السبت، 12 فبراير 2011

تـــونس البـوعزيـزي والسـؤال الـمفتـوح ..!؟ - الحلقة الثالثة عشرة، من عـمود "ضد التيار"


لــمـاذا انـتـظر ابـن علي وزبانيته حتى تفيض تونس الخضراء عن جنـبـاتهـا بالبـؤس والتفقـير والـتهميش واستغـلال النـفـوذ؛ لـيـطـلـع على مَـنْ تـقــبّــلَــهُ رئـيـسـاً ذات زمـانٍ مضى ويُــخـبره؛ أي الشعب، في نـوع من الاستـجـداء بـعزل هـذا الفرعـوني وتخفيض هـذه الـمادة وتوفـير مـابخـل عـنه مـدةَ حـكـمِـه ..؟.
لـمـاذا يتـواطـأ زين الفاسدين مـع زبـانيته لـيـزُج بشعـب في خـانة الانتـظـار عقـودا من الـزمن، انتظارُ الـخـواء وعـلـه ينتبه إلى شوفينيته ذات مـرة ..؟.
لـمـاذا لـم يتـعـظ من سطـور الـتاريــخ وسطوتـه التي تأتي على كـل من عبث ويعبث بشؤون شعب ولاهُ أمــرَهُ، وعـثـا في الأرض فـسـادا لـما فسح لـه الزمـان عـباءتَـهُ ..؟.
لـمـاذا لم يُـدرك أن صمتَ الشعب لا يعني جهـلَه بما خلف سياسته الصماء؛ إنمــا هــو ترتــيـبٌ وتـجمـيــعٌ لثـورة قادمة ..؟.
هـل ستتغير السياسة الداخلية والخارجية لـتـونس الـعربية، في ظل رحيل محرك دوالبـها هروبـاً والإبقاء على بعض أذنـابه في مؤسسة من مؤسسات الدولة، أليست الثـــورة عنـوانـاً نــصـه إبعــادُ كل منتسب للحكومة الفاسدة ..؟.
مـوالــو سياسة زين الفاسدين، والمدافعون عـنها؛ مَـن سـخـروا أقـلامهـم في جـرائد من صنيعة السلطة، وطـوعـوا ألسنتهـم في قنـواتهم وبـرامـج قنوات غيـرهم، مرددين إنـجازات قـائدهـم الوهمية؛ مذكرين للمرة الـمـليون بشـهادة زمـلائـــه الأوروبيين بـأن تـونس حققت قـفـزة اقتصادية، في غــضٍّ للطـرف عـن أنـهم أولُ الـمستفيدين منهـا، أو أنـهم مَـنْ شـارك الدكتـاتــور صنعـهـا .. قـوةٌ اقتصـاديةٌ وهـميةٌ أولُ ضحـايـاهـا محمد البوعزيزي وملايين أتـرابه .. أول المنتعشيـن بـها ومنهـا عشيـرةُ زين الـفـاسدين وأقـربـاؤه؛ بمـا ضخـوه من ثـروة ضخـمة في الداخل والخـارج، ويبدو الغريبُ في حكاية الهروب تنـكر الصديق الذي يعـود الفضل لشـركات بلـده فيـما حققته الخضراء من انتعاش اقتصادي رآه هـو تقـدمـاً؛ لأنه أسهـم في الــرفـع من رسوم تلك الشركات، في وقتٍ رفـــع من مسافات الطبقية وتفقير الشعب؛ لدرجة يدفعه اليأس إلى إحراق نفسه ..!!.
الشعب ليس غبياً، حتى يناضل ويصرخ من أجـل لاشيء، لو أدرك البسطاءُ أن البلد بنيتُه ومداخلُه ضـعيفة لضحى بالغـالي لأجل المساعدة والعمل، دفـعاً بالبلد إلى التنمية والتقدم، لكن أن يعلم بــالواضح والمكشـوف استنزافَ الـثـروة مِـنْ قِـــبَـلِ مَــنْ هم أولى بالمحافظة عليها وعــدم توزيعها بشكل عادل على أبناء البلد، ثم بلوغ أسماء بعينها درجة الغنى الفاحش، أمــورٌ كلها تدفــع بالمرء، ليس فقط لإحراق نفسه؛ إنـما لارتكاب ما لم يكن في حسبان أحد ..!!.
تـنكّـرُ الرئيس الأوروبي لصداقة ابن علي لـــه من الرسائل ما يوحي بأن الصديق في قهـر الشعب أولُ من يـغـيـرُ جِـلدَهُ في حـالة استيقاظ هـذا الشعب، أمر يبـرره أيضا الخوف من شعبِ المُـضِــيـفِ من اعتبار الاستقبال احتضانا للإجـرام، في عصر كـثُـرَ فــيـه الكلام عن الإرهـاب ومشتقـاته. أما البلد الذي هـو قبلة عباد الله، فلا خوف من ذلك؛ ولا خـوف من احتـضان هـارب من المحاسبة الشعبية.
الـمـعارضةُ فـي تـونس؛ وعـن أيّ مـعارضة يمكن أن نتحدث؛ غير تلك الـمُـهَــجّـرة، بعيدا عن حدود تونس .. فــالـثـوار ليســوا بثقة تـامة في ماينعث بالمعـارضة، وهي الـملـتحِقة بركـبِ الـتظـاهر، لا الداعية لـه طيلة عـهد التشرذم وسرقة أموال الشعب؛ وهي العالمة بـذلـك، يكفي دلـيـلا التصريحـاتُ والتوضيحاتُ التي تفـضـلَ بـها منتمـون لأحـزاب المـعـارضة فــي الداخـل ..
ألا يحق للشعب التونسي ممارسة الدبلوماسية في غياب أي جلباب تحـزبي ..؟؛ لأن التكنوقراطيين قـلـما تُـمـنـح لـهم مسؤوليات في هـذه الـحـكومة أو تـلك؛ وكـأن الأحـزابَ هي الـولي الـشرعي على الممارسة الدبلوماسية، والـحال أنـها كثيرا مـا أفسدت الفعل السياسي وأسهمت في تعـكير مياه الديمقراطية ..
يمكن لمثقفي تـونس ومناضليه الشرفــــاء، دون أي غطاء حزبي الـسـيـرَ بالبـلد إلى بــر الأمـان، وتحقيق تنمية مستديمة يستفيد منها التونسي، كل التـونسيين.

