السبت، 11 ديسمبر 2010

بــرنـامــجُ لَــلاّ العْــروسـة؛ الصورة التي نـريـدُهـا من الأسـرة المغـربية ..!؟ .. الحلقة السادسة من عمود "ضد التيار"


لامـجال للأحـلام، فـي واقـــعٍ أصـلاً فشِـلَتْ فـيه الـتّـخـطيطـاتُ الـفردانيةُ و الجماعيةُ، فـي واقـــعٍ مـازال بُـعـدُ القبيـلةِ والنّسَبِ، ومَـنْ أنـتَ ومِـن أيـن أنـتَ ..؟ تـأشـيراتٌ تـضرِبُ عـرضَ الـحائـطِ مفهـومَ الـكفـاءةِ ومـبدأَ "الشخص الـمناسب في المكان المناسب"، فـي واقـــعٍ اعــتُـبِـرتْ فيـه العـنوسـةُ والعـزوبةُ قــنـبُـلـةً مـوقـوتـةً.
الـمتـتـبِّـعُ ولـو لِـحَـلْـقةٍ واحـدةٍ لـبرنـامـجِ "لـلاّ العروسة"؛ عـلى تـوالي دوْراتِـــــه سـيُـدرِكُ تـفاهةَ مـحتواهُ ورداءةَ الـبـناءِ الأسـري الذي يريـدونـه من الأسـرة المغربية..!.
-        مـــاذا يـحِـــبُّ زوجُــــكِ أن يــأكُــــلَ ..؟؟.
-        إذا أتـاكِ بــ" كْـويْـبَّـه" مُــعْـوَجَّـة، مـــاردُّ فِـعـلِـكِ ..؟؟.
-        إذا رأيـتِ زوجَـكِ مـع امـرأةٍ أخـرى، مـاذا تفعـلين معـه..؟؟.
-        إلـى رزْقْــكُــمْ اللــه بْــنــيّـة أش غـاتْـسْــمّـيْــوْهـا ..؟؟.
كـلُّهـا أنشـطةٌ تـافهـةٌ، تصـنـعُ أسـرةً هـمُّهـا البطـنُ والـمظـهرُ وتـذهبُ بـأخـرى متتبعــةً للبرنامـــج إلى دارِ القـضـاء، وفسخِ عقد الزوجية، وحسـبُـنا بهـا بذلك تفـعلُ بالأسـرِ ماتفعـلُه المسلسلاتُ المكسيكيةُ وأخيراً التركيـــة؛ إذْ أرادتْ معـظـمُ النساءِ زوجـاً شبيـهاً بــالممثـل"مهـنّـد"، والأزواج زوجـةً على شـاكلةِ "نــــور"، طبعـاً مع استحضار مدى الـخـواءِ الذي يعــــوم فيه هذا الـنـوع من الأسر.
أنشـطةٌ داخـلَ قنـاةٍ كـثيـراً مـازعـم الـمشرفون عليهـا أنّـهم يُـــسْدون خـدمة للـمواطن المغربي والـحال أنهم يزيدون ويُسْـهـمون - في واضحـةِ الـنّهـار وتحت الأضــواء وبمتابعةٍ مـكــثّـفةٍ تكشِـف عـن الفـراغِ والجـهلِ - في تفتيتِ وتفكـيـكِ مـاتـبـقّى لنا من كيــانــاتٍ هـي أقربُ أو أدنى مـن السـقوط.
مَـنْ يُـصـدّقُ التفـاهـمَ الـمصـطـنعَ بين الأزواج والـمشـاهـدُ قريباً أو بعيداً أدرى بـأعـدادِ ملــفّــات الـطلاق الـمعروضة على محاكمنا القـضائيـةِ الأسـريّـــةِ المغربية.
أيـنَ أنشـطةٌ مـن نـوعِ تشـكيـلِ زوجَـيْـنِ مُـسْـهِـمَـيْـنِ في بناءِ وطـنِـهـما، مُـدْركَـيْـنِ قيـمةَ التعاون الـواجبِ من أجـلِ خـدمةِ الآخـرين ..!؟، بـل أيـن الـمساواة التي تسـطّـرُهـا مواثيـقُ وللأسـف تـهدّهـا هـكذا بـرامـج ..!؟.
وعـلى مِــقـدار سَـلبيات هذا البرنـامـج التي لاتُحصى، كمـا لاتُحصى مقـاديـرُ الأموالِ التي تُـنْـفَـقُ عـليه، ومـن بابِ الحُـلم الذي لامفـتاح لـه، واحـترامـاً ثـم تقـديــراً للمـواطـن المغربي الذي يشكّـل رأسمـال هـذا الوطن الحبيب، لمـاذا لا نلتفِتْ للشـابّـات والشبان ونعينهـم في مشـاريـــعَ اقتصـاديـــةٍ بِـمَـكْـنَـتِـها أن تــخـوِّلَ لهم بابَ ولـــوج بيت الزوجية، ونكـون حينهـا ساهمنا في تشكـيل أسَــرٍ كــثــيــرةٍ بـدلَ واحدة؛ التي على مـدار حـلْـقـاتِ البـرنـامــج تـــدفَــــع بتمزيـق عقـود زوجية كـثيـرة وتضييــعِ أوقـــاتِ غــيْــرِ المُــدركـيـن لـكُـنْـه اللّـعـبـة.
أخـيراً بـرنـامج "للاالعـروسة" يـكشِفُ بل ويـرسُـمُ صـورةَ أسـرةٍ مغربية، ليس بـهذا الشـكلِ تُـسْـهـمُ في الـنّـهضـةِ الـوطنيةِ.

محمد بوشيخة
mljabri1979@hotmail.com
..............
نُـشر بجريدة عيون الجنوب، عدد: 16، يوليوز: 2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق