الخميس، 20 مايو 2010

المخـططُ الـجمـاعيُّ .. مخـطّـطٌ استـعجاليٌّ بـدائرة أقاايغـان – إقليم طاطا.


16 أبـريل 2010م، بمـقر الخزانة الجماعية بأقاايغان، حضـر خبيران من وكــالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية في المملكة بمعية رئيس الـجماعة محمد فائـز وبحضور كـلٍّ من قـائد قيادة أقاايغان و محمد أيت بها مسؤولاً عن قسم  الجماعات المحلية بطاطا المركز، ليلتـقوا مع ممثلي الجمعيات المحلية ومهتمين على المستوى المدني، من أجـل إعـداد منهجيةٍ للمخطط الجماعي.
انطلق اللقـاءُ يــومه عند الساعة الخامسة مساءً، شـرح بدايتَـه الخبيران إلى جانب السيـد محمد أيت بهـا الـمقصودَ بالمخطط الجماعي، وأن تفعيـلَـه لـيـس تفـضُّـلاً – يقول هذا الأخير – من جهـةٍ مـا؛ بقدر مـاهو شـرطٌ قانوني مُلـزِمٌ أتى به الميثاقُ الجماعيُّ الجديدُ.
فـضّل رئيسُ الجماعة، مسيّـرُ اللقاء، أن يُـبديَ الحاضرون آراءهم وتطلعاتِهم واقتراحاتِهم عن المخطط، فكان له ماأراد؛ إذْ أكّـد مجموعـةٌ من المتدخـلين عـزمَـهم ورغبتهم وتعطشهم لهـكذا مشاريـع تنموية، كما برهن بعضهـم – بشهادة أحـد الـخبيـرَيْن – عـن حنكة ودراية واستيعابٍ لمسلسل: كيف يمكن أن نُـحدثَ تنميةً اجتماعيةً حقيقيةً في منطقة تُحسَبُ على هامش المُهمّش ..؟؟.
مَـنِ التقتهم جريدتنا في اللقاء، من مسؤولين، فاعلين جمعويين، غيورين، أكّـدوا لـها تفـاؤلهم من هـذا اللقاء التشاوري، ضمن المخطط الجماعي؛ إلا بعُـيْـضَهم مـمّـن يخشـى أن تأتي الأيّـام الـمقـبِـلةُ بمـشاهد قد تعكسُ كـلّ ماجاء به هـذا اليوم.
يظهـرُ من خـلال اللقـاء تشـابـهٌ في الحـاجياتِ، وهو أمـرٌ حـاصـلٌ؛ لأنّ مداشـر طاطا ذات خصوصيات موحّدة، كما الضروريات لاتدع مجالاً للتفكير في التحسينيات بالتعبير الفقهي. كلُّ المناطق في حاجة إلى: (ملحقات طبية / حُـجْـرت دراسية إضافية / تعبيد الطرقات / إصلاح القناطر المقنطَـرة وتـوجيد أخرى غير موجودة أصلاً / توزيع للكهرباء بشكل مقبول على المجال ... وزد وزد). وإذا انْـبَـنَـى المخططُ على رؤيــةٍ منهجيةٍ عميقةٍ، أكـيدٌ، سيبـحثُ عـن كيفيةِ التقليص من اعتبار ساكنة المداشر مستـهلِـكة لا منتجة، ومن ذلك التقليص من الاعتماد على العمل في مدن بعيدةٍ.
تجـدر الإشـارة – ضمن هذه المتابعة – إلـى أن دائرة أقاايغان تشـهد في هذه الآونة إعـادة هيكلة المجال الجَـغـرافي: إصلاحُ الطرقات وإعدادُ رصيفِ مايمكن تسميتُهُ شارعـاً رئيساً في المنطقة، تـلك أشغـالٌ تقوم بها -يصرح رئيسُ الجماعة في اتصال هاتفي مع جريدتـنا- "الجماعة المحلية بأقاايغان في شراكة مع عمالة طاطا ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية في المملكة".


.................................

ورد بجـريدة عيون الجنوب، العدد: 14، ماي 2010م.

محمد بوشيخة

الاثنين، 17 مايو 2010

أيـام ثقـافية من تنظيم جمعية الأمـل بـأقاايغان – إقليم طاطا - متابعة صحـافية.


تـوصّلتْ جريدتُــنـا بدعوة لحضور أنشطـة ثقافية، تكوينية، ترفيهية، بمناسبة اليوم العالمي للأرض، من تنظيم جمعية الأمـل، بدوار أقاايغان، وبـه تـابعتْ ذلك مسـجِّـلةً مـايلي:
- اليوم الأول (= 17 – 04 – 2010م)، الساعة الخـامسة حتى الثامنة مسـاءً، لقـاء عـن: "كيف نـنجح في تربية أبـنائـنا ..؟"، من تقديم الفاضل عـادل العـبادي؛ أستاذ لمادة الفلسفة بأولاد تايمة وله تكوينات عدة في مجال التنمية البشرية، حضـر اللـقاءَ زمـرةٌ من النّـاس، تتـوزّع بين أسـاتذة ومهتمين وآبـاء، نساء ورجـال، مـرّ اللـقاءُ في جـوٍّ من النـقاش الفـعّـال والاسـتفادةِ العارمةِ واستفـزازٍ كما خلخلةِ الكثيـرِ من عـاداتٍ تربويــةٍ بخسةٍ، متجاوَزةٍ، يومٌ لو حضرهُ كلُّ الآباء لأدركوا الأخطاءَ الفـجّـةَ التي سجلها عنهم التاريــخ، وعياً منهم أو دون وعي.
- اليوم الثاني (= 18 – 04 – 2010م)، الساعة العاشرة حتى الواحدة ونصف زوالاً، ورشة تكوينية عـن "سِـرِّ التفوقِ الدراسي" لفـائـدة تلاميذ وتلميذات الإعـدادية والثانوية ببلدة أقاايغان، حـاول الـمؤطّـر عـادل العبادي من خلال اللقـاء خلقَ جـوٍّ من التباري والحماس بين المستفيدين بتحفيزهم وتشجيعهم على التمـيّـز، لأجـل إدمـاجهم فيمـا تصبو إليه برامج التنمية البشرية .. الخامسة مساءً من نفس اليوم، ورشة تكوينية عـن "الإسعافات الأولية"؛ بمقر الجمعية؛ من تأطير رجال الوقاية المدنية، قادمين من طاطا المركز.
هـذا وإنّ روادَ الجمعية المنظّـمة عـمدوا إلـى القيام بحـمْـلاتٍ تحسيسية عن النظـافة والبيئة السليمة خلال اليومين. كما خُتِمتْ الأعـمال الثقافية المذكورة بأمسية في فضاء الجمعية.
......................
نُـشر بجريدة عيون الجنوب، العدد 14، ماي 2010م
محمد بوشيخة، كاتبا من جنوب المغرب.

الجمعة، 14 مايو 2010

الــوطنـيةُ، بـطـاقـةٌ هـي أم هـويّـــةٌ ..!؟ - موضوع الحلقة الرابعة من عمود "ضد التيار".