محمد بوشيخة
mljabri1979@hotmail.com
....................
ورد بجريدة: "عيون الجنوب"، عدد: 23، فبراير 2011م

أربـاب سيارة الأجرة الكبيرة – خط الباطوار أورير - وسياسة الـلامبالاة .. متابعة صحفية


سيارة الأجرة الكبيرة من البـــاطـــــوار إلى أوريــــر تتوقف نصف ساعة تقريبا عـنـوةً، انتظـاراً للثامنة مـساءً، بغيةَ الاستفادةِ من 50 % زيـادة.
أربـاب سيارة الأجرة الكبيرة – خط الباطوار أورير - وسياسة الـلامبالاة

وأنت المـريـدُ الذهـابَ إلى أوريــــر من البــاطوار، مـقـرُبـةَ الثامنة مـساءً، تصـادفُــــكَ سيارات الأجرة، إمـا مركونة جنبـاً إلى جنبٍ في مكان انطلاقتها المخصص، في انتظـــار حلول الثامنة أو مختبئة جنـبات نقطة الانطلاقة، لا لشيء إلا للاستفادة من زيادة 50 %، بحلول الثامنة.
ولأن الظاهرة باتت مكشوفـة، ونيات السائقين باتت معلومة، والرغبة في الوصول إلى مقر السكن في أي زمان شاء المواطـنُ أمر حـق لاجدال فيه؛ مادامت هي في خدمته كما تدعي، كلها أمور حـرّكت ذاتَ مساءٍ مجموعة من الغاضبين على الوضــع، لـيـتوجهوا صـوبَ مـخـفـر الشرطة المرابط قـربَ المحطة، تقدموا بشكاية شفوية عن الأمر للشرطي الموجــود لحظتها في المخفر، حاورهم عن الأمر مـدة ربع ساعة تقريباً، ليخرج معهم ويخبرهم بأن السيارات موجودة، فعـلاً أصبحت موجودة لأن الثامنة حلّت، بعد ذلك اليوم وكأن الأمر لم يكن منه شيءٌ لـتعـود حليمة إلى عـادتها القديمة .. 
..............................
ورد بجريدة: "عيون الجنوب"، عدد: 23، فبراير 2011م