الاثنين، 2 يوليو 2012

الكاتب القاص ادريـس خـالي في ضيافة: "نادي الإبداع و الإعلام، خلية «كاتِب و كِـتَاب»" بالثانوية الإعدادية - الموز - أورير

من اليمين:  محمد جنان +  محمد بوشيخة +ادريس خالي+ ذ عكرود + سعيد مهمة

شهدت الثانوية الإعدادية – الموز – أورير، مساء السبت 19 ماي 2012م، عـرسا ثقافيا، سيِّـدُه القاص الزميل ادريس خالي، وعروسه "فوق دارنا بومة"، في بيت "نادي الإبداع و الإعلام"؛ الذي اعتاد الاحتفاءَ بفرسان الكلمة في جو يغمره الإحساس العميق بحب الثقافة، وتعتمره الوجوه الجميلة، وجوه تلاميذ وتلميذات المؤسسة، الذين استقبلوا بحرارة ودفء السيد الضيف، ومعه رفيقه الزجال سعيد مهمة.
بداية اللقاء، رحب رئيس النادي ومنشط اللقاء الأستاذ محمد بوشيخة بالقاص ادريس خالي، شاكرا له قدومه، وتحمله عبء التنقل للقاء بتلاميذ المؤسسة، كما رحب بالحضور الكريم، وهنأ السيد المدير باحتضان المؤسسة هكذا أنشطة ثقافية قَـلّ نظيرها في زمان شاء له الوثنيون أن يكـون الإسفافُ والخواءُ والرقــصُ على سمفونيات لا تقدم للمجتمع بديلا شعاراتٍ يرفعها العديد، من مشتغلين بمجال التربية، حتى موظفي العديد من قطاعات البلد.
هي الكلمةُ وحدها جمعت تلاميذ وتلميذات حضروا المؤسسة، رغم عدم ارتباطهم بالدرس مساء السبت .. هو حب الفعل الثقافي الحقيقي دفـع بالعديد من الأطر والأساتذة يُـسهمون في السعي إلى تغيير الماء العَـكِـر؛ الذي بات يهدد حقل التربية والتعليم.
سيِّـدُ اللقاء القاص ادريس خالي، وعروسه "فوق دارنا بومة" حلقا بعيدا، وعبرا للحضور الكريم عن فرحهما وهما وسْـط هذا الصوت الطفولي، بعيونه المتعطشة، وبقلوبه الكبيرة. تحدثا عن لحظات البداية، وكيف قَـدِما لهذا العالم؛ عالم الكتابة، وفسرا كيف تكون القراءة أولا، ثم التجربة ثانيا، مصدر كل إلهام إبداعي متميز.
حكى لنا الضيف أن التدوين، مجرد التدوين، هو خـطواته الأولى في تعكير وجوه عرائسه، أوراقه البيضاء، وأن علاقـتَـه ذات زمانٍ بعيدٍ بالقائد هو وبعض مرافقيه، تشكل الصفعة / الدهشة الأولى المفاجِـئة للدفع به إلى واقـع زُمرة تمتلك عينا ثالثة، تنظر بها غير ما تراه عينا الإنسان العادي.
بعده قرأ منشط اللقاء نصا جميلا، متابعة نقدية للمجموعة، وسمها بـ:"فوق درانا بومة بعين الدكتور الناقد محمد بازي"، معتبرا إياها مقاربة تأويلية دقيقة ستضفي على اللقاء مسحة فنية مغايرة.
تلاميذ المؤسسة رفقة القاص ادريس خالي ورئيس النادي محمد بوشيخة
ولأن تلاميذ المؤسسة متعطشون لهكذا لقاءات، فقد ارتـووا بحق لـما فُـسِحَ لهم المجال، سألوا عن كل شيء وكأني بهم ما تركـوا جانبا إلا وطرقوا أبوابه. رد الـقاص ببساطة معهودة فيه على أسئلتهم، ومرة تلو أخرى يوجههم إلى أهم ما يميز الفعل الثقافي الحقيقي، وهو القراءة ثم القراءة.
يمتد الزمان ويتسع، دون إحساسٍ بسرعته، فخفة اللقاء وجماليته لم تدفعا بأحد لينبه المنشط بهرولته، وحيث العرفانُ بمثله يُـقابَـل، تفضل السيد المدير مشكورا بكلمة في حق الضيف، كلمةٌ تحمل من معاني الشكر والاعتزاز بالأنشطة التي تستهدف أبناء المؤسسة الشيء الكثير، كما عبر عن سعادته، وهو يواكب أنشطة سابقة ونادرة في عديد من مؤسسات التربية والتعليم، هذا وهنأ القاص بتجربته وشد على يديه بحرارة، لأنه لبى دعوة المؤسسة.
عَـقِـبَـهُ تقدم ممثلُ جمعية آباء وأولياء التلاميذ، القيم على الخزانة، خالد السكوتي، بكلمته التي عبر فيها هو الآخـر عن ارتياح الجمعية بما تُـحـصِّـلُـه المؤسسة من نتائج تتعلق بالأنشطة الموازية، معبرا عن دعمه لكل الأعمال التي تُسهم في تنمية الجانب الإبداعي في التلاميذ، شاكرا الضيف الكريم على قَـبوله دعوة المؤسسة.
هذا وتـلـتْ الكلمتين مساهماتُ كل من التلميذيْن: منى نمات و ياسر الجوهري (عضوان في النادي «خلية الكتابة») في كلمتيْن لهما باسم "نادي الإبداع والإعلام"، بينهما تفضل الأستاذ الجلولي (أستاذ مادة اللغة العربية بالمؤسسة) بكلمة مقتضبة عبر فيها عن سعادة الجميع وفرحه بمثل هذه الأنشطة الهادفة.
لم يفوّت المنشطُ فرصةَ اللقاء ليزف للحاضرين فوز زميلنا الأستاذ عكرود (أستاذ مادة الرياضيات بالمؤسسة) بالسباق الرياضي المنظم في أكاديــر ذات صباح اليوم نفسه. كـما مدّه بالكلمة ليشكر بدوره كل الحاضرين، ويقرأ قصيدة زجلية جميلة من إبداعه. وَقَـبْـلـَهُ أُعطيتْ الفرصةُ لرفيق الضيف السيد سعيد مهمة ليقدم شهادة في حق ادريس خالي.
كان اللقاء بِـحـقٍّ عُـرسا ثقافيا، تـغـذتْ فيه العقول قبل البطون، وشهد أخيرا تبادل الهدايا بين رئيس المؤسسة والضيف، كما قرأ في نهايته القاصُّ قصةً قصيرةً جديدةً بعنوان "حفار آبـار"، ليختتم بحفلة شاي مصحوبة بتوقيع المجموعة لتلاميذ المؤسسة، والتقاط صور تذكارية بالمناسبة.
محمد بوشيخة
كاتب من المغرب