الاثنين، 22 مارس 2010

التلميذ عبد الحميد الناجم في ذمة الله - أقاايغـان، إقليم طاطا، جنوب المغرب ..


فـي تـلـك الرحلة المشؤومة وبتلك السيارة السّـائـحـةِ يلقى تلميذ في عــزّ عمـره (= 17 سنة)، يدرس بالجذع المشترك حتـفَــهُ إثـر حـادثة سيـر مـروعــة، قـذفت بـه بعـيداً عـن الحـركة وعن الواقـع؛ إذ ظـلّ المفقـودُ في غيبوبتــه منذ الـحادثة (= 02 يناير حتى 24 منه)، ليفارق الحياة في مستشفى الحسن الثاني بـــأكـادير.

على بُــعْـدِ كيلومترين تقريبــاً من دوار تسكموضين، البعيد عن قيادة أقاايغان بـــخمسة كيلومترات وقعتِ الـحادثـــةُ، الضحية في الصورة هو الثاني على اليمين رفقة زملائه في رحـلة صحراوية وصاحب السيارة في سياحة مغربية؛ وإذْ هم سائرون في الطريق، في كوكبة تملأ الطريقَ كـلَّــهــا – كما صرّح أحد المرافقين – ولأن السيارة في سرعة – يضيف الذي التقته الجريدة – وبعد أن رنّ صاحب السيارة عليهم، مطالبا بإفراغ الطريق، تفرقـوا يُـمْـنَــةً ويُـسرةً؛ ولأنه أراد أن يهرب عنهم جميعـاً، مفرغــاً هو الآخر الطريق إلى اليسار اصطدم بالتلميذ المتوفى الذي اختار الجانب الأيسر، تاركين جميعهم الطريق السيّـار فارغة لتشهد بأم عيونها الحادث المروع.

مباشرة بعد الحادث نقل صاحبُ السيارة الضحيةَ إلى المستشفى المركزي بطاطا وبعده أُخِــذَ بأمـــرٍ من مسؤوليه إلى مستشفى الحسن الثاني في أكادير.

إنا لله وإنا إليه راجعون ولامرد لقضاء الله وقدره، لكن حيثيات الحادثة تتطلب توقّـفـاً مُــلزِماً لكل متتبع، اتصلت الجريدةُ بعائلة الضحية يوماً بعد وفاته والتقت بعضاً من أفراد عائلته؛ الذين مازالوا مصدومين بهول الحادثة، الـعـمّ متسـائلا: " لِـــمَ كـل تلك السـرعـــة من الأجنبي وهو لم يبتعد كثيــراً عن دوار تسكموضين ..؟؟، بل ولـماذا لم تــضع الـجهـات الـمسـؤولة الإشارة الطرقية (= انظر الصورة أعـلاه)؛ إلا بعد الحادث؛ - يضيفُ العـمّ - : علما أننا راسلنا الجهات المعنية أكثر من مرة باسم الجمعية؛ لأجـل ذلــك ولم يلتفتوا إلينـا أبـداً".

وماقـد يـدلّ على ارتجال وضـعِـها فـعلاً وجود حـرف "الزّاي" بـدل حرف "السين" ..

أسكن الله الفقيد فسيح جناته، ولتكـن الـواقعةُ محطّـةً يعـيد فيها سكان بلدة تسكموضين النـظـــرَ في طريقة تفكيرهم، ولـيضـعـُــوا يـداً في يـدٍ من أجـل  النهـوض بالبلد ..



متــابعة محمد بوشيخة ..

نُـشرت المتابعة بجريدة عيون الجنوب، العدد 12، شهر مارس، سنة: 2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق