الجمعة، 17 ديسمبر 2010

الإدارةُ الـمغـربــيـةُ فـي خـدمـة الـكـلام الـفـارغ ..! - الحلقة الحادية عشرة من عمود "ضد التيار".


كــثـيـراً مـاردّدوا على مسـامـعـنا، وفي شـاشـاتهـم ومـحطـاتهـم، كـذا فـي لـقـاءاتهـم التي كـــثُـرَ عـددُهـا وقـلّت نتـائـجُـها .. ردّدوا ومـازالـوا "الإدارة المغربية في خدمة المواطنين" و "تقـريب الإدارة من المواطنين" و "اللامركزية / الـلاتـمركـز" ثـم "أخـلاقـيـات الـمِـهْـنة".
كـلّـها عـبـاراتٌ ومـفـاهـيـمُ تـدل عـن قـدرة سيـاسويـيـنـا على الـنـفـخ في المصطلحـات والتبـجـح بـهـا، مقـابـل الخـواء الذي يعـتري كـل أجسـادهـا، في ظـل غـياب أي تجسيد لـهـا.
"الإدارة في خدمة المواطنين"، عـن أي مـواطن يتحـدثون ..؟!، وكـأننا نحن نعيش في الـمريـخ ..!، مَـنْ مِـنَ الـمغـاربة يـومـاً أراد قـضـاء حـاجة إداريـة ولـم يـنـتـظـر لأجـلهـا سـاعـات أو عـاد لـيُـعاود الانتـظـارَ يومـاً أو أكـثـر ..!، مَـنْ مِـنّـا لـم يُـسـتصـغَـر أمـام مـوظّـفٍ صغـيـر يـبتـزّه، ويستـعرض أمـامه كِـسـوتَــهُ التي لم يلبسـها إلا بـعد أن أقـسَمَ على خِـدمـتهـا وخدمـةِ مَـنْ عصَـرتِ الضـرائبُ جيـوبَهـم، وامتصّت من أجـرتهـم لأجـل ثمـن شهـريته، لكـن – للأسف – انقـلب عليهـم وعلى مـايرتدي ليـرتـزق بـه وينهـبَ من جيـوب من لا يملكون قُــوتَ يـومهـم أحيـانـاً.
أحــايـيـن أخـرى تـجـد مـوظفـةً (مـوظّـفـاً) تشـكـل واسـطة بينـك وبين مسـؤولٍ لأجـل جـرّةِ قـلمٍ تخـوّل بين يـديـك وثيقـةً تحـتاجـهـا لغـرضٍ هـام، فـإذا بهـا خِـدمـةً للكـلام الـفـارغ تـعـطّـلُك وكـثــيراً مـا تتخـلّص منـك حتى يـوم آخـر محـدد، وغـالبـاً غـيـر مـعـلوم.
الإدارة في مدلـولهـا اللغـوي من "أدار يديـر الأمـر" .. معـناه، وفي ارتـبـاط بمبدأ المسؤولية، تتطلبُ قـدرةً من الـقـائد حتى يستطيع تدبير ما بحوزته من ملفـات وقـضــايـا؛ هـذا فـي وقـتٍ يمـلك فيـه سعـادتُـهُ ضمـيـراً رضـع من ثدي الوطنية .. ولأن أبنـاء الشعـب أدرى بـمَـنْ يسـيّـر أمورهـم في الجماعات المحلية / المجالس البلدية والقيادات الداخلية والمستشفيات العمومية والمراكز الأمنية حـتى ..!!، فهـم أدرى أيضـاً بـأن معـظم هـؤلاء تـنـكّـروا لحليب الأم أو إنـهم نـالــوا سخـطـهـا فسخـطـوا على مَـنْ تـولّـوا شـؤونـهم.
ففي بعض الإدارات الأمنيـة، لـمّا يـرغبِ المـواطـنُ تـهـييء أو إعـادة تهييء بطـاقـته الوطنية؛ التي تعـبر عـن هـويـته وانتـمائه إلى أرضـه الـتـرابية، يـجـد مـا ينـدى لـه الجبين من سلـوكـات تكشف عـن أنّ تـأكيد الوطنية؛ ولو على ورقة كرطونية (= لا تعني ضمنياً انتماءً حقيقياً ووطنية صادقـة) يحتـاج إلى دَهْـنِ الـجيوبِ المخفية عن طريـق دروبٍ ملتويــة .. وإذا تصـادف الأمـرُ وكنـتَ مِـمّـن يمتنعـون ركـبَ قـطـار مـخـرّبـي مـبـادئ الوطنـيـة، وعـدم مــدّ رشـوة للمحسـوبين على الإدارة المغـربية؛ تـأتـيـك الـبـطـاقــةُ وقـد حُــمِّـلـتْ خـطـأ حـرفـيـاً يستـفـزونـك بــه؛ لـتعـيدهـا بنقـود مـا أردتَ تسليـمـهـا ونفسـك راضية مرضيـة.
أمـا في تـلك الجمـاعـات المحلية؛ إن كنتَ مِـمّـن لم يصوتـوا على رئيسهـا الذي زوّر شهـادته المدرسية؛ ليجلس على كرسي الأبدية؛ دون أن يتقـن حتى الـحـروف الألـفـبـائيـة، لـك أن تـجـتــرّ نفس الحكـاية (= إهمال وإسفاف بأمورك الشخصية والتنموية بشكل واضح؛ خلاف من والاه بشكل فيه نفاق وسياسة ذر الرماد على العيون) في سنوات رئـاسته المتتالية؛ حتى تـرضى عـنك حـاشيـتُـه في الانتخـابـات الــموالية؛ إذا حنـيتَ الـرأس وردّدت: "مالي أنا حْـتى نكون ضد الإنسانية"، وتصبـح مقـلوبـاً مـع هكـذا شعارات انهزامية.
فـي المستشفيات العمومية؛ التي كــثـيـراً ما تُـــزهـق فيها الأرواح بمسمى الأخطاء الطبية، تعـالى نُسمِـعُـك الحكاية التالية: "في ذاك المستشفى أردتُ أن أجري لأبي عملية جراحية، فطلب مني الطبيبُ إحضار كــمّ هائل من الأدوية، وأرسلني إلى اسمٍ محـدّدٍ لصيدلية؛ منها تأتي وإليها تعود مساءً كـــل الوصفات الطبية، فلما سألت عن مالكهـا أخبروني خُـفـية وخِـيفة أن مَــنْ أرسلني هـو من يمارس من خلال صيدليته ومستشفى الشعب كل تلك الأعمال الشوفينية".
مجالسنا البلدية؛ تنظم أمسيات غنائية سنوية، ولما تحس بقرب فراغ خزينتها المالية، تدفـع بـالإدارات التابعة لـرقعتـها الترابية أن ترفـــع من ضـرائبــهــا على الطبقة الحافية.
لـك أخــيـراً أنْ تـعـرفَ أنّ الإدارة المغربية تــحـتـاج إلى كـثـيـر من التطويـر لتسـايــرَ مـغـربَ التنمية البشرية وإرادةَ التغيير الحقيقية؛ لتكون فعلاً في خدمة المواطن، لا في "خْـــدْمْـــتُـــو ..!!"، وأنت تعرف طبعاً الفرق بين الأمرَيْــن.
محمد بوشيخة
mljabri1979@hotmail.com
.........................
نُــشـر بـجريدة عيون الجنوب: عدد: 21، دجنبر 2010م

الخميس، 16 ديسمبر 2010

الـوجــهُ الآخــرُ لـقـضيةِ مصطفى ولـد سلـمى فــي ظِــلّ دبلومـاسيـةِ الـمـهـادنـةِ .. الحلقة العاشرة من عمود "ضد التيار".

يـستـغـربُ المـتـتبـعُ، برغـم وعيـه العـادي، لـمشهـدنـا الإعـلامـي وتحـركـاتِنـا التـعبويـة الاجتماعية النضالية، إبّـان ولحـدود السـاعة، كردود أفـعال عن اختطـافِ ثـم احـتجـازِ المناضلِ الصحراوي المغربي مصطفى ولد سلمى.
قبـل وعـند اختطـافِ المناضل مباشرةً ظهـرتْ تجـمعـاتٌ على ربوع المملكة .. تنديداتٌ هـنا وهناك، بحجـم قضيــةِ وحدتنا الترابية العادلة؛ لأجـلِ تمكينِ مصطفى من التعبير عن رأيه، من خلال إطلاق سراحه، وضمان حـياته، وهــو الــمُـحْـتَجـزُ على أرض الـجارة العـاقّة الجـزائـر، والمُـستَـنطَـقُ من قِــبَـلِ رؤسـائـه قـبـلاً؛ مَـنْ تـنـكّـروا لأصـولهم المغربية، ووطِــئـوا على القرارات الدولية، واستـهزأوا بـما تُصـدرُهُ المنظـمات الحقوقية عن الأوضاع المزرية في تلك المـخـيمات الـواهية.
أما مايحـوز في نـفس المواطن المغربي هو الانـفراجُ الذي حصـلَ في نفوس مسؤولينـا (= وزراء وبرلمانيون)، بُـعَـيْــدَ الإخـبارِ عـن إطـلاق سـراح مصطفى المكذوب والموهـوم .. أليس الأمــر دليـلاً عــن ضَـعْـفِ دبـلومـاسيـتِنـا ..؟؟، وقـد تـمـكّـن الخـبرُ من تهـدئـة كثيـرٍ مـن التـحــركات، حتى استـمـرّ – وللأسف – بـثّ الخـبرِ المكذوب عن إطلاق سراحه على شاشاتنـا مــدةً طـويـلةً .. أليس حـريّ بـدبلوماسيينـا اتخـاذَ الحيطة والـحذر، والابتـعاد عـن كـلام (النــية ؟؟؟) ..  غريبٌ أن يتحـدّث مسـؤول ويقـول فيـما معـناه: "صـدّقـنا الخـبرَ لأنـه من دولةٍ عـريقـةٍ ولهـا تـاريـخٌ"، وكـأنـه يــردّ الـصفْـعـاتِ التــي أتعـبتنـا تاريخـاً طــويلاً مِــنْ قِــبَـلِ الجـارة العاقّــة بـالقُـبَـلِ وعـلى الـرؤوس".
لـهـذا المسؤول أن يفعـلَ ذلك، وللذيـن يشـرفون على قنـواتنـا أن يسلـكوا خـطاه .. مصطفى ولد سلـمى مازال محتجـزاً ومقــدّمي برامـج القناة التي تفـرّقُـنا ( = بدل قولهـم أنهـا تجمعـنا ؟؟) يستضيفـون في شكـلٍ مُـلْـفتٍ للنـظـر فنـانين جـزائريين، بـــالمثال (= استضـافةُ جزائري في برنامج "سْهرانْ مْعـاكْ الليلة"، وأغنية جزائرية من تقديم مغربية في برنامج "نْغْمة واتايْ" لحظة تكريم إخوان مكري، واستضافة فنـانة تقدم وصفة غذائية مع صاحبة الشهيوات ... وزد وزد).
لـماذا هكـذا أطبـاق حلوية نقـدمـها وبـالمـجـان، المغربي ليس بلـيداً حتى تخـبروه أن الشعبين الجـاريْن (= الجزائري والمغربي) محِـبّيـن لبعـضهـما، وهـو ليس بالغباء الـمعـتَـقَـد حتى تسعـون بشـكلٍ مُـلْـتوٍ أن تُفـهِـمـوه أن الـجهـازَ العسكـري هو الذي من وراء تشكـيل جبهة العـار البوليساريو .. المغربي أفطـن بذلك، وهـو يريـد من المسؤولين أن ينتبهـوا لتحـركـاتهم وأن يُـعيـدوا النـظر في سيـاساتهم؛ التي عِـوضَ أن تَــمـضي بنـا قُـدُمـاً تـؤخـرنـا كثيـراً.
يكفـي أن الـمعـادلة، وقـد مـرّ أكــثـرُ من شهـر، لم يتـغـيـر منهـا شـيء (= مصطفى ولد سلمى مـايزال غـائبـاً عن الأنظـار، ولاتـواصـل تحـقـق معـه)، ونحـن مظـاهراتُـنـا خفـتَتْ، ولم تعـد أخبـارنـا يتـرأسُـها خـبرُ اختـطافِـه واحتجـازِه، كمـا تمـر هذه الأخبـار صبـاح مسـاء على الخـبر مرور الـمُـرتـاح عـن مصيـر الابـن البـارّ لوطـنه لـمّا استفـاق من غـفْـلتـه .. وكـأنهـا شوكـةُ إبـرةٍ تـملـك من السـحر مـا يُـغـذي نفـوسـاً ثـائرةً، ويجعـلهـا تتـراجـع عـن حمـاسهـا، أم أنهـا دبلوماسيتُهـم العسكريةُ المخـادعةُ ..؟؟، التي استطـاعت أن تربـح من الـوقت كـثـيرَهُ، وأن تمـتصّ من غضبِ الأصـواتِ الـخــارجيةِ – على نذرتهـا – وتتــرك لهـا فرصـة النـظـر فيـما حـلّ بهـا مـن خـطـر.
إن برلـمانيينـا وهـم خلف وزرائنـا، باعتبـارهـم جميعـاً مَـنْ يقف وراء تــحريـك الفـعلِ السيـاسي، مطـالبون أكثـر من أيّ وقـتٍ مضى القـطـعَ مـع الكـثيـر من الممـارسات الدبلومـاسية غير النـاجعـة، والنظـر بعـمـق في قضـايـانا الوطنية العادلة، والدفـاع عنـها بـاستمـاتة، بــدل سيـاسة "بـالمْـهْـلْ راهْ غـادي تْـوصْـلْ" أو "اعتبـار أي مشكـل يتعـلق بوحدتنا الترابية فـرض كفـاية؛ إذا قـام به بعـضُهـم سقط عن البعض الآخـر".
مبـادرة الحـكم الذاتي التي أعلن عنهـا المغرب تجـسّـد إرادةً حقيقيـةً لإنهـاء الصـراع الـمُـفـتَعـل؛ الذي يـتـغـذّى عليه أعـداءُ وحـدتنا الترابية .. مبادرةٌ لاقـتْ تـرحيـباً واسعـاً داخـل وخـارج التراب الوطني، وأحدثت شَـرَخـاً واضـحاً في صفـوف قيـاديي الجـبهـة المـزعـومة؛ حتى وجـدوا أنفـسَهـم أمـام عقـوق الأبنـاء؛ الذين تشـبّعـوا مرغومين بـدايـةً بـكـلّ مـايكـيـلُ لـوطـننا الـعداءَ والـحِـقـدَ الـدّفيـنَ .. مبـادرةٌ تشـكّـل – وهي في أفْــق تطبيق الجهوية المـوسّـعة – صـورةً ديـمقراطيةً تـخـوّل لأبـناء صـحرائنـا فـضـاءً أوســعَ للتسييــر الـذاتـي.

محمد بوشيخة
mljabri1979@hotmail.com
 نُــشر بجريدة "عيون الجنوب"، عدد: 20، نونبر 2010م.

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

زمـــنُ الـمدوّنـاتِ ومـوتُ الإرادات - موضوع الحلقة التاسعة من عمود: "ضد التيار".


لـستُ هـنا لأدافِــعَ عـن الحـكومـة المغـربية فـي تطبيقـها لـمدونة السير على الـطّـــرُقِ رغـم أنف ملايين الإرادات الشعبية؛ التي رشّـــحتهـا لـتمـثلهـا في الـواقـع بـدلَ أن تعـبثَ وتـهرّج بهـا في تـلك القـبّـة الـبَـرْلـغْـمَـاتية؛ بكـل بسـاطة لأنـي بـجانب العـديد من المتحسِّـرين والغيـورين عـن أحـوال وطننـا لــم نـعـايـن بـرلـغمانـاً يـدّعـي ممثـلوه تحـقيــقَ عَــتَــبـاتٍ مـن الـدّمقـرطة والحـداثـة يحـوّلـون أغـلب جــلْـساته إلـى مسـرحيـة عـنوانُـها " شْــدْ فــيّ نْـــشْـدْ فــيـكْ "، وهــم بذلك يبتعـدون عـن هـمومِ الـمواطــنِ العـارفِ وغير العارفِ، ويكفـيكَ أن تعـودَ إلى إحـدى تـلك الـجـلْـسات الـبـرلـغـماتية (= جلسة 02 يونيو الـفـائت مثـلاً)؛ التي تبـثّـها القـناةُ لـتَـنـظـرَ كيـف أنّ مـمـثـلي الشعب مخـتلفـون عـن الـمقـصود بــــ:" نقطة نظـام" و "السؤال الشفوي"، وبـعد مشـاداة كـلاميـة بين هـذا وذاك رفـــعَ رئيسُ البرلغـمانِِ الجـلسةَ، فـأعقـبـه الممثلـون البرلغـماتيون في مسرحيتـهم بشكـل جـماعـي بــ" وُوُوُوُوُوُ ..."، حينـها انقـطـع البـثُّ، لينتهـيَ الـمتتـبعُ بـخـلاصـةٍ مـفـادهـا: "فـعلاً؛ إنهـا مسرحيةٌ داخـل خشبةٍ مغـلقـةٍ شـاء لـها البثُّ المباشرُ أن تكشـفَ مـايدور داخـلهـا؛ ليـعرفَ الدّاني والقاصي أن الممثليـنَ تــايْـضْـحْـكو عْــليـنا".
مدونـةُ السّيـر فـي الـطّـرقِ كـثُـرَ اللّـغـطُ بيـن كـلِّ الأوسـاطِ عـن بنـودهـا، وكيف يمكـن تـمريـرُهـا فـــي ظـلِّ غـيـابِ الحـد الأدنـى مـن الشـروط التي تسـمح بـذلـك؛ لأنـه كثيـراً مـا يغـفـلُ مَـنِ اسْــتُـوزِروا (= بكسر الزّاي) عـلى رأس هـذه الـوزارة أو تـلك أن مـفـتــاحَ التغـييـرِ فـي أيِّ مــجالٍ داخـل وطـنٍ كـالمـغرب ليس مـرتبـطـاً بـالمدونـات وســنّ الــقـوانـين التي تحـتاج لبنيـةٍ متـكـامـلةِ الأطــرافِ وهـيـكلـةٍ اجـتمـاعيـةٍ أولـى لـنا أن نــؤهّـلـها هــي الأولــى؛ ثــم إلـى جـانب هــذا بـل وقبـلَـهُ خـلـــقُ إراداتٍ حقيقيةٍ تبغي التغـيـيــرَ وتـؤمـنُ بضرورتـه.
فهـكـذا مــدونـة ببنـودِهـا الضّخـمةِ تتطلّـبُ مـن وزارةِ الـتّجـهيـز أن تـكــونَ فـي الـمـوعـد، فـمـجـموعـةٌ مـن الـطّـرقـاتِ عـلى مسـتوى جـهات الـمـملكة تـفـتقـرُ لـعـلامـاتِ الـتشـويـرِ، وبعـضُـها غـير معـبّـدةٍ، أمـا العـنصـرُ البشـريُّ الذي سيسهـرُ على تفـعيـلِ وتـحريـكِ هـذه الـمدونة إما أنـه يجـهلـها أو في حـاجـةٍ لـزمـن طـويـلٍ ليتـعَــرّف عـلى سطورها؛ حينـهـا قــد تنقـلبُ الـموازنـةُ ليــنتـفـعَ بـهـا هـو الأول ويستـغـلّـها ليـرفـعَ مـن سقـفِ ظـواهـر مشينـة عـانى ومـازال يعـاني منـها مغـربُــنـا الحبيب.
أمـا جهـازُ العـدلِ، وعـن أيِّ عــدلٍ نتـكـلّـمُ ..؟؟، سيكـون قـضـاتُــهُ فـي ظـلّ هــذه الـمدونـة أمـام معـركـةٍ ستكــثُـرُ مَـشـاهـدُهـا وتتـلـوّنُ بِــتَــعْـدَادِ الـملـفّـاتِ التي سـتُـعرَضُ على أنـظارهـم.

بالـمقـابلِ؛ لا أحـد يجـهـلُ الوجــعَ الذي تخـلّـفه حـربُ الـطرقـات ببـلادنـا، وتتـألّـم بسـببه عـديـدٌ من الأسـر لفـقـدانـها فـرداً مـن أفـرادهـا، ولا يخفى عـن أحـدٍ كيـف أن غـيـابَ التربية الـطرقية لا الاكـتفـاء بـتعـلّمِ السيـاقة قد يجـعـلُـك وأنتَ الـمحـتاطُ في قـيادة سيـارتـك مُــرتـطِــمـاً بــمُـترجِّـلٍ يقـطـع الـطريـقَ في مـنـعـرجٍ وهـو سكـرانُ، أو تجـدُ نـفسـك مُنــحشِـراً مـع ركّـــابِ حافـلةٍ؛ ولأنـك قــريـبٌ مـن قـائدِهـا تُـعاينُــهُ وهـو يحـتسي خـمرةً أمام أعـيُـن جـبـالِ "تِــشْــكـة"، مُـتمـايـلاً مـع صـيْـحـاتِ رفـيـقـاتِ محمد رويشة .. أمـا الأدهـى والأمَـــرُّ وجـودُ تِـلـفـازٍ مُـلـصَـقٍ بـرأس الـحافلة من الدّاخـل طبعـاً لايفـوِّتُ السّـائـقُ نفـسُـهُ فـرصـةَ الـتطـلّعِ إلى مـايجـودُ بـه بطـنُـهُ (= بطـنُ الجـهـاز) من رقْـصـاتٍ وسكيتشـاتٍ، ولـمّـا تـحدِّثُـهُ عـن خـطورةِ مـايفـعـلُ ينتفِـضُ فـي وجــهِـكَ ويُـبـاشِركَ ( حتّى تْـكونْ انْـتَ اللّـي سـايْـقْ)، وإذا تـذكّـرَ الدّارَ الآخـرةَ لحظتَـها يُــضيـفُ (وَرَاهْ مُـوتْ وْحْــدة اللي كـايْـنة أصاحْبي).
أصـلُ التـغييـرِ – إذن – ليس في سـنِّ الــمـدوّنـاتِ؛ إذ كيف للسّـطـور والمسـاطـرِ أن تَــحُــدَّ مـن ظـواهــرَ تغـيبُ وتـموتُ الإراداتُ الــمُـسْـهِـمـةُ في نـجـاحِـها .. ويكفـيـنا تمـثيـلاً بـــــ"مدونة الأسرة"؛ فـأول مَـنْ يــغُـضُّ الـطّـرفَ – بدرايــةٍ أو بـغـيـر درايــةٍ – عـن تطبيـقِ بنـودِهـا هـم بعــضُ الـقـضاة.

محمد بوشيخة
mljabri1979@hotmail.com
 نُــشر بجريدة "عيون الجنوب"، عدد: 19، أكتوبر 2010م.  

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

شــهـرُ رمـضـانَ رمـــزُ الــوحــدةِ المـفـقـودةِ .. الحلقة الثامنة من عمود "ضد الــتيار"


كـلّـما حـلّ شـهـرُ رمـضـانَ الكـريـم، إلا وتــجـد أمةَ البطنِ والفرجِ لـتـصدُّعـاتِ تـشكّـلاتِــهـا وكــثـرةِ انـحرافــاتِــها عن الطريـق المستقيمة؛ المُـنْـبَـنِـيةِ على الوسطية والاعتدال في كــلِّ شيء – تــلك التي سطّرها الباري في كـتابه المبين وبـيّــن معالمَــهـا محمد صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة –، تـجـدُهـا تــتـسابــقُ تحضيراً للحلويات وتهييئاً للـحفْــلاتِ والجلْـساتِ على شتى أشكـالـهــا..!.
كلمـا حـلّ شهـر البَــرَكَــةِ إلا وامـتـلأت المساجِــدُ عن آخـرها بالمصلين قياماً للصـــلـوات؛ استجابـةً لنداء روحاني، قــلّما التفتـوا إليه في غير هذا الشهر العظيم..!.
كلما أطـلّ شهـرُ الغـفـرانِ إلا وتـنـاسى التـجارُ مـاأتى به القرآنُ؛ رفـعـوا الأسعار وضاعـفـوا أثمـان الفواكه والخضار، فحاصروا الصيامَ بالصيامِ؛ إلا عن الكبـارِ الذين استنزفــوا أصـلاً جيوبَ الصغـار، فــانفردوا بالأسواقِ في شهــر الانـعـتــاق من لهيب النار ..!.
كلما ظهــر هلالُ الإيـذانِ بحلول شهر رمضانَ إلا وتــوحّـدَ كـلُّ اُولئـك فيما لايرضي الرحمان: مجونٌ وإسفـافٌ / نـفـاقٌ وبهتانٌ / نهبٌ واستغـلالٌ..!!.
ليست هـذه هي الوحدةُ التي يرمـز إليها شهـرُ الصيام؛ مِـن هـذا الفريق أو ذاك .. ليست تـــلك هــي الوحدةُ التي ناشَــدَهـا القرآنُ ودافــع عنها النبيّ العـدنانُ وصــوّرتـــها قِـبلـةُ المصلين المؤمنين في كل الأزمـان.

أولى بأمة يجمع بين المنتسبينَ إليها كــتـــابٌ واحـــدٌ ونبيٌّ واحدٌ وقِـبلةٌ واحــدةٌ أن تــتــوحّــدَ على كــلمةٍٍ واحـــدةٍ ونـــهـجٍ موحّـدٍ؛ لا لردع الخـارجينَ عن دائِــــرتهـا: (= أفـــأنت تكره الناس حتى يكونــوا مؤمنين؟)، وقـوله سبحـانه في آيـة أخـرى: (لا إكـراه في الدين)، إنـما الوحدة لتحصين الـقِـلاع وردّ الاعتبـــار لكيــان نَــخَــرَهُ الضَّـعــفُ، وأحـاط به الهــوانُ، وتهاوتْ أركانُــــهُ لـما انكشفتْ عـوْراتُـــه، وعَــلَــتْ على السطـح نـــوازعُ أمراضِ أفـرادِه.
نعـم – في الأصـل - البُـعدُ الإنسانيُّ يوحِّـد كـلّ من يـدبّ برجلين على الأرض؛ لكن مادامت الدوابُّ تـتـنازعُـهـا ثنائيةُ الخير والشر مُـــذْ حكاية قابيل وهابيل، وطغى في عالمنا اليوم الشر على الخير؛ لدرجة لايـمرُّ يـــومٌ إلا وتفيد نشرةُ أخبـــار هذه القناة أو تــلك عن أعدادٍ من القتلى في هذا البلد أو ذاك؛ قتلى في الغالب من أمة واحدة أولى لها أن تَــتـوحّـدَ، وقَـتَـلَةٌ بالمقابــــل من أمة واحدة هي أصلاً موحـدة على ديـنِ قَــتـلِ الأطفالِ وإبـــادةِ الشعــوب وتشريــدِ النساء وزرع الــرُّعب في كل مُـعْـتَـقِـدٍ غيـر مايعتقدون، وسـائــرٍ على طريــق غيـر مايريدون ويسطِّــرون.
أليس إذن حَــريٌّ بــأمتنا أن تــتوحّــدَ ..!؟ .. ألا يــجوز لحُـلمِ ملايين الشعوبِ أن يتحــقّــقَ ويكفينـا نـــزاعات فارغة بين هــذه الدولة الضعيفة وتلك الأضعف، أمام قـوة أمريكا وتـوحُّـــدِ أوربا.
لاأجـد خــيـرَ مـاأختم به حـسرتي وألمي، كمـا كـل الشعوب التـوّاقة للـوحدة الإسلامية غـيــر هذه الأبيات الدالّـة للشاعر و الفيلسوف الباكستاني محمد إقبال:
وفي التوحيد للهِــمم اتحـاد  **   ولــن تـبنــوا العلا متفرقينا
ألم يـبـعث لأمـتكم نـبـــيّ    **   يـوحدكم على نهج الوئـام
ومصحفكم وقبلتكم جمـيـعا   **   منــــار لــلأخــوة والسلام
وفـوق الكـل رحـمان رحيـم    **   إلـــه واحــــد رب الأنــــام

محمد بوشيخة
mljabri1979@hotmail.com
.....................
نــشر بجريدة "عيون الجنوب"، عدد: 18، شتنبر 2010م.

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

حــــــــــوار: مــع محمد بوشيخة في أعـالي النص.


مع محمد بوشيخة في أعالي النص
"كنت غير أناي التي أعرف؛ هذا إذا كنت أعرفها أصـلاً ..!"
"المرأة: تمـيزهـا، قـوة شخـصـها وانفتـاح فِـكـرهـا"

تـقـديـــم: نلقي القبض هذه الحلقة على كاتب من عيار خاص، عرف بمقالاته وأسلوبه الرصين. الجدية والجدة من أهم سماته، عرفته مهووسا بالنقد وكتبه وأهله، فمبدعا مقلا وجريئا، ثم صحفيا فريدا من نوعه، أجريت معه هذا الحوار في بداية نشر حلقات عين على القصة، وكان دائما حواره مؤجلا، ليس انتقاصا من قيمته؛ بل لأنـه من أهل الدار. وإلغاء لمقولة مطرب الحي لايطرب آثرنا أن يكون ضيف هذه الحلقة لنتعرف على الوجه الإبداعي لهذا الكاتب عن قرب.

................................

قـصصٌ قصـيرةٌ جـــداً ..!!

قــد تـكونُ أنـتَ بَـطـلُـها ..!!


اِعــترافٌ
أحـبَّها بصِدقٍ .. رأى فيها الأمّ والعشيقَـةَ .. عـرّاهـا كم مرّةً، ضمَّهـا بين أحضانِـهِ،  رشَفَ دمَهَـا، وقـبَّلَ أصابـعَ رِجلَيْها ..

فِتْـنَـــةٌ
دائـماً ترمُقُـهُ بعينيهـا السّاحرتين .. تعشَقُـهُ حـدَّ الجنونِ .. حبُّهـا صمتٌ .. هُدُؤُها حربٌ .. ابتسامتُها طلقـةٌ ناريـةٌ ..

خَــيْــبَــةٌ
صَفَـعَتْـهُ بيدٍ من حديدٍ .. لم تُقـدّر عِشقَهـا لـهُ ولاحُـبَّهُ لجنُونِهـا تجاهَـهُ .. رمَـتْهُ في دوّامةٍ من التفكـير وغابةٍ من التيـه ..
عـرّتْ أسرارَهُ وشَـرَّحَتْ وجِيـبَ قلبِـهِ بعد أن طَعَـنَتْـهُ بسيفٍ خَشِيبٍ.

غُـــــرُورٌ
هـي ليست كامرأة العزيز ولاكبلقيسَ .. هي الجمـالُ نفسُـهُ .. أوهكذا ياتُـرى ترى ذاتَـها ..! .. لاشكَّ أنها فاتنـةٌ، لكن لفِتْنَتِـهَا زورقٌ يبقـى ظـلَّ الريحِ حتى لاتغرق السفينـةُ ..!!.

.........................................

1-   قصص قصيرة جـدّاً، قد تكون أنتِ بطـلُها ..!، ألا يبدو لـك مثـل هذا العنوان واجهة استعراضية كبيرة لاستقطاب القـارئ، ثم إنّـه يحدد مسبقاً المكان الذي قد يكون على القارئ أن يكون فيـه، ألا يمكن اعتبار ذلك تطـاولاً على القـارئ أو استغباءً لـه ..؟.

ج= لاتـطاوُلاً ولا استغـباءً؛ إنّـما يمكن أن يُـفَسَّـرَ ذلك برغـبةٍ في خلقِ ديـمومةٍ لنصٍّ غيـرِ منـتَـهٍ .. هذه القصص القصيرة جـدّاً، نعم فيها نـوعٌ من الـمَأْسَسَـةِ لـخَـطٍّ متعـدِّدِ الألـوانِ، ذي مـوضـوعٍ واحـدٍ، متشـابكٍ، هـذه عتبتُـهُ الأولـى.  

2-   يقـولُ القاص الـمصري "محمد الـمخزنجي" "علينا أن نعود إلى الغابات البِـكر في دواخلنا" .. هلاّ حدثتنا عن رحلتك الجوانية وأنتَ تسردُ علينا هذه النُّـدَف الشعرية ..؟.

ج= نعم قد تكون نُـدَفـاً شعريةً، منطـلقُها رحلةٌ جوانيةٌ لاتبعُـدُ عن صراعٍ نفسي ألـزَمني كتـابتَها، وكما عقَّبتُ على إحدى القراءات النقدية في حقّ النصوص: "لم أستشعرهـا وهي تُـداهمني وشيطـانُها ينكحني"، ولأنّـكَ طلبتَ منّـي الاختـصارَ، فلا أضيف غير أنّـي لـحظَـتَها كنتُ غيرَ أنـايَ التي أعرفُ؛ هذا إذا كنتُ أعرفُها أصـلاً ..!.

3-   الـمرأة هي الرابـطُ بين قصصك القصيرة جـدّاً، ايغوشي بطل رواية "النائمات الجميلات" لياسوناري كواباتا يعتبر أن نهـدَها هو المثـال الأعلى، في حين يقدر المخزنجي أن أجمل مافي المرأة رَحِمَها ويدلل على ذلك بأنه آخـر عضو يتحلل بعد الموت، أنتَ في قصصك مـاهو سـرُّ جـمال المـرأة ,,؟.

ج= تـميُّـزُهَـا، قـوّةُ شَخْـصِها وانفتاحُ فِكـرِها، جـوهرُها الذي يتربَّـعُ كـلَّ جنباتِ مظهـرهـا.

4-   اعتراف – فـتـنة – خيبـة – غرور، قصص متسلسلة مترابطة ينظم بينها خط رفيع، أين هـي واسطة القـلادة ؟، إذا لم تكن، هل من العسير عليكَ إبـداعُها ..؟.

ج= لهـذا السـؤال عـلاقةٌ بالأول، رغبـةً في تشكيل دائـرةٍ يتموقـعُ فيها القارئُ الـمُفتَـرَضُ من خلال هذه القصص كفيلـة بأن تجعلَ واسطةَ القلادةِ منفتحةً على افتراضاتٍ لامتناهية، وكاتبُ النصـوص يعدو مجردَ قارئٍ أيضاً لحظـةَ الصّرخـةِ الأولـى.


أجرى الحوار: الكاتب والصحفي شكيب أريج
نُـشر ضمن حلقاته الشهرية "عيـن على القـصة"، جريدة عيون الجنوب، عـدد: 21، دجنبر 2010م

الأحد، 12 ديسمبر 2010

شهادة البكالوريا والمخطط الاسترجالي، الحلقة السابعة من عمود "ضد التيار"


تتــوالـى السـنواتُ بَـلْـهَ العـقـود لـتـنـكشـفَ الحقيقـةُ الـمُـرّةُ: "تـعـليـمُـنـا مـايـــزال فـي خـطـر ..!!".
فيـما مضـى رفض أحـدُ عـمـالقـةِ الـعلـم فـي الـمغـربِ التـدريسَ بـجامعـاتـنا العـلمية، والـمـبـرِّرُ أن البـرامـــجَ فيـهـا لاتـكـوِّن (بتضعيف الواو وكسـرِهـا) عـقـلاءَ؛ بقـدر ماتُـنـتـجُ فقـهـاءَ بـالمعنى السلـبي لكـلـمة فقيـه، ومـن ثَـــمّ تفـريـخُ أعـداد لاحـصـر لــها من المعـطلين كل سنـة، وفي كل التخصّـصات، وأحيـانـا – كـما ذهب أحدُ المفكرين – تشكـيـلُ قـوالبَ مهـيّـأة لتبـنّي أيّ تفـكير إقصـائي لافتــقـادهـا منـاهج السـؤال والنقـد.
كَـتَـبَ المخـتصُّــون في ميدان التربية، واستلـهم المترجمـون نظريـاتٍ غربيـةً ونقـلـوهـا إلى العربية؛ بُــغـيـةَ تـحريكِ الـدّم فــي قـارورة جسـدِنـا التـعليمي؛ إلا أنّ دار لقـمان مـاتـزال تـعـزف عـلى سمـفونيـاتِ ضَـعـفِ المـردوديـةِ وغـيـابِ الـكـفـاءاتِ الـمهـنيةِ وتحـصـيلِ تلامـيـذ شهـادات بكـالوريـا معـظمـهم لايجـيـد القـراءةَ وأحـيـانـاً تـركيبَ جـمـلٍ بلغـةٍ سليـمة.
تـجـوّلتُ أيــامَ اقـترابِ اخـتبـاراتِ البـكـالوريـا، الأولى والثـانية، في إحـدى الـمدن المـغربية، فـعـاينـتُ بــأمّ أعـيُـني مشـاهـدَ غـرائبيـة، تُـسْـهـمُ - من خلال كـلّ الأطـراف الـمتـدخّـلة فيهـا – فـي خلخـلةِ البنية التعليـمية؛ بـل وتُــفـقِـدُ شـهـادةَ البكـالوريـا مصـداقيتَـهـا على عــلاّتِــهـا - طبعـاً - بعـد التــحـصُّـل عليـها.
سـألتُ أحـدَ الـمؤمنـين بشـعـارِ: "مَـنْ نقـلَ انتـقـلَ، ومَــنِ اعـتمدَ على نفسِـه بقي في قسمـه"، لـمـاذا تُـقـبِـل على هـكـذا فــعــلٍ، فـجـاء الـجـوابُ بـاتفـاقِ مَـنْ يشـاركُـهُ الأمـرَ: "شْـحَــالْ كْـدْنـا نْـحْـفْـظُـوا // اُوعْـلاشْ نْـعْـتَــمْـدوا على ريُــوسْنا اُو الدْراري فالـمُـدْنْ الداخلية تـايْـنْـقْـلـوا ويـنْـجْـحُـوا ويــخْــلِّـيْـوْنـا احْـنـا اللُّــور".
يبـقـى التبريـرُ غـيــرَ مقـبـولٍ تربويـاً وأخـلاقــيـاً؛ رغـم مـافيـه من مُـشـيراتٍ تقـبـلُ الـتوقُّـفَ والـمسـاءلـةَ .. لـمـاذا تـجد أُطـراً تـربويـةً تـكـثُـرُ أعــدادُهـا؛ لأنهـا من جـهةٍ معـينـةٍ، من مدينةٍ معينةٍ، كـما يحصـلُ مـع الترقية التربوية؛ وكـأنّ حـال المشرفين على التوظيف والترقية يـؤكّـد كفـاءةَ أبنـاء هـذه المدينة عن تـلك، رغم أن الجـامعـةَ التي تخـرجـوا منهـا هـم وغيـرهـم واحـدة.
لـــن أتحـدّثَ عـمّـا يـحـصُـل في المـراكــز التربويـة وسـوء عملية الاختيـار وشكلية الاختبـارات فيـها، وما يشوبُ العملـيةَ في كلّـيـتِهـا من محسـوبية وزبـونية، فـالـكلام عـن ذلك آتٍ ضمن حـلْـقـةٍ أخـرى لامـحالة.
عـن المخـطط الاسـترجالي؛ عنوانُ محـطّـتنـا؛ والذي يـمكـنُ تسميـتُه أيضـاً بالاستنجـادي، لـن يـؤتـي أُكْــلاً فـي ظِـلِّ استفـحـالِ الـمرض وتمكّـنِـهِ مـن جسـدنـا التـعليمي.
لا أظــنُّ متـتـبّـعـاً للشـأنِ التعلـيمي ببـلادِنـا يجهـل الفـشـلَ الذريـــعَ للميـثـاق الوطني للتربية والتكوين؛ وهو الإصـلاحُ الذي أريـدَ بـه تحـقـيـقُ إقـلاعٍ فـي هـذا الـميـدان؛ ولأنّ ذلك لـم يحصـل اقـترحـوا فـي نـوعٍ يــنِــمُّ عـن الــتسـرُّع فـي اتّـخــاذِ القـرارات، كـمـا تـدلّ عن ذلك تسـمية "الاستعـجـالي"، اقــترحـوا مـاأرادوا بـه تطبيبَ الجرحِ الذي خـلّـفَـهُ الميثـاق.
أكــيــدٌ أنــه أريـــدَ بـالمخـطّـطِ إصـلاحُ مـاءِ وجـهِ المـسؤولـين عـن القـطـاع، وأنّـى لـه / لهــم بـذلك فـي ظـــلِّ غــيـابِ الـحـدّ الأدنـى مـن الـمحـاسبةِ عـن كـلّ مـاسبـقَ وفـشِـلَ.
وحـتى لانـركبَ قـطـاراً نـعـي أنّـهُ لـن يُــوصِـلـنا إلى بـرّ الأمـان؛ تبقـى مـعالــمُ فشـلِ المخـطط باديـــة عند بداية الطريــق، فـضَـعــفُ نـسـبةِ الـمحـصِّـلين عـلى شهـادةِ البكـالوريــا هـذه السنـة - رغـم مـايشـوبُهـا ويشـوبُ الـمحـصِّـليـنَ عليـهـا من نقـائـص - أولُ دليـلٍ عـن الاستـرجـالِ والاستنجـادِ كشـعاريْـن أجـوفَــيْـنِ لـن يستطـيـعا إنـقـاذ تـعـليـمِـنا، كــما لـن يُـخـفيـا ضـرورةَ الـمحـاسبـةِ التـاريخـية للـمسؤوليـن عـن القـطـاع.

محمد بوشيخة
ورد بجريدة عيون الجنوب، عدد: 17، غشت 2010م.

زاكـورة .. منـاسبة عـيد الأضحـى تــحـولهـا إلى مـدينة بــلـون مــخـتـلِــف ..! - متابعة صحفية


لا أحـد يجهـل مدى تـوافُـر العنصـر البشري الصبور والــجَـلَـد بهذه البقعة الأرضية، لكن قُـبـحَ الــزمن والارتكـان إلى محددات من قِـبَـل: المغرب النافــع وغير النافــع، ومن ثــمّ غـيـاب مـشـاريــع حقيقية تذوب معـها الـهجـرة إلى المدن الداخلية، أمور تجـعـل الـزاكوري مضطـراً للهـجرة لأجـل تـوفيـر مـوارد مـالية تضمـن العيش له ولمن خـلّـفـه وراءه من أفـراد عشـيرته.
في مناسبة عيد الأضحى تكتــظ زاكــــورة بأناسهـا، ويمتلئ السوق الأسبوعي قبل العــيد عن آخـره، وتُـنـفَـقُ أمـوال؛ لأجـل تفريح الأبـناء، واقــتنـاء لـوازم العـيد، لدرجة تصيب الدهشة الكثيرين ويحلمـون بدوام الحال.
وهـل للحـال دوام لـما تأت بجيوب شبه ممتلئة؛ لتصبح بين عشية وضحاها، في ظرف أيـام معـدودة، شبه فـارغــة ..!!.
لله الأمر من قبل ومن بعد، وللسياسة القائمة الويلُ من بعد ومن قبل ..!!.
.......................
محمد بوشيخة
ورد بجريدة عيون الجنوب، عدد: 21، دجنبر 2010م.

نــداء "وامـجـلسـاه ..!" تـقـــرع الـطـبـــول بـقـرب "سويــقـة الـــحــوت" – حي الداخلة، أكاديـر .. متابعة صحفية


بـحـي الداخلة – أكاديــر، جــوار "سويقة الحوت"، تُـطالعـك هذه البقعة الأرضية، وقد اكتظت بالأزبال (= الصورة رفقته)؛ وكـأن لسان حـال المكان يـردد (= وابْــززززافف من الإهـمال هـذا ..!!)، نعم كـل المدن تقـريبـاً بها أمــاكن أزبال غير منظمـة، ولا مخصصة، لكـن أن يحـصُـلَ ذلك في مدينة سيـاحية، تنشـد رقمـاً قياسياً في عدد السـياح؛ ضمن كل سنة قادمة؛ وربما لن تأتي، أمـر لا يعدو مقبولا ويحمـل في طيـاته الكثير من التناقضات.
بــقُـرب الـمـكان، نفس الـحي، توجـد جـامعـات، كما يوجد مركب جمال الذرة؛ الذي انعقدت فيه دورة المجلس الأخيرة، ونوقشت فيها الميزانية الأخيرة، أليس إذن من التفاتة بسيطة وبسيطة جدا لِمَـا خلف مقر الاجتماع، وتنبيه المكلفين بالنظافة أن هكذا أمر يمس بجمالية المدينة؛ بل ويمس بالمسؤولين عن المدينة على اختلاف تمثيلاتهم.
......................
محمد بوشيخة
جريدة عيون الجنوب: عدد: 21، دجنبر 2010م

السبت، 11 ديسمبر 2010

الـبرلـماني في إقليم طـاطـا حـسان التــابي فـي حـوار مـع جـريدة عيون الجنوب


1- عرف بنفسك لقارئ جريدة عيون الجنوب ..؟.

 * أولا لا بد من تقديم التحية والتقدير إلى القيمين على هاته الجريدة الفتية وكذلك إلى الإعلام الجهوي الذي يلعب دورا مهما في إبلاغ الرسائل وهموم المواطنين وأعتقد أن النقاش الحالي حول الجهوية لا بد أن يكون في سياقه مسألة الإعلام الجهوي.
   وبخصوص سؤالكم يسعدني أن أجري هذا الحوار معكم، حسان التابي من مواليد 1964 بفم زكيد إقليم طاطا برلماني عن دائرة طاطا، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، وكذلك عضو لجنة الداخلية واللامركزية والتجهيزات الأساسية بمجلس النواب، وفاعل جمعوي بالمنطقة وعضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال، وعلى المستوى العائلي أب لخمسة أولاد.

2- حسان التابي، طاطا تساوي التهميش في العرف الجهوي وعلى المستوى الوطني حتى ... لماذا طاطا إذن تتحرك ببطء في التنمية ..؟.

  * لا بد من التذكير أن إقليم طاطا لـعب مقاوموه دورا كبيرا في نيل استقلال المغرب وخاضوا معارك بطولية ضد الاحتلال الفرنسي، كما أن هذا الإقليم يتوفر على إمكانيات بشرية وطبيعية مهمة، لكن مع الأسف ما نسجله هو التهميش الذي طال ساكنة الإقليم وبنيتها التحتية، رغم الموارد المهمة التي يتوفر عليها مقارنة مع أقاليم المملكة، والتي تحتاج إلى الاستغلال الأمثل من أجل تنمية المنطقة ومحو فكرة المغرب النافع و غير النافع، وكذا محو آثار السياسات التي أقصت الإقليم من خلال الحكومات السابقة، في ظل غياب من يدافع عن هذا الإقليم الفتي سواء فيما يتعلق بتدبير الشأن المحلي أو فيما يخص ممثلي السكان بالبرلمان الذين ساهموا في هذا التهميش نظرا لعدم إبلاغ قضايا ومشاكل التنمية والسكان إلى الجهات المعنية من خلال الآليات التي يمنحها الدستور.
وبالمقابل ومنذ تحملنا تكليف المواطنين داخل مجلس النواب، فإن الإقليم بدأ يتحرك بقوة ويعرف دينامية جديدة، بفعل أولا الزيارة الملكية لأمير المؤمنين والتي أعطت زخما مهما لعجلة التنمية، وكذلك الدور التمثيلي الذي أقوم به كبرلماني من خلال الاتصال المباشر بالقطاعات الحكومية بمعية ممثلي السكان بالمجالس المنتخبة، أو عبر طرح الأسئلة الشفوية والكتابية التي تهم قضايا التنمية والساكنة، وبفعل التجاوب من طرف تلك القطاعات الحكومية وهو ما يبرز البعد الاجتماعي الذي تتوفر عليه هذه الحكومة خصوصا في قطاعات التجهيز والنقل، والتعليم والطاقة والمعادن والتجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة والداخلية.

3- كيف تنظرون إلى قطاع التعليم وقطاع الصحة والعمل الجمعوي في طاطا، كل على حدة ..؟.

* قطاع التعليم: يعتبر التعليم ركيزة أساسية داخل نسق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهو ما جعل المغرب يضعها ضمن أولوية ثانية بعد قضية الوحدة الترابية، وقد عانى إقليم طاطا طويلا من التهميش أيضا في هذا المجال، سواء من حيث قلة الأقسام الدراسية خاصة على مستوى التعليم الثانوي والإعدادي أو من حيث الداخليات والنقص الحاصل في الأطر التعليمية والتربوية، وهو ما انعكس سلبا على مستوى التمدرس والجودة وتعميم التعليم.
 لكن ما نسجله بكل صراحة خلال السنوات الأخيرة هو بداية تغير الأمور في الاتجاه الصحيح خصوصا في قضايا الاكتظاظ و الهدر المدرسي وقلة الأطر التعليمية، وذلك من خلال إنشاء إعداديات وثانوية تأهيلية لكل من جماعة تمنارت، وجماعة سيدي عبد الله امبارك، وجماعة ثليت، وجماعة تكموت، وجماعة أديس، وجماعة تسينت، وجماعة الوكوم، وبخصوص الداخليات فقد أصبح الإقليم يتوفر عليها في جميع الإعداديات والثانويات، وهو ما انعكس إيجابا على جودة التعليم بالمنطقة والحد من الهدر المدرسي وضمان أجواء مساعدة للتحصيل العلمي، وهو ما يعد مستقبلا بتخريج طاقات واعدة بشرية من الإقليم كما كان من قبل.

* قطاع الصحة: بخصوص هذا القطاع يمكنني القول أن الأمور ستعرف تطورا مهما في القريب العاجل خاصة فيما يتعلق بتمكين الإقليم من الأطر الطبية المختصة وتجهيز المستشفيات بالآليات الضرورية بهدف تحسين الخدمات الصحية، وهو ما سيسد الخصاص الذي كان يعرفه الإقليم، خصوصا وأن البنايات متوفرة وتحتاج التأطير الطبي.
  وهنا أود أن أشكر السيدة وزيرة الصحة على تجاوبها المستمر والتي اطلعتنا خلال آخر لقاء معها بالإستراتيجية الجديدة التي اتخذتها الوزارة في مجال تدارك الخصاص في العنصر الطبي وتتجلى في التحاق الأطر الطبية المتخرجة للعمل بالمناطق النائية لمدة سنة وبدون تنقيط وبعد تلك السنة تتاح لهم فرصة الانتقال إلى الوجهة التي يرغبون فيها، هذه المجهودات والاتصالات أثمرت مؤخرا من خلال إنشاء مجموعة من المستوصفات والمراكز الصحية ببعض الجماعات مثلا:
- مستوصف قروي بدوار لمغيمية ومنزل الطبيب والمولدة بجماعة تيسنت.
- منزل المولدة بجماعة إقايغان.
- منزل المولدة بجماعة تكزمرت.
- منزل المولدة بجماعة أقا.
- منزل المولدة بجماعة ألوكوم.
- مستوصف قروي بدوار إشت جماعة فم لحسن.
وكذا تجهيز المستوصفات وحمايتها خارجيا بسياجات وتزويدها بالماء والكهرباء.
زيادة عن المستوصفات المبرمجة خلال الميزانيات المقبلة لكل من مستوصف قروي بدوار أسكا جماعة ألوكوم، وآخر بدوار تمكيسينت بجماعة تليث، إضافة إلى تمكين المستوصفات المقفلة من الأطر الصحية خلال شهر يوليوز المقبل.

* العمل الجمعوي: لا بد من الإشارة أن العمل الجمعوي يشكل دعامة رئيسة في مجال التنمية البشرية وهو ما جعلني أوليه أهمية بالغة من خلال العمل على تأسيس العديد من الجمعيات التنموية وفتح حوار وتواصل مع الجمعيات القائمة للتعاون من أجل تفعيل دور العمل الجمعوي، وإبلاغ همومها إلى مختلف الجهات المسؤولة خاصة بالإدارات المركزية بالرباط، معتبرين أن هذا الدور الاستراتيجي داخل المنظومة الوطنية يحتاج إلى التأطير والانفتاح والتوجيه وفق سياسة المشاريع المنتجة والمدرة للدخل والبرامج الهادفة إلى محاربة الأمية.

4- ماهي أهم النقط التي تدخلتم فيها كبرلماني إلى حدود اليوم، فيما يتعلق بالسير التنموي في شتى أنواعه بطاطا..؟.
  
* منذ أن أصبحت نائبا برلمانيا عن إقليم طاطا وفي إطار الالتزام الذي أخذته عن نفسي والأمانة الجسيمة التي طوقتني بها الساكنة، حرصت على أن أستغل هذه النيابة من أجل خدمة السكان والنهوض بالعمل التنموي بالإقليم، وذلك من خلال اللقاءات مع القطاعات الحكومية بمشاركة ممثلي السكان المحليين لتدارس قضايا ومشاكل الإقليم، وكذا انشغالات السكان وقضاياهم في مختلف القطاعات كالتجهيز والنقل والسكنى والتعمير والتعليم والصحة والرياضة والفلاحة والداخلية والصناعة التقليدية والصناعة والتجارة والسياحة والاتصال والأوقاف والماء والبيئة والطاقة والمعادن، وغيرها من القطاعات الحكومية التي لها ارتباط مباشر بقضايا الإقليم.
أي بمعنى آخر أنني أفضل الاشتغال وفق سياسة الخصوصية وأولوية الحاجيات الملحة ثم النظرة الشمولية، بالإضافة إلى حث السلطات المحلية والمنتخبة على التعاون والشراكة مع القطاعات الحكومية.

5- هل تواجهكم معيقات لإحداث أي تغيير في طاطا تسعون إليه ..؟.

* أشكر الله سبحانه وتعالى على الاستجابة التي وجدتها لدى جميع القطاعات الحكومية كلما مددت يدي من أجل تحقيق مطالب سكان الإقليم.
هذا لا يمنع في بعض الأوقات من وجود معيقات تقنية تتجلى في بطء المساطر وسرعة التنفيذ، وعموما فالحكومة تحاول من خلال الإدارة الالكترونية وسياسة تقيم المشاريع إلى تجاوز هذه الاكراهات البسيطة.

6- حسان التابي عرفت عنه الصرامة في العمل والمباشرة في مواجهة الخصوم ( إن بقوا طبعا)... ماذا تجد كردود أفعال من هؤلاء ..؟.

* أؤكد أنه ليس لدي لحد الساعة أي خصم بالإقليم كيفما كان نوعه بل على العكس من ذلك نشتغل كمنتخبين محليين أو إقليميين أو جهوين، في إطار من التعاون والتكامل لما فيه خدمة السكان وقضايا الإقليم وكذلك الشأن للسلطات المحلية والإقليمية، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ما دام الهدف هو خدمة السكان، وشخصيا لا أعتبر أن مصلحة السكان تحتاج إلى خصوم بقدر ما تحتاج إلى القوة الاقتراحية والتتبع و تظافر الجهود بسبب تعقد المشاكل وازديادها.

7- حسان رجل الأعمال، يلحظ الطاطوي أنكم لا تدخلون في إضرابات النقل متى حصل الإضراب... هل هذا بسبب تداخل السياسي مع رجل الأعمال أم ماذا ..؟.