- اعْطيني الـوْريقـاتْ تـاعْ الـطّـوموبيلْ ..؟.
- مْـرْحْـبا، هـاهْـمّـا.
- البِـطـاقـه الوطنيّـة حـتّى هْــيَ ..؟.
- هـاهـيَ.
- واهْ ..!، اسّـي أنَـسْ، انْـتَ أسـتاذ اُوتَــاتْـبـيــعْ البِــيضْ ..!؟.
- أشْ نْــأولّـيـك أشّـافْ، أصـلاً كْـنتْ تـانـديـرْ شْـحـالْ مْـنْ حْـرْفَـه، اُو مـنِّـي شْـدّاتْ الصْـنّـارَه بـالصّدفة فْـالتعليم، درنـاهْ حـتّـى هـو صْـنعـة مْـنْ الصْــنـايْــــعْ ..
- ايّـــه ..!، اُو الـتلامْـذْ، فينْ خـلّيتيهم، اوهادي ماشي عطلة ..!؟.
- ههه، كـالّـيك فـينْ خلّيتيهـم!، واشْ الوريقات تاع الطّومُوبيـل هْمـا هادوكْ، اِوَ الـخْدْمَـهْ والغيابْ والـتأخراتْ راهْ شْغْلْ وزارة أخرى، ولاّ لاّ الشّافْ ..؟.
- صْـحـيـحْ، الله اسْـهْـلْ، طْـريـقْ الـسّـلامة.
حـوارٌ طريفٌ بين شرطي المرور وأستاذٍ تحملُ البطاقةُ مهنتَهُ وهويتَهُ بدل أن يحملها .. هو الانتماءُ الهويّاتي لمّا يكن مجردَ جرّةِ قلمٍ فوق وُريْقةٍ كرطونيةٍ، بدل أن ينعكسَ في سلوكاتنا وتصرفاتنا .. هو الشّرَخُ الواضحُ بين الوزاراتِ والإطاراتِ لمّا يغبِ الفهمُ الدقيقُ للوطنيةِ/الهويةِ، هو التسيبُ البيِّنُ في مهنةِ تربويةٍ لم تعد أشرفَ المهنِ؛ حيث طغيانُ المصلحةِ والأنانية العمياءِ.
الشرطيُّ عـايَنَ أوراقَ السيارةِ، وجدها مضبوطةً، تامةً، وتلك مهمتُهُ، الأستاذُ تحملهُ بطاقةٌ تشي بمهمته ويبيع البيضَ، والتلاميذُ "اعاودو لريوسْهْمْ"، والإدارةُ "كالدّير عينْ شافْتْ اُو عينْ ماشافْتْ".
الوطنيةُ كلمةٌ ثقيلةٌ وزنـاً، سيء فهمُها، هي الهويةُ يجب أن تختلطَ بدمائنا ولا تنأى عن سلوكاتنا، الكلُّ يحمل بطاقةَ تعريفٍ حين يبلغُ سنّها، والقليل الأقلّ من يعي معنى ذلك.
باتتْ أشبهَ بالـحِـرفِ، هي مَنْ تحدّدُ هويةَ الشخص، وليس هو من يعبِّـرُ عنها ويدافع ويشاكسُ لرفعِ علَمِها، هي مَنْ تحملُ أسماءَ الذوات وتسجّلُ طبيعةَ مهنهم، لا أنْ يكونوا هم مَنْ يثبتوا على الدوام وباعتزازٍ انتماءهم الوطنيّ ومسؤولياتهم المِهْنية.
الوطنيةُ عندنا -للأسف- رُتبٌ ودرجاتٌ، والحال أنّ الوطنَ واحدٌ، وبه وجبَ أن يكونَ المغاربةُ جميعُهم في مستوى واحدٍ انتماءً، لا أن يُزايدَ أحدُهم على الآخر في ذلك، دفاعاً عن الأرض وسعياً للرقي واستمراراً في النّماء.
كـن ابنَ مَنْ شِئتَ، تمتهنُ ماشئتَ، ففي الأول والأخير كلمةُ "مغربي" لاتميّزك عن غيرك مِمّن هم مغاربةٌ مثلك، وكما أنّ الوطنَ يحتضنُ الجميعَ، على الكلِّ أن يضعهُ تاجاً مِنْ على رأسِهِ، ويعتبره مِنْ أولى الأولوياتِ.

...........................................

محمد بوشيخة، كاتبا من المغرب
عـمود شهري، نكتبه شهرياً بجريدة عيون الجنوب - هذه الحلقة الرابعة، ماي: 2010م.

انـتــحـارٌ - قصة قصيرة جـدّاً



وقـف حـشـدٌ من النـاس أمــام بـابِ الـعـمارةِ يتـطـلّـعُ إلـى أعـلى ...
مِـنْ عـلى حـافّـةِ الـطّـابق السـابع يتـراءى جنديٌّ بـزيّـه الـرسمـي يبغـي السـقـوطَ ..
منـاداةٌ مِـنَ الأمـام وأخـرى من الـخلفِ تـرجـو منـه الـتـعقّـلَ .. حـلّـتْ بـالمـكان قـــوّةُ الــتــدخُّـل السّـريــعِ ..
تـدورُ الأرضُ بـما رحُـبَـتْ والـسـماءُ بـمـا حَــبِـلَتْ والـعمـارةُ بـما احتـوتْ فـي عـينـيْـه وتـختـلِـطُ .. يـلـعـنُ اليـومَ الـذي أصبـح فيـه عسـكريّـاً بـذاك الـمرتـّبِ ..
بالـصّـدفة حـلّ سـاعي البريد يـحـملُ مكـتـوبــاً مغـلّـفاً باسمـه، تسـلّـمته الزوجـةُ، تفـتــحُ الـظّــرفَ مُـتلـهِّـفـةً، تـصــرخُ بأعــلى صوتِـها: "صافي تْـراجْـعْ هـاهْـمّـا رقّـاوكْ" ..
مِـنْ هَـوْل الفرحـةِ - الصّدمـةِ طـار إلـى الأمـام فـرحـاً ...

..............................

محمد بوشيخة، كاتبا من المغرب
نشرت القصة بملحق جريدة "المنعطف الثقافي"، العدد: 282، 01 - 02 ماي: 2010م.