الاثنين، 13 ديسمبر 2010

حــــــــــوار: مــع محمد بوشيخة في أعـالي النص.


مع محمد بوشيخة في أعالي النص
"كنت غير أناي التي أعرف؛ هذا إذا كنت أعرفها أصـلاً ..!"
"المرأة: تمـيزهـا، قـوة شخـصـها وانفتـاح فِـكـرهـا"

تـقـديـــم: نلقي القبض هذه الحلقة على كاتب من عيار خاص، عرف بمقالاته وأسلوبه الرصين. الجدية والجدة من أهم سماته، عرفته مهووسا بالنقد وكتبه وأهله، فمبدعا مقلا وجريئا، ثم صحفيا فريدا من نوعه، أجريت معه هذا الحوار في بداية نشر حلقات عين على القصة، وكان دائما حواره مؤجلا، ليس انتقاصا من قيمته؛ بل لأنـه من أهل الدار. وإلغاء لمقولة مطرب الحي لايطرب آثرنا أن يكون ضيف هذه الحلقة لنتعرف على الوجه الإبداعي لهذا الكاتب عن قرب.

................................

قـصصٌ قصـيرةٌ جـــداً ..!!

قــد تـكونُ أنـتَ بَـطـلُـها ..!!


اِعــترافٌ
أحـبَّها بصِدقٍ .. رأى فيها الأمّ والعشيقَـةَ .. عـرّاهـا كم مرّةً، ضمَّهـا بين أحضانِـهِ،  رشَفَ دمَهَـا، وقـبَّلَ أصابـعَ رِجلَيْها ..

فِتْـنَـــةٌ
دائـماً ترمُقُـهُ بعينيهـا السّاحرتين .. تعشَقُـهُ حـدَّ الجنونِ .. حبُّهـا صمتٌ .. هُدُؤُها حربٌ .. ابتسامتُها طلقـةٌ ناريـةٌ ..

خَــيْــبَــةٌ
صَفَـعَتْـهُ بيدٍ من حديدٍ .. لم تُقـدّر عِشقَهـا لـهُ ولاحُـبَّهُ لجنُونِهـا تجاهَـهُ .. رمَـتْهُ في دوّامةٍ من التفكـير وغابةٍ من التيـه ..
عـرّتْ أسرارَهُ وشَـرَّحَتْ وجِيـبَ قلبِـهِ بعد أن طَعَـنَتْـهُ بسيفٍ خَشِيبٍ.

غُـــــرُورٌ
هـي ليست كامرأة العزيز ولاكبلقيسَ .. هي الجمـالُ نفسُـهُ .. أوهكذا ياتُـرى ترى ذاتَـها ..! .. لاشكَّ أنها فاتنـةٌ، لكن لفِتْنَتِـهَا زورقٌ يبقـى ظـلَّ الريحِ حتى لاتغرق السفينـةُ ..!!.

.........................................

1-   قصص قصيرة جـدّاً، قد تكون أنتِ بطـلُها ..!، ألا يبدو لـك مثـل هذا العنوان واجهة استعراضية كبيرة لاستقطاب القـارئ، ثم إنّـه يحدد مسبقاً المكان الذي قد يكون على القارئ أن يكون فيـه، ألا يمكن اعتبار ذلك تطـاولاً على القـارئ أو استغباءً لـه ..؟.

ج= لاتـطاوُلاً ولا استغـباءً؛ إنّـما يمكن أن يُـفَسَّـرَ ذلك برغـبةٍ في خلقِ ديـمومةٍ لنصٍّ غيـرِ منـتَـهٍ .. هذه القصص القصيرة جـدّاً، نعم فيها نـوعٌ من الـمَأْسَسَـةِ لـخَـطٍّ متعـدِّدِ الألـوانِ، ذي مـوضـوعٍ واحـدٍ، متشـابكٍ، هـذه عتبتُـهُ الأولـى.  

2-   يقـولُ القاص الـمصري "محمد الـمخزنجي" "علينا أن نعود إلى الغابات البِـكر في دواخلنا" .. هلاّ حدثتنا عن رحلتك الجوانية وأنتَ تسردُ علينا هذه النُّـدَف الشعرية ..؟.

ج= نعم قد تكون نُـدَفـاً شعريةً، منطـلقُها رحلةٌ جوانيةٌ لاتبعُـدُ عن صراعٍ نفسي ألـزَمني كتـابتَها، وكما عقَّبتُ على إحدى القراءات النقدية في حقّ النصوص: "لم أستشعرهـا وهي تُـداهمني وشيطـانُها ينكحني"، ولأنّـكَ طلبتَ منّـي الاختـصارَ، فلا أضيف غير أنّـي لـحظَـتَها كنتُ غيرَ أنـايَ التي أعرفُ؛ هذا إذا كنتُ أعرفُها أصـلاً ..!.

3-   الـمرأة هي الرابـطُ بين قصصك القصيرة جـدّاً، ايغوشي بطل رواية "النائمات الجميلات" لياسوناري كواباتا يعتبر أن نهـدَها هو المثـال الأعلى، في حين يقدر المخزنجي أن أجمل مافي المرأة رَحِمَها ويدلل على ذلك بأنه آخـر عضو يتحلل بعد الموت، أنتَ في قصصك مـاهو سـرُّ جـمال المـرأة ,,؟.

ج= تـميُّـزُهَـا، قـوّةُ شَخْـصِها وانفتاحُ فِكـرِها، جـوهرُها الذي يتربَّـعُ كـلَّ جنباتِ مظهـرهـا.

4-   اعتراف – فـتـنة – خيبـة – غرور، قصص متسلسلة مترابطة ينظم بينها خط رفيع، أين هـي واسطة القـلادة ؟، إذا لم تكن، هل من العسير عليكَ إبـداعُها ..؟.

ج= لهـذا السـؤال عـلاقةٌ بالأول، رغبـةً في تشكيل دائـرةٍ يتموقـعُ فيها القارئُ الـمُفتَـرَضُ من خلال هذه القصص كفيلـة بأن تجعلَ واسطةَ القلادةِ منفتحةً على افتراضاتٍ لامتناهية، وكاتبُ النصـوص يعدو مجردَ قارئٍ أيضاً لحظـةَ الصّرخـةِ الأولـى.


أجرى الحوار: الكاتب والصحفي شكيب أريج
نُـشر ضمن حلقاته الشهرية "عيـن على القـصة"، جريدة عيون الجنوب، عـدد: 21، دجنبر 2010م