الأربعاء، 20 يناير 2010

ثـانويــةُ المـسيرة الإعـدادية أقــاايغـان – إقليم طاطا بين الأمس واليـوم - مــقــــال قـــديـــم جــديــــد













ثـانويــةُ المـسيرة الإعـدادية أقــاايغـان – إقليم طاطا بين الأمس واليـوم

- مــاذا حصل بَـلْــهَ مـــاذا يـحـصـل ..؟ .. "تساءل أحد التلاميذ".

- ربما تغـيـيـر بعـــض الأطـــر " أجاب أحــدُ مرافقيه - تلميذ آخر-.

هذان الصوتان تحكمهما البــراءةُ ومن ثَــمّ أتــى السؤالُ والجوابُ بريئين، جوابٌ وسؤالٌ يأخذان بمظهر الأشياء وببساطتها .. أليس الأمر أعمق من ذلـــك ..!؟.

ففي سنة 2005م / 2006 م، شهدنا جــوّاً مفعماً بالحركية والتفاعل التام وسْــطَ المؤسسة بَــدْءاً من شهر أكتوبــر إلى نهاية السنة .. جــوّ ينسيك نفسك ويدفــعك إلى التساؤل مرة تلو الأخرى عن دقّــة الوقت ومِــعياريته، فــكــل الوقت ملآن بما يفيد الجميــع ..

مهارات تُكتسَبُ .. كفايات تُحقَّـقُ .. وأمسيات تُنجَـــزُ، لدرجة كان الشغل الشاغل لهذا وذاك- نقصد المتتبعين- مايـلـي:

- ألا يُــعــدّ الأمــر مظهراً من مظــاهر محاولة إظهار الذات من قبل المنشّـطين (= بمعنى بْغَــاوْ اِبَــانُـــواْ)..!؟، ثــم ألا يكون هدفُهم مادياً يريدون منه الحصول على نقطــةٍ عاليـةٍ مـن عند المدير والنيابة ..؟.

كــــلامٌ وسِــبَابٌ واتّــهـامٌ جعل المقيمين على التنشيط يزدادون تألقـــاً وتأنقــاً وهم يعلمون ألاّ حاجـةَ من ذلــك يحمل الحقيقة.

لم يقل لهم أحــدٌ يومـــاً ما جيِّـــدٌ مــاتفعلونه؛ بل لم يحضر إلاّ بعضٌ منهم وهذا أحياناً في بعض الأنشطة ..!.

إنها السنةُ الممزوجةُ بتنشيط لم يسبق له نظيــرٌ ولم يله مثيــلٌ .. سنة شهدت تنظيماً لأيام ثقافية ثلاثة، شعارها: "تربيـــة .. ثقافـــة .. تـواصــل".

شعــارٌ أفرزتْـــهُ أيام السنة التي كانت كل أعمالها النشيطة ثقافياً ترمي إلى تحقيق تربية فعالة .. وثقافة مجتمعية واسعة ومن ثم تواصل يهدف إلى التشبع بمبادئ السلام وحب الوطن.

السؤال الذي حتّم كتابة هذه الأسطر، وهذا مجردُ بعضٍ من الكلام الكثير، هو ماذا حصـل ..؟، ولماذا لم تعد المؤسسة على ماهي عليه ..!؟.

فساحةُ المؤسسة يتيمة من كل تنشيط ثقافي وأسطّر تحت ثقافي، اللهم إذا استثنينا " الإذاعة المدرسية "، التي أسِّـستْ في السنة الماضية إلاّ أنها للأسف في هذه السنة لم تُستثمر بالكيفية التي تَـمّ بها الأمـــرُ من قبـــلُ.

كانت وقتذاك - 2005م / 2006م - محطة يُــبرزُ فيها المتعلم قدرته على ممارسة الخطاب الشفوي – الصّـحفي .. ويُسْمِـع فيها زملاءَهُ في السّاحة ماأبدعه .. إذاعـــةٌ يسهر عليها مجموعةٌ من الأساتذة بتنظيم مُحكم واحترام للأوقات وضبط للبرامج.

إذاعة يراها بعض التلاميذ في هذه السنة – 2006م / 2007م - وقد أُفرِغت من محتواها وأهدافها .. فيتساءلون مثلاً:

لمن هذه الإذاعـــة ..؟ أهي للمتعلمين أم لأساتذة يُـظهرون فيها أصواتهم الجميلة وماهي بجميلة ..!؟.

إذاعـــةٌ تقـفُ عند تخـصّصات الساهرين عليها، عفـــواً اللاعبين بها ..!، فهذا يُنشدنا عن الأدب والشعراء وذاك يحدّثنا عن الـذّرة والمحاليل الفيزيائية وذلكم يبشرنا بتاريـــخ لم نشهده وتــــارة بأحداث وسنوات ربما نسيناها أو تناسيناها.

هذا بالإضافة إلى عدم ضبط أوقاتها، وهذا من أسوأ الحالات، فكثيـــرةٌ هي الأحايــيـــنُ التي يُفــتَــحُ فيها صــوتُ الإذاعة والجرسُ لم يَــرِن بعدُ قـصـدَ انتهـــاء الحصّــة، وتُـترَكُ بعد أن يرِنَّ وقت الدخول بدقيقة أو دقيقتين، ومن ثَـــمَّ لايلتحق المتعلمون بالفصل إلا بعد مرور أربع دقـــائق أوأكـــثـــر.

أين خلايا الشعر، القصة، المسرح، الأنشودة، العروض والندوات ..؟ يتساءل آخر، وهي الموجودة بالفعل في السنة الماضية وبفعَّـاليةٍ منقطعة النظير.

كل هذا غُـــيِّــبَ طــبـعـاً في هذه السنة..!، جهـــاتٌ معينة تتحمل وِزْرَ ذلك وفي مقدمتها تلك الأصوات التي حملت شعار: التنشيط تفاهة/ مضيعة للوقت، ووصفت المقيمين به/ الساهرين عليه بــ" بْـغَـــاوْ اِبَـــانُـو" وأوصاف أخرى، دون أن يدري هؤلاء أو بالأحرى يتجاهلون أن "التنشيطَ كفاءةٌ تُـكتَسبُ وملَـكـــةٌ يَصعُــبُ امتـلاكُــها" .. أضف إلى ذلك "أن التنشيطَ بــيــداغــوجيةٌ كَــثُـرَ الحديثُ عنها من قِــبَــلِ المتخصّصين وعُــدَّ رُكنــاً أساساً في التعليم ليَــغْـدوَ المتعلمُ فعّــالاً ومنتجاً في مجتمعه".

والحق في اُولئك الذين تسبَّـبُــوا في الوضع المتأزم - غياب التنشيط - ماقاله رئيس المؤسسة الأسبق – 2005م / 2006م، واصفاً اُولئك بـ" فـاقد الشـيء لايعطــيـه".

قلنا ماقلناه غيْـــرةً عن هذه المؤسسة التعليمية، وحبّاً في سيرها الذي تغنى وسيتغنى به الكثيــر .. غناءٌ وصلتنا أصواتُــهُ فأُعــجبنا به .. غيرةٌ نناشد من خلالها كــل القرائـــح الغيورة التي لاتمل ولايصيبها نصبٌ ولا وصبٌ ثم لاتبالي للأصوات الفاشلة التي لاترغب إلا السكون والرتابة وقول " العَامْ زِيـنْ إلى كْـلْهَا ادَّاهَـا فْـرَاسُو .. مابْـغِينا لاتْـنْشيطْ وَلاهُمْ يَحْـزَنُونْ " ..

كل ماقيل يخص جانب التنشيط في المؤسسة المعنية، أما مايتعلق بالتسيير الإداري؛ الخارجي منه والداخلي فسيأتي الحديث عنه قريبا لامحالة.

..................................................

كُتِـبَت هـذه المتابعة خلال الموسم الدراسي الذي شهد التحول: 2006م / 2007م.

+ نُـشِـرَ الـمقالُ في جريدة وطنية، ضمن عـنوان كبيـرٍ "نوسـتالجيـا"، مُـرفَقٌ بصورةٍ لشـعار الأيـام، معلّقٌ أمـام مدخل الداخلية.

سـؤالٌ وَجَــبَ طَـرحُـهُ لحـظـةَ تمريـر المتابعـةِ ضمن مدونتنا: الـمؤسسة المعنـية أماتزال تُــغـنّــي على نفس الــوتــر أم عادت حليمةُ إلى عادتها ..؟؟.

الـجـــوابُ: إذا أزَلـنا سَـنَـتَـيْ: " 2008م و 2009م " إذْ شهدتْ المـؤسسة المعنية أنشطـة بـأثـــوابَ مختلفـةٍ؛ بـل وبـأكثر تطـوّر، ويكفيك هـنا أن تعـود إلى مقالاتِــنــا المنشورة فــي جرائـــدَ مختلفة أو ضمن مواقــع لتـتـأكّـدَ مـمّـا نقــول، أو تـنـقّـل ضمن مدونتنا هـاته تعـاين ذلك =" أحيانا يلد الهامش ماعجزت عنه المراكز ..!!" و " لقاء أسـبوعي و دائرة نقاش مفتوحة في مؤسسة ثانوية المسيرة الإعـدادية - أقـاايغـان - إقليم طاطا، جنوب المغرب" ثـــم " تغطيـة لقاءات الكتاب: الشاعر رشيد الخديري والروائي عبد العزيز الراشدي والناقد عبد العاطي الزياني"، كــلُّ هؤلاء استضفناهم ضمن الأنشطة التي نـقــومُ بــهــا.

قلـتُ إذا أزلـنا تانك السّـنَــتَـيْـن، بعـد تلك السنة الـمشهـودة؛ فإن المـؤسسـةَ لـحدود السـاعة؛ في هذه السنة (= 2010م)، لم تشـهد ولا تنشيط يُـذكـــر ..

تحيـة ثـقافيــة ..

محمد بوشيخة، قاص وناقد من المغرب.