الاثنين، 22 مارس 2010

غيـابُ فِـعـلِ القـراءةِ واسـتمـرارُ الـمـعارضِ الـدُّوَليةِ للكتابِ فـي الـمغـرب: مفـارقـةٌ على المِـحَـكِّ - الحلقة الثانية من "عـمود التيار".



غيـابُ فِـعـلِ القـراءةِ واسـتمـرارُ الـمـعارضِ الـدُّوَليةِ للكتابِ فـي الـمغـرب:

مفـارقـةٌ على المِـحَـكِّ ..


بلـــغ عـددُ دوْراتِ الـمعـرض الـدُّوَلـي للــكتــابِ فـي الـمغـرب سـتّ عشْـرة وقـيـمةُ الأمـوالِ الـتي تُـنفَـقُ عـليهـا لاحـاجـةَ للبـحثِ عـن تحـديـدِهـا، فـهي ثـقـيلـةٌ وزنــاً بثِـقـلِ مـرارةِ ضَـعـفِ فِــعْـلِ الـقـراءةِ على ذوقِ وذائقــةِ محـبِّـي هـذا الـوطـن الـجـريـح، كـما انتـشـارِ جـرثـومـةِ الأمـيّـة بيـن صــفـوفِ الـمـواطنيـن، وسـوءِ الحـال الثقـافيةِ وسْـطَ الـمحسُـوبين عـلى جسـمِ الـثقــافة.
فـي كـلِّ الـدّوراتِ يسـمـعُ الـمـواطِـنُ عـن أهـميّـةِ دورةٍ على أخـرى، والـجديــدُ الذي سيكـسُـو هـذه عـن تـلك، فـي الوقــتِ الذي لايكــون فيـه الـجـديـدُ غـير تبـديـلِ مسـؤولٍ بــآخـــرَ، وشـعـارٍ بقـريبٍ منه دِلالـةً وبعـيدٍ عـنه صـياغـةً، أمّــا الأكـثـرُ جِـــدّةً وتـجـدُّداً هــو تبسيــطُ الـمـفـارقـةِ بيـن الـضّـوءِ (= البـهـرجةُ، والتسويقُ الإعلاميّ + ...) والـظـلامِ (= الأميةُ، الجـهلُ، غيابُ المقرؤيــة + ...).
ليس الـمتتبـعون أغـبيـاءَ بـالقـدرِ الـمعـتـقَـدِ، فـاسـتـمرارُ هـكـذا مشـاريـع ثـقافية - غير خاضعـة لتخطيط ورؤيــة ثقافية واضحة المعالم لها أفق ترتهن به - بـوزنـهـا الـدُّولي، وإشـعـاعـهـا الإعـلامـي لايسـلم منـه الـمسـؤولون عـن الـمسـاءلـة ..
مـامـوقـعُ ودورُ الـمعـارض الدّولية في التنمية الـثـقـافـية الوطنية في ظـلِّ ضَـعْـفِ الـمـقروئيـة وانتشـارِ الأمـية بشكـل فـاحش ..؟.
أليس من الأولـى تفـويتُ نـفْـقـاتِ هــذه الـمعـارض في مـاينفـعُ الـدّاني والقـاصي من المواطنين الـمغـاربة؛ من حيث تشجـيـعُ القـراءةِ وتفـريخُ المكتباتِ في أقاصي المغرب ..؟؟.
أيّ وجـهٍ للـمقـارنـــةِ بين الاستمراريـةِ فـي الـمعـارضِ الـدُّوَلـيةِ الـمُـقـامَـةِ على أرضِ الