامـا للفرع وعضواً في المجلس الوطني ثم مترشحاً عنه في دائرة أقاايغان – تراب الجماعة، أنه ليس غريبـاً ولاصُـدفَويـا، فحزبُ الاستقلال - يضيفُ – يعتبـرُ حـزبَيْ الأصـالة والمعاصرة وكـذا الاتحاد الاشتراكي شريكين في العمل، فقط يبقى أن الإملاءات السوسيوثقافية والتسييـرية للجماعة الفائتة المتوفية لهما الدّافعان لوضع اليد في يد الأصيليـن المعاصرين، كـما أنّـهُ تحـالُفٌ استجابةً لغَليانِ سكـان البلدة ورغبتهم الأكـيدة في التغييـر. يـأتي حديثُ ممثلِ ومترشّـحِ حزبِ الاستقلال عزيز لحبيب هذا ضمن دائرةِ أقاايغان عن التحالف مع الأصالة والمعاصرة من خلال ممثلي الحزبِ الفائزين في دوائرَ أخـرى، أمّـا هـو فقـد انهزم أمام المترشح عن حزب الاتحاد الاشتراكي، الرئيس سـابقـاً. نسجّـلُ أخيراً؛ حيثُ ابتدأنـا التغطيةَ عن الـمـفارِقـاتِ، نسـجّـلُ غـرابةَ التحـالُفـات، حتى من قِبَـلِ الـحزبِ الـواحـدِ، خاصة الاتحاديين، فبعضُ فـائزيـه صـوّتُـوا لصـالحِ المترشّـحِ عن الأصـالة والمعـاصرة في وقتٍ كان بالإمكان أن تنعكسَ صورة المكتبِ الـحالي ويكون الرئيسُ الفائتُ هو الـرئيسُ اللآني، لكنّ تشـرذمَ الحزبِ على المستوى الوطني انعكس على تـربة أقاايغان، أمـرٌ ليس ببعيـدٍ ولم يعد حتى غريبـاً لـمّا تسـأل النائبَ الثالثَ عن كيف الوصول للتزكية من قِبَـلِ حزب الاتحـاد فيكون الجـوابُ هو غيـابُ الجـوابِ ونهـايةُ الحـوارِ ..!!. هـذا وقد شهِـدتِ السّـاحةُ إبّـانَ الحملة الانتخابية – تُـصـرّحُ النائبةُ الأولى كلثومة أيت مولاي محند – خـرُوقاتٍ على مستوى أخلاقيات العمل السياسي (= رشاوي وعنف معنوي وأحيانـاً مادي) – تضيفُ – خـاصةً في دائرتي أقاايغان وتسكموضين، كمـا يؤكد ذلك وبشدة عزيز الحبيب. في السياق ذاتِـه التقـينا الرئيسَ الفائـتَ، السيد محمد جاجا، فحدّثـنا عـن التحلّف (= نعم التحلّف، هكذا سـمّاه ..!)؛ الذي تَـمَّ بدل التـحالف بين مكونات المكتب الجماعي، بنـاءً عـن أنّ العملية أسـاسُـها تجميع الأعـضاء بطريقةٍ غـير مشـروعـةٍ والارتـكاز على إغـراءاتٍ وإشـاعاتٍ كـاذبةٍ وواهـيةٍ. حـملـتُهُ – يضيفُ – انْـبَـنَتْ عـلى شعاراتٍ وأدبيات اتحاديةٍ ، والمنافسة غير متوازنة، لاختلاف المنهجيات والطرقِ بين الحـزبينِ الـمُتنافسينِ، هنا يقصدُ الحزبَ الذي فـازَ بالرئـاسة، أمّـا دائـرتُـهُ فقد نـالَ منها نجـاحَـهُ .. خَـتَمَ الرئيسُ كلـمتَـهُ بمتمنياته التـوفيقَ للمكتبِ الجديد، وأن يكون أعـضاؤُهُ على قـدر ماوعـدوا به الـمجلس، كـما تمنى له النجـاح، ففي نجاحه نجاح للمنطقة. إذن السـنواتُ المقبِـلةُ هي وحدهـا الكـفيـلةُ بالإجابةِ عـن تطـلُّعـاتِ سـاكنةِ كـلِّ هذه الـدّوائـرِ ونـحنُ إزاءَ جـماعةٍ برئـاسةٍ تسكموضينيةٍ، تْـرَاكتورُهـا شـابٌّ فـائـزٌ بالإسم والمعنى على ابن عمومتـهِ الاتحـادي .. وحتى تُـباشـرَ القيادةُ الجديدةُ عـملَهـا الفعـليَ وننـظُـرَ الـعمـلَ على الأرضِ، متمنيـاتُنا لكل الأعضاء بالتـوفيقِ، سيـراً على مفاتيح العـمل الـجـادِّ، وخدمـةً للصالح العام وتلبية لمشاريع التنمية البشرية.
****************
إشـارة، هناك دراسة سوسيوثقافية شاملة ومطوّلة عن أبعاد الانتخابات في إقليم طاطا كلّه ننجزُها وقريبـاً سننشُـرُهـا .. هـذا وهنالك مقـالٌ جـيّد للزميل الكاتب محمد البوزيدي، ضمن الكتاب المشترَك "السلوك الانتخابي بالمغرب"، سلسلة الشروق، بعنوان "الحملات الانتخابية بالمجتمع الواحي"، يصبُّ في نفس مجرى سلوكات سكان إقليم طاطا، بنوع – طبعاً – من الاختلاف. هـذا وإنّنا سنتابعُ أعـمال المكتب الجماعي الجديد بعَـيْنٍ صِحافية نـافذةٍ، هدفُها إيصال المعلومة الدقيقة للمتابع القريب والبعيد.

ذ - محمد بوشيـخة
كاتبٌ وصِـحَفِيٌّ من زاكورة، أستاذ بأقاايغان، إقليم طاطا.

هناك تعليق واحد:

  1. هذه التغطية / المقال، نشرت بجريدة "عيون الجنوب" شهر يوليوز، تتواجد بجميع الأكشاك.

    ردحذف