الثلاثاء، 13 أبريل 2010

الـبكـارةُ والـشرفُ .. أيّ عـلاقـة ..!؟ - موضوع الحلقة الثالثة من عمود "ضد التيار ".



كـم من فـتاةٍ تـمارسُ الـجنـسَ بــأشـكـالِــهِ الـهـندسيّـةِ الـمختلفةِ، وبتـماريـنِـهِ الـريــاضيـةِ الـمتـنوعةِ، وبـكارتُــهـا مـصونـةٌ محفـوظـةٌ من أيِّ تـلاشٍ، وتـظـلُّ شـريفةً عفـيفـةً عـند الـمهـووسين بفـتنـة: "شرفُ الـمـرأةِ في قـداسَــةِ فَـرجِـها" .. من جانب آخـر قـد تـصـادفُ فـتاةً للـعَـفافِ زيّـــاً تـرتـدي وللــطّـهـارةِ كـرسـيّـاً تـعتـلي ومن بـراثـن الـفـساد أشـرعـةً لاتـمـتطـي، وفـي غـفـلة منـها؛ بـحـادثـةٍ مـا، بـكـارتُـها مـع الـريح بُـعْـبُـعـاً تـخـتفـي؛ ليـتحامـلَ عـليـها القـريبُ والبـعـيدُ، ومن جـنّـةِ العـفيـفـاتِ الشـريفـاتِ تُـطـردُ، شيـطـانـاً تُـنعـتُ، وكـلّ أصـنافِ الصّـفـات الـمشيـنةِ بـهـا تلـتـصقُ.
نـحـن أمـام عقـلياتٍ خانـتِ الـــــوعـدَ وأسـاءتِ الفـهـمَ، فـانقلبـتْ معـها كـــلُّ الأشيـاء ضِـــدّا.
البـكارةُ تسـاوي الـشّرف ..!!، متى يـصـحّ القـولُ هـذا أمـام الـحالـتَـيْـن السّـابِــقِ بسـطُـها، وفـي الـمجـتمـع الـمغربـي، عفـواً الـمـخربي - المخرّب جسـداً، سلـوكاتٍ، تصـرفـاتٍ، عقـليــاتٍ ...-  كـثُـرَ وقـعُـهـا، فتياتٌ بــالآلاف تــعــدُّ شـعـارَهـا "وحْــدَة هِـيَ اللّـي تْـعِـيـشْ حْـــيَـاتْـها اوتْـردْ البـال لْـفْـرْجْـهـا، والـزّوجْ وقْــتْـمّـا جـا، كَــاعْ مازربـانه" .. كـذلـك أنـصـافُ الـرجـال شـعـاراً سِـواكـاً بــأسـنانهـم يلـوكـون: " وبْـنـادْم هـو اللّـي ادوْزْ حْـيـاتُــو، اُو حيتْ ابْـغِـي اتْـزْوْجْ اشُـوفْ لـيه شي بـنتْ دارْهْــم".
يـالــه مـن زمـان غـاب فيــه الضّـمـيرُ وكـثُـرَ مهـنـدسُـو تشـييـدِ شـعاراتٍ لأبـنــاءِ وبنــاتِ اليومِ والــغَـدِ تصـبـحُ ثقـافـاتٍ، وبـها يستحـقُّ الشابُّ صـفة " المتحـَضِّــر " والشـابة سِمَـةَ " راهَـا بْــنْـتْ الــيُـومْ ".
الـكـلام عـن البـكارة وعـلاقـتها بـالشرف لـم ولـن ينتهـي، فحتى وجـودهـا تطبيبـاً بات يحصـلُ، وعـن مـزاعـم عُـشّـاقِ افـتضـاضِ البـكارةِ فـي ليـلة الـدّخـلةِ للـتـلـذُّذِ بـفـحولـةِ مـوهـومـةِ لـم تـعـد حقيـقةً أمـام صنـاعة الصّـين وغـزوهـا الأوطـان العـربية، فبتنـا نسـمـع عـن: بـكارةٍ مدّة صلاحيـتهـا أربعـة وعـشرون سـاعة، بكارة يـوميـن، ثلاثة أيّــام، بـاخـتلاف السِّـعر طبـعـاً.
قـــد نتسـاءلُ: ولِـمَ لايـمـتنـع الأطـبّـاءُ عـن مـهـمّـةِ تـركيبِـها ..؟، ليـأتي الـجـوابُ طـائـراً يـرفـرفُ: "اللّـه اِعْـفُـو عْـليكم كْــلْـشِي ولاّ مْـزْوْرْ، الــطْـــبّـا اُوْ حْـــتّى فْـــرْجْ الـمْـرَة".
محمد بوشيخة، كاتب من المغرب
ورد بجريدة "عيون الجنوب"، عدد: 13، أبريل: 2010م، ص: 2.

يــومٌ تـحسيسيٌّ عـن الصّـحةِ الإنـجابيةِ والأمومةِ السليمةِ بـمركـز أقاايغان – طاطا.




بتنظيـمٍ مـن جمعيةِ أصدقاءِ النخلةِ والمجلسِ العلمي الإقليمي ومندوبيةِ الصحة والتعاون الوطني بطاطا، تنـسيـقـاً مـع جمعيةِ الأمـلِ للتنميةِ وبحضورِ المجلسِ الجماعي بالمنطقةِ، احتضنتْ أقاايغان يوماً تحسيسيـاً؛ قُــدّمتْ فيـه عـروضٌ وإرشاداتٌ إلى جـانب فـحوصـاتٍ طبيةٍ عـن الصحة الإنجابية والأمومة السليمة، للتقليصِ من عدد وفيات الأطفال والأمهات الحاملات بالمنطقةِ.
بـلغ عـددُ المستـفيداتِ من برنامـج هـذا اليوم أزيد من خمسين مستفيـدةً، تـوزّعـت في شكـلِ فـوجـيْـنِ على مـقـرّيْ: التعاون الوطني والمستوصف المحلي.
قـبل الشـروعِ في العـروضِ والفحوصاتِ وبـعـدهـا، تحدثَ مـمثـلو كـلِّ الإطـارات الـمشـارِكةِ عـن ضرورة خـلقِ جِـسـرِ تـعاونٍ بينـها، يـهدفُ إلى تنمية العنصر البشري بالمنطقة، خاصة الطفولة منـه.
زارتِ الـتـمثيليةُ مـقـرّ جمعية الأمـل، لمعاينة أشـكالِ العـملِ داخـلَ فـضائـها، وبموازاة مع تنـوُّعِ أنشـطتِـها الثقافية، الفنية، الرياضية، تـوقفت عـند: "نادي الطفل"، لتشهـدَ تـجربـةَ أربـعِ سنواتٍ، أكّـدتْ – يصرح عبد العزيز حبيب لجريدتنا – "تحقيقَ نسبـةٍ هـامّـةٍ من الأهـدافِ الـمسـطرةِ"، لتـدعِّـــمَ الأطـرافُ المنظّـمةُ لليوم التحسيسي الـعمـلَ، تشجيـعاً لفعـالياتِــها وإراداتِــها في خدمة أبناء المنطقة، تقـاسمُـها في الرغـبةِ والطموح "الجمعية النسوية"؛ بقيادة أم العيد أيت حـدّو، التي تصـرّح للجريدة وبمرارة: "لانتـوصّـل بـأيِّ دعـمٍ، من أيِّ جـهةٍ، وقُـوتُ الجمعية يتوقف في محض الاتفاق الحاصل بين المفيد والمستفيد"، يـزكّـي كـلامَـها افـتقارُ جـمعـيتِـها لـمقـرٍّ في ملكـها الخاص؛ بل – وهذا سيِّءٌ حـقّـاً – مقـرُّ حضانة الأطفال، يحتضـنُ أيـضـاً في مدخـله قنينات الغاز، ويبقى الخوفُ من الجهـل أهـونُ من الخوف من تلك القنينات لقـدّر الله وانفجرت؛ في ظـلِّ غـياب أيِّ دعـمٍ مادّي للجمعية. كما يدعّـم كـلامهـا ماذهب إليه الأمين العام لجمعية الأمل حبيب "أننـا طرقـنا عـدة أبواب: وزارة التربية والتكوين ومصالح أخرى، وكم مـرة، دون أيِّ اعتـبار"، وعـن غياب السلطات المحلية وكذا إدارة ثانوية المسيرة الإعدادية بالمنطقة في هذا اليوم التحسيسي، يضيفُ نفس المتحدث للجريدة: "راسـلنا الجِـهَـتَــيْـن معــاً فلم تـحضُـرا؛ لأنّ اليومَ تـزامنَ مع الوقفةِ الاحتجاجيةِ لتلامذةِ المسيرةِ الإعداديةِ أمام مقر القيادة، استمراراً للشكـل النضالي الذي تشهـده طاطا كلُّها إبّــان هذه الفترة".
تـجدرُ الإشـارةُ أخيراً أن اليومَ شهِـدَ بموازاةٍ مع أنشطـته توزيــعَ هبـاتٍ، تتمثل في: (تقـديم مـوادّ تـعادلُ قيمتُها 40 درهـماً لخمسينَ مستفيدة من طرف جمعية أصدقاء النخلة برئـاسة خليل النوحي و  توزيع 126 كيس، يتضمن ملابسَ مهداة لجمعية الأمل من طرف جمعية تسكموضين للتنمية الاجتماعية).


ورد بجريدة "عيون الجنوب"، عدد: 13، أبريل: 2010م، ص: 2.
................................................
محمد بوشيخة، كاتب من المغرب