   * لا يمكنني أن أتناقض مع نفسي بالمشاركة في إضراب ذي طبيعة سياسوية خاصة أشخاص كانوا ضد مدونة قانون السير الذي صوت عليه بقناعة تامة باعتباره الإطار القانوني الكفيل بتأهيل قطاع النقل والتخفيف من حرب الطرق، فلا يعقل أن يتكلم بعض الأشخاص عن ذلك القانون دون قراءته ودون حتى تقديم الملاحظات والتعديلات الكفيلة بإغنائـه، فالقانون ليس قرآنا وبالمقابل لا يمكن للمغرب أن يبقى رهين الخسائر المادية والبشرية الفادحة بسبب حوادث السير بل نحن في حاجة إلى إطار قانوني رادع وكذا إلى التحسيس والتربية الطرقية.

8- وأنتم تشاركون في الجلسات البرلمانية، ماذا تنقلون إلى المسؤولين هناك من هموم ساكنة طاطا ..؟.
   
* كما سبقت الإشارة إلى ذلك فقد حرصت أن أجعل من منبر مجلس النواب وسيلة للتعبير عن انشغالات واهتمامات سكان الإقليم والتعريف بهذه المنطقة النائية سواء بمناسبة جلسات الأسئلة الشفوية أو بمناسبة مناقشة المشروع المالي أو دراسة بعض القضايا داخل اللجن النيابية الدائمة.
وهو ما تحقق فعلا وكان آخرها سؤال حول البث التلفزي بالمنطقة فلا يعقل أن نضع برامج تنموية بمئات ملايين الدراهم، دون أن يستفيد المواطن الطاطوي من حقه في مشاهدة القنوات الوطنية والتي يؤدي دعمها من خلال فاتورة الماء والكهرباء وبصفة عامة فإقليم طاطا أصبح من أولويات المسؤولين بفعل آليات التتبع والمراقبة التي أمارسها داخل البرلمان.

9- فيما يخص نظام الجهوية، المغرب مقسم الآن إلى ست عشرة جهة، والمفكر فيه الآن تسع جهات، أليس أولى لطاطا أن تلتحق بجهة أخرى بدل " كلميم السمارة"؛ إذ الملاحظ أنها مع هذه الأخيرة مهمشة أكثر من اللازم، فحتى "أسازاك" لها أهمية عنها من حيث الجانب الاستراتيجي ..؟.
   
* إن الجواب عن هذا السؤال سابق لأوانه ما دامت الرؤوية حول التقسيم الجهوي غير واضحة لحد الآن، ولكن يمكن القول أن الجهوية الموسعة تقتضي من بين ما تقتضيه، التكامل والتضامن والتجانس بين الذي يجب أن يطبع التقسيم الجهوي.
 هذا لا يمنع من ضرورة أن يأخد بعين الاعتبار أن طاطا تحتاج إلى جهة غنية بمواردها ومنافذها البرية أو البحرية لتساعد في التنمية وتوفير فرص الشغل، وأنا لدي ثقة كبيرة في اللجنة الاستشارية التي عينها جلالة الملك من أجل هذا الموضوع.

10- إلى أيهما ترتاح أكثر: حسان التابي رجل الأعمال أو حسان التابي البرلماني السياسي ..؟.

 * إنني مرتاح كرجل أعمال أولا وكبرلماني ثانيا، ما دام الأمر يتعلق بخدمة بلادي والإقليم الذي ترعرعت فيه والسكان الذين أقاسمهم اهتماماتي وانشغالاتي. علما أنني رجل يحب العمل الذي يقوم به وأتذكر دائما الحديث النبوي رحم الله من عمل عملا فأتقنه.

11- طاطا لا تشهد استقرار أبنائـها فيها كموطن للعيش، الآن أنتم رجل أعمال وبرلمانيون، هل من تفكير في مشاريع لتشغيل أبناء طاطا ..؟.

* إنني أساهم في تشغيل أبناء إقليم طاطا من خلال المشاريع التي أتوفر عليها كرجل أعمال من حافلات النقل الحضري ونقل المسافرين، كما أعمل كبرلماني جاهدا من أجل توفير الظروف المناسبة والشروط الملائمة لتشغيل أبناء الإقليم بالمرافق العمومية والقطاع الخاص والمشاريع الخصوصية بالإقليم كالطرق وأشغال البناء العمراني وغيرها من الأوراش التنموية التي يعرفها الإقليم.
  بالإضافة إلى الدفاع المستمر لدى الوزير الأول من أجل استفادة العاطلين حاملي الشهادات العليا من إقليم طاطا، وكذا الدفاع داخل اللجن المختصة من أجل استفادة الإقليم من جميع البرامج الحكومية المنتجة لفرص الشغل.

12- لما يسمع الداخلي كلمة طاطا، إما أنه لا يعرفها أو يلصقها بــ "الزريعة"، ماذا تقولون في هذا ..؟.
     
* يمكن أن أقول أن إقليم طاطا أصبح معروفا لدى باقي أقاليم المملكة المغربية من خلال الدفاع عنه تحت قبة البرلمان ومع المسؤولين الحكوميين؛ بحيث أصبح يحتل المكانة اللائقة به ويحظى سكانه بالاحترام الكامل لما يقدمون من تضحيات جسيمة بالاستقرار بالإقليم والتفاني في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم بعيدا عن النظرة الحقيرة التي كانت تلصق بالساكنة الطاطوية .

13- لو طلبنا منكم أن تحددوا في جملة قيمة كل مجلس من حيث المردودية والعمل الجاد .. مــاذا تـقــولـــون ..؟.
     - عن المجلس البلدي بطاطا المركز.
     - عن المجلس البلدي بفم زكيد.
     - عن جماعة أقا ايغان.
     * هذه المجالس الثلاثة تقوم بالدور المنوط بها في تدبير الشأن المحلي وخدمة السكان حسب الإمكانيات المادية والبشرية المتاح لها على أمل أن تحظى مستقبلا بالدعم اللازم لتطوير بنياتها التحتية اللازمة، ونحن في تعاون تام واتصال دائم من أجل طرح القضايا ومعالجتها.

14- حسان التابي وأنتم تمثلون الساكنة الطاطوية الآن، هل من تفكير في إنشاء مكتب أو موقع الكتروني حتى، خاص بكم لاستقبال شكايات الطاطويات و الطاطويين ..؟.

 * أولا أعتبر نفسي رهن إشارة الساكنة سواء عبر الاتصال المباشر أو عبر الهاتف النقال الذي أصبح يشكل مكسبا في حد ذاته، ولتقوية التواصل المباشر مع المواطنين فإنني عازم على فتح مكتب خاص لاستقبال السكان والإصغاء والسهر على تلبية طلباتهم بصفة مباشرة لما فيه من خدمة لسياسة القرب .
  هذا لايمنع من التأكيد على أنني ابن المنطقة وأعرف جيدا حجم الخصاص والانتظارات وأعيشها يوميا وهو ما يكلفني التنقل أسبوعيا ما بين المنطقة والعاصمة الرباط، كما أنني مؤمن أن سن سياسة التواصل مع ساكنة الإقليم هو لب وجوهر العمل البرلماني الخلاق الذي دعـا إليه جلالة الملك نصره الله وأيده خدمة للمشروع المجتمعي الذي يقوده جلالته.

15- كلمة أخيرة لساكنة طاطا ولقراء جريدتنا ..؟.

* أعتبر نفسي في خدمة السكان وتنمية الإقليم باعتباره التزام سياسي وأمانة في عنقي علي أداؤها على الوجه المطلوب وأحاسب نفسي على ذلك قبل أن يحاسبني السكان، وأنا على استعداد تام للقاء والتواصل والإخبار، ومن بينها الحوار مع جريدتكم المحترمة التي أعتبرها أداة مهمة من أدوات التواصل وخدمة التنمية المحلية .. والسلام عليكم.

 حـــاوره: محـمد بـوشيخة.
نُــشِـر بجريدة عيون الجنوب، شهر يونيو 2010م، عدد: 15.