الأربعاء، 5 يناير 2011

الحق في الوصول إلى المـعلـومات - متـابعة صحفية بـأكـادير

درسٌ افــتتاحي ألـقـاه الـشاعــرُ الإعـلامي عبد الرفــيـــع جـواهـري بـمركب جـمال الدرة من تـنظيم معهد الصحافة بتنسيق مع جمعية الإعـلاميين الشباب.

18 دجنبر 2010م، بقاعة مركب جمال الدرة، عند الساعة 17:00 مساء، شرع عبد الرفيع جـواهـري في تقديم درسـه، بعد أن قــدم للموضوع أحـد أساتذة معهـد الصـحـافة وعـرف بـالشـاعر الإعـلامي الأسـتـاذُ أحـمـد الـطـالبي.
أشـار الـمـقـدم إلى أن درس هـذه السنة إعـلامي مغطى بإطار قـانوني، مشيراً أن الوقت قد حـان لإخـراج ضـوابط قـانونية، تساير هـذا الانـفـجـار الـــواضح الذي بات يعيشه عـالم اليوم.
الـمحـاضر عبد الرفيع جواهري بادئ الأمر وبعد التعبير عن سعادته لتواجده بين أحضان الأكاديريين، أشار بعدم دقّـة كلمة "الـــوصـول"، الواردة في العنوان، وضرورة تبديلـها – في رأيه – بــكلمة: "الـحصــول"، لـيـعـدوَ الـعنوان: "الــحــق فــي الــحصــول على المعلومات"، بدليل أنه بإمكان الصحفي الوصول إلى مصدر المعلومة، دون أن يحصل عليهـا.
اعتبر مسألة التمكن من المعلومة حـقـا إنسانيا يندرج ضمن حق التعبير، وإذا وُوجـه الطالب للمعلومة برفض المطلوب، له الحق في التشكي إلى جهة إدارية؛ تلك المكلفة بالبث في النوازل.
يـؤكد الـمحاضر على ضرورة وجود قانون ينظم مسألة الحق في الحصول على المعلومـات في المغرب، سيراً على نهـج بعض الدول المتقدمة، رغم ما قدمه من مؤاخذات عـنهـا في مسألة تغليف هذا الحق في دساتيرهـا بمجموعة من الكلمات التضليلية؛ من قبيل: (= للعموم .../ للجميع .../ لكل إنسان الحق في الوصول إلى المعلومات)، معتبرا الصياغة الأمريكية هي المثال: "الحصول على المعلومة حق أي شخص مهما كانت جنسيته أو بلد منشئه". أما أسوأها بنـد إسبانيا: "للمواطنين ..."؛ مُـظهـرا إبعـادها للمهاجرين.
محاضـرة عبد الرفيع جواهري تـميزت بسلوك منهج أكاديمي في تقديمهـا وبالتدقيق في المفاهيم والمصطلحات؛ كذا المقارنة بينها، غير أن ما أوخـذ عليه عـند فــتــح باب المناقشة هـو تغليفه بعض نقط المحاضرة بـبُـعد إيديولوجي، أمر نفاه المحاضر عند الرد.
دليل ذلك عند مُتـدخلـيْـن تمثيله بشكل ملفت في مسألة التعتيم عن الملفات المتضمنة معلومات الذين طالهم الاغتيال بــــ: "المهدي بن بركة"، إلــى درجة تجرأ المتدخل ووصف المهدي بن بركـة بصفة تعكس كونه مناضلا، وقـبـل أن يُـكمِـل فـكرته عمت القاعة فوضى عارمة، منطقهـا إيديولوجي من كل جانب؛ إذ طالب مناصرو المحاضر مِــن المتكلم / المتدخل سحبَ كلمة "مجرم" وعدم إلصاقها بشخصية بن بركة.
المـحـاضـرُ، ولأن جريدتنا تـتبعت المحاضرة، نعم لم يكلف نفسه بتقديم أمثلة كثيرة تعبر عن التعمد في التعتيم على المعلومات، اللهم ما أشار إليه فيما يخص الانتهاكات الجسيمة، معتبرا إياهـا كتابا لم يطو بعد.

نعم، تعـمّــــد تقديم أمثلة تتقاطع معه أدلوجـــةً بتعبير عبد الله العروي؛ لأنه في الوقت الذي ثَــمّ سـؤاله من طرف متدخل آخر عن قضية عــمر اُوكـان، صاحب الكتاب الأسود لاتحاد كتاب المغرب، وما تضمنه من معلومات، إلى أي حـدّ حقّ لمن تناولهم الكتاب متابعته قـانونــياً ..؟؛ بل وعدم مبالاة الجهات المعنية بالتحقيق فيما ورد في الكتاب ..؟ .. لمـا سُئِل عن ذلك اعتبر ما أتى به الكتاب معلومات قـــد تـــكـون خاطئة.
انتهى اللقاءُ مشحـونـاً، هـدأت أجـواءه معـزوفـةٌ رائـعـةٌ بالعـود قـدمـها أحـدُ العازفين، لتكون نهـاية اللقاء لا كبدايته، لـمـا انتظر الحضور الكثيف؛ من إعلاميين وطلبة وباحثين الشـاعـرَ الإعـلاميَ عبد الرفيع جواهري في القاعة رغم تـأخره عن موعد اللقاء سـاعة كاملة، أمــر اعتذر عنه المحاضــرُ للحضور، ولـمن كانت تلك مؤاخذته.

نُـشر بجريدة عيون الجنوب، العدد: 22، يناير 2011م

هناك تعليق واحد:

  1. "الــحــق فــي الــحصــول على المعلومات

    ردحذف