الأربعاء، 1 يوليو 2009

الروائي الجنوبي عبد العزيز الرّاشدي وتوقيع روايته " بدو على الحافة"















الروائي الجنوبـي عبد العزيـز الـرّاشدي يوقّـعُ روايتَـهُ: "بـدو على الحافـة" بأرض أقاايغان، إقليم طاطا، جنوب المغـرب.


قبـل ذاك اليوم، 16 مـارس 2009م، وحين الإخبار أسبوعـاً عـن مقـرُبةِ مجـئ الكاتب الروائي الجنوبي عبد العزيز الراشدي إلى أقاايغان، مؤسسة ثانوية المسيرة الإعدادية، ظـلَّ المتعلمُ وغـيـرُهُ يتداول الفـكرةَ، مستغربـاً حدوثهـا، متمنيـاً تحقُّـقَـهَا.
ولأن الثقافـةَ أسـمى وفعـلَهَـا أجـلّ من كلّ الاعـتبارات المكانية، حضـرَ الأستـاذُ المبدعُ يـومـذاك، لِتَـتَشَـكّلَ تربـةُ أقاايغان صورةً فنيّـةً وإعـداديتُـها محـلّ عُـرسٍ ثقـافي بامتيـاز.
قبـل انطلاق اللقـاء بنصف سـاعةٍ تقـريبـاً حـلّ ضيفُـنا الكريمُ بالمؤسسة ليجـدَ في استقباله السيد المدير لحسن أنجبـور؛ الذي أبـانَ عن اهتمام ثقـافي، وروحٍ منبسـطةٍ، فاتـحـاً أجنحـةَ المؤسّسة لاحتضان كـتّاب وأنشطة ثقافية من العيار الثقيل .. رُفـقـةَ الكاتب ومَـنْ معـهُ تنـقّـلَ السيد المدير في فضاء المـؤسسة مُـطْلِـعاً إيّـاهُ عن مرافقِـها وساحتِـهـا الخضراء، ليهمِـسَ هـذا الأخـير أنّ مـؤسّـسَـتَـنَا تنعـمُ فـي مَـنَـاخٍ تـحُـفُّـهُ الـخُضرةُ من كـلّ جانبٍ، صـورةٌ نعلمُ أنّـها تبقـى راسخـةً لدى كلّ زائـر.
من الـفضاء العام إلى الخاص، القسم الداخلي، وهـو آتٍ بـمَـنْ يُحيطـون به يُـعايـنُ حشـداً من الزوار في انـتـظـاره أمام بـاب القاعـة، أساتذة من مؤسستنا وموظفون من الجماعة المحلية، وشخصيات أخرى، أمـا أبناؤنـا التلاميـذ فتكفي الصورُ لتـؤكّـدَ انكبابَـهُم وتجـمّعَـهُم ثم تعطُّـشَهم الحقيقي للفعـل الثقـافي، والرغبـة في معـانقةِ كِـتابٍ وهـو بصُحبـةِ صاحبِـهِ.
نلـجُ الفضاءَ وأعـيُـنُ أبنائـنا تستطـردُ الضيفَ، وأياديهـم لم ترد التوقـف عن التصفيق، حـماسٌ ليس ببعـيدٍ عنهـم؛ إنّـهم وفقـط مَـنْ يجعـلُـنا متمسّكيـنَ بهكـذا فـعلٍ ثقـافي.
على غيـر منـوالِ اللقـاء الأوّل شَكْـلاً (= لقاء الشاعـر الزميل رشيد الخديري؛ الذي خُـصَّ بقراءاتٍ نقديةٍ وبحفاوةٍ ظـلّ يردّدُ صداها باستمـرار)، شئنـا في هذا العُـرسِ الثقافي أن تكون المائدة المستديرة لـونَـهُ الأسـاس.
مـائـدةٌ استدعـى لهـا منشُطُـها الأستاذ محمد بوشيخة (= المشرف على المقهى الثقافي ونادي الصّـحافة) شخصياتٍ مختلفـةً لمناقشـةِ تجـربةِ كاتبنـا الجنـوبي.
- عبد الرحمان التمـارة نـاقداً، تعـذر حضـورُهُ في اللحظة الأخـيرة.
- محمـد جاجا مـديراً بـمؤسسة أقاايغان الابتدائية ورئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ.
- حسن ندمنصور أستـاذاً بـمؤسسة أقاايغان الابتدائية وعضواً نشيطـاً بالمقهى الثقافي.
- مصطفى أيت بّـا أستاذا للغة العربية بثانوية المسيرة الإعدادية وعضواً نشيطاً بالمقهى الثقافي.
- مريم الكـعوش، طالبة بالأولى بكالوريا أدب، وعضوا نشيطاً بالمقهى الثقافي ونادي الصّحافي.
- لحسن بيـروك، طالب بالأولى بكالوريا أدب، وعضوا نشيطاً بالمقهى الثقافي ونادي الصّحافي.
قبل سَـيْـرِ المناقشة رحَّـبَ المنشّـطُ بالحضور الكريم، بمختـلِفِ مشاربِـهِ، وباسمـه شكـرَ الكاتبَ عبد العزيز الراشدي على تلبيـته الدعـوة وتحـمّلِ أعبـاء السفر ليُشـاركَ أبنـاءنـا هذا العُـرسِ الذي عُــدَّ شـخـصُـهُ بشهـادة الجميـع سُـلطـانَـهُ.
بعد ذلك قـدّمَ كـلٌّ من "المقهى الثقـافي" و"نـادي الصّـحافة" كلمتَـيْهمـا، الأولـى تفضّـلَ بـها التلميذ لحسن أيت عـلي والثانية ألقاها التلمـيذ محمد الناجمي .. تلميذان ينتمي كـلٌّ منهما إلى الـدائرة التي تكلّـمَ باسـمِها.
ولأن دَأْبَ اللقـاءات التي من هـذا النّـوع تقتـضي تقديم الضيف لجمهـوره، كذلك فعل المنـشّـطُ، ففي دقـائقَ معـدوداتٍ عَـرَجَ على سيـرتِـهِ الملـوّنة ثقافيـاً، مشاركاته الثقافية داخل وخارج أرض الوطن، الجوائز التي حـصّـلَ عليهـا، عُضويـاتُـهُ الثقافية – المؤسّساتية، وكذا الفضاءات الورقية التي اخترقَـها اسـمُـهُ بـشكلٍ ملفتٍ للنظر، أمـرٌ يـؤكّـدُ رصـانةَ تجربـةِ صاحـبِـنا.
نزولاً عند رغـبةِ الضيف لارتباطـاته المـهْنـيّـة وإرادتُـهُ التنقّـلَ بعد اللقـاءِ مباشـرةً إلى مدينة مقـرّ عـمله، لم يتوقّف المنشّـطُ كثيراً عـند الضيوف، مكتفيـاً معهم بسـؤالٍ واحـدٍ في شكـلِ دورةٍ واحـدةٍ، لامسُـوا من خـلالهـا أهـمَّ مايُـشَكِّـلُ خصـوصياتٍ في تجربـةِ عبد العزيز الراشدي، مُظهـرين في الآن ذاتِـهِ امتلاكَ أسلـحةٍ نقديـةٍ يمكن وسْـمُـهـا بالعاشقـةِ.
هـو الأمـرُ الذي عـبّـرَ عنه الـكاتب لـمّا تفضّـلَ بالردّ عـلى أسئلتهم، بعـد أن شَكَـرَ بدورِهِ أُطـرَ المؤسسة؛ بدءاً بالسيد المدير، مروراً بزميله محمد بوشيخة، إلى كل تلامـذة مؤسّستنا الأعـزّاء، وشـدّ عـلى أيدي كلّ الحاضرين، مُظْـهِـراً لهـم ارتياحَـهُ وسعـادتَـهُ بين ظُـهرانـهم، مـؤكّـداً أن الأفْـضيـة وإنْ تفاوتَـتْ بَـهْـرَجَـةً ومسـاحيقَ لاتنـال من كـونه يعـتـزُّ حضوراً في هـكذا فضـاءٍ منسِـيٍّ، ولـهُ الفـخرُ لـمّـا يكـن بين أحبّـائـه الجنـوبيين .. مثـمّناً - وهو يجيبُ - بالعـملِ الذي يُـقـامُ بتلكـمُ المكتبة الجمـاعية، ضمـن مشروع "المقهـى الثقـافي"، مستغـرٍبـاً وجـودَ كُـتُـبٍ نـادرةٍ قلّـما تعثُـر عليهـا في مكتباتٍ حضـرية كُبـرى .. تحدّث أيضـاً عن تجربته الإبداعية الأولـى وملهـماتِـهِ الجنينيـة، ليـرُدَّ كـلّ ذلـكَ إلى فعـلِ القـراءةِ ودورِ المنبِـتِ، انتمـاؤهُ إلـى بيتِ فقـهيّ، وعـبارتُـهُ "كنتُ تلميـذاً للقـراءة وما أزال وسأظـلُّ كذلـك حتى أمـوت" شهـادة تربّعـت كـراسي عقول الناشئـة.
أراد الضيفُ وكان لـه ذلك فتـحَ دائرةِ الـنّقـاش عـلى كلّ الحضـور؛ وإنْ كـانت تلك مرحلة لآتيـة، بذلـك تفضّـل التـلاميذ والحـاضرون من المهـتمين بتقديـم أسئلتـهم، مـركّـزين كـما المشاركين في المائدة على التجربة الإبـداعية؛ كيف أصبـحَ عبد العزيز الراشدي مبـدعـاً ..؟؟، أسئلـةٌ كـلّـها تنـمّ عـن أنّـنا إزاء تـلاميـذ ألـفـوا الـكتـابَ وأحـبّـواْ السـؤالَ وانتصـروا لشــعار: "بـالثقـافــةِ نحـيا وللـثقــافـةِ نعيـشُ" = شعار المقهى الثقـافي.
بإجـابـاتٍ بسيـطةٍ ودقيـقةٍ، شاملةٍ، مانعـةٍ ومُـمتَـنِعَـةٍ يَـلُمُّ الكاتبُ كـلّ ذلـك من خلال وصْـلاتٍ متقـطّعـةٍ، ويُـجمـلُهُ في ضرورة مشاكسـةِ/ مداعبةِ الكتاب أوّلاً ودائـماً، قـراءةٌ لاتُـمَـيِّـزُ بين لـونٍ وآخـر، بين تـوجّـهٍ ودونَـهُ.
ولأنّ النقـاشَ طـالَ وقـتُـهُ، ساعتان ونصف تقريبـاً، وحيثُ إن هـناك موادَّ أخرى مبرمجَـة، طلبَ المنشِّـطُ من السيد المديـرُ تقـديمَ كلمـةِ المؤسّـسة في حـقّ المبـدع، وتـبادل الهـديّـتَـيْـنِ بينـهمـا .. كلـمةٌ أظـهرَ فيهـا السيـد المدير حاجةَ المؤسسة لمثـلِ هـذه اللقـاءات؛ الـمبَـرهِـنة عـن بُـندٍ من بنود الميثاق الوطني للتربية والتكوين، انفتاح المؤسسة على محيطها الخارجي، مـذكّـراً أنّهـا سُـنّـةٌ شـرعـتْ مؤسّسـتُنـا إحيـاءهـا، وعُـدّ هذا اللقـاء الثاني من نـوعِـهِ، مُـحيّـيـاً في الوقت ذاتِـهِ كـلّ الـمُسْـهِمِيـنَ دومـاً في تحـريكِ دَمِ المـؤسّـسة تنشيـطيـاً.
عَـقِـبَـهُ تفضّـلَ السيد محمد جـاجـا، رئيس جمعيـة آباء وأولياء التلاميذ بكلمة ثانية برهَـنَ فيـها عـن قـوّةِ وسُـمُـوّ الفعـل الثقـافي متى كانت تُـربتُـهُ تفتقـرُ للشروط السوسيوثقـافية، التي بِمَكْنَتِـها احتضـان أعـمال من هـذا الـحجم، معـتذراً للضيفِ عـن أيّ تقصيـرٍ يمكـنُ أن ينـجُـمَ عـنّـا، وأنّـهُ أهـلٌ لـكُـلّ استـقبـالٍ يرقـى بالكـلمة ويُـعـادلُ حـجمَ صـاحبِـنا، أنـهى الأسـتاذُ محمد جـاجا كلـمتَـهُ بـمَـدِّ الكـاتب هديـةً باسم المقهى الثـقافي ليحظـى هـو الآخـرُ بمثلهـا من صديقـنا عبد العـزيز، مسـاهـمةً منـهُ فـي مَـدّ جِـسرِ التّـواصُـلِ بين الأقـاايغـاني والـكُتّـاب.
أخـيراً وحيث العِـشقُ بالكِتَابِ يـزاحـمُـهُ عِشْـقٌ بصـاحبِـهِ تهـافتَ تلاميذ وتلميـذات المـؤسسة، وكـذا الضيـوف الكـرام لتـوقيـع الـرواية مـن قِـبَـلِ صـاحبِـها، تـوقيعاتٌ مرفقـةٌ بالتقـاطِ صـورٍ تَـذكـاريـة تُـبْـقي هـذا الـعُرس راسـخاً في ذهـنِ كـلّ مَـنْ استمـتع بـرَقْـصـاتِـهِ، وتجعـلُـهُ يسـكُنُ أدراجَ تاريـخ إعـدادية أقاايـغان.
سيـراً على نهـجِ اللقـاءات الثقـافية نظمت مؤسّـستُنـا حفـلةَ شـاي في شـرف ضيفِـنا الكـريم، مرفوقـاً بكـلّ مَـن حضـر من مـوظفـي المـؤسسة وموظفي الجماعة المحلية وأفراد المقهى الثقافي ونادي الصّـحافة.
خـتامـاً نقـولُ "إنّ إيـمانَنَـا الـرّاسـخَ بقـضـايا تربوية – ثقـافية واعـتبارَنا التـلميذَ تـاجاً نَـحْفَـظُـهُ مِـنْ فـوقِ رؤوسِـنا أمـران لـن يكسّـرا أبـداً عزيـمَتَنا أمام كـلِّ مـامِـنْ شـأنِـهِ ذلـك ..!!".


تحيـةٌ ثقـافيةٌ شـاسـعـةٌ لكل تلمـيذٍ وتلـميذةٍ وإلـى مـوعدٍ آخـر مع كـاتبٍ آخر..


ذ- محمد بوشيخـة.
ثانوية المسيرة الإعدادية بأقاايغان.
إقليم طاطا، جنوب المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق