كـم من فـتاةٍ تـمارسُ الـجنـسَ بــأشـكـالِــهِ الـهـندسيّـةِ الـمختلفةِ، وبتـماريـنِـهِ الـريــاضيـةِ الـمتـنوعةِ، وبـكارتُــهـا مـصونـةٌ محفـوظـةٌ من أيِّ تـلاشٍ، وتـظـلُّ شـريفةً عفـيفـةً عـند الـمهـووسين بفـتنـة: "شرفُ الـمـرأةِ في قـداسَــةِ فَـرجِـها" .. من جانب آخـر قـد تـصـادفُ فـتاةً للـعَـفافِ زيّـــاً تـرتـدي وللــطّـهـارةِ كـرسـيّـاً تـعتـلي ومن بـراثـن الـفـساد أشـرعـةً لاتـمـتطـي، وفـي غـفـلة منـها؛ بـحـادثـةٍ مـا، بـكـارتُـها مـع الـريح بُـعْـبُـعـاً تـخـتفـي؛ ليـتحامـلَ عـليـها القـريبُ والبـعـيدُ، ومن جـنّـةِ العـفيـفـاتِ الشـريفـاتِ تُـطـردُ، شيـطـانـاً تُـنعـتُ، وكـلّ أصـنافِ الصّـفـات الـمشيـنةِ بـهـا تلـتـصقُ.
نـحـن أمـام عقـلياتٍ خانـتِ الـــــوعـدَ وأسـاءتِ الفـهـمَ، فـانقلبـتْ معـها كـــلُّ الأشيـاء ضِـــدّا.
البـكارةُ تسـاوي الـشّرف ..!!، متى يـصـحّ القـولُ هـذا أمـام الـحالـتَـيْـن السّـابِــقِ بسـطُـها، وفـي الـمجـتمـع الـمغربـي، عفـواً الـمـخربي - المخرّب جسـداً، سلـوكاتٍ، تصـرفـاتٍ، عقـليــاتٍ ...- كـثُـرَ وقـعُـهـا، فتياتٌ بــالآلاف تــعــدُّ شـعـارَهـا "وحْــدَة هِـيَ اللّـي تْـعِـيـشْ حْـــيَـاتْـها اوتْـردْ البـال لْـفْـرْجْـهـا، والـزّوجْ وقْــتْـمّـا جـا، كَــاعْ مازربـانه" .. كـذلـك أنـصـافُ الـرجـال شـعـاراً سِـواكـاً بــأسـنانهـم يلـوكـون: " وبْـنـادْم هـو اللّـي ادوْزْ حْـيـاتُــو، اُو حيتْ ابْـغِـي اتْـزْوْجْ اشُـوفْ لـيه شي بـنتْ دارْهْــم".
يـالــه مـن زمـان غـاب فيــه الضّـمـيرُ وكـثُـرَ مهـنـدسُـو تشـييـدِ شـعاراتٍ لأبـنــاءِ وبنــاتِ اليومِ والــغَـدِ تصـبـحُ ثقـافـاتٍ، وبـها يستحـقُّ الشابُّ صـفة " المتحـَضِّــر " والشـابة سِمَـةَ " راهَـا بْــنْـتْ الــيُـومْ ".
الـكـلام عـن البـكارة وعـلاقـتها بـالشرف لـم ولـن ينتهـي، فحتى وجـودهـا تطبيبـاً بات يحصـلُ، وعـن مـزاعـم عُـشّـاقِ افـتضـاضِ البـكارةِ فـي ليـلة الـدّخـلةِ للـتـلـذُّذِ بـفـحولـةِ مـوهـومـةِ لـم تـعـد حقيـقةً أمـام صنـاعة الصّـين وغـزوهـا الأوطـان العـربية، فبتنـا نسـمـع عـن: بـكارةٍ مدّة صلاحيـتهـا أربعـة وعـشرون سـاعة، بكارة يـوميـن، ثلاثة أيّــام، بـاخـتلاف السِّـعر طبـعـاً.
قـــد نتسـاءلُ: ولِـمَ لايـمـتنـع الأطـبّـاءُ عـن مـهـمّـةِ تـركيبِـها ..؟، ليـأتي الـجـوابُ طـائـراً يـرفـرفُ: "اللّـه اِعْـفُـو عْـليكم كْــلْـشِي ولاّ مْـزْوْرْ، الــطْـــبّـا اُوْ حْـــتّى فْـــرْجْ الـمْـرَة".
محمد بوشيخة، كاتب من المغرب
ورد بجريدة "عيون الجنوب"، عدد: 13، أبريل: 2010م، ص: 2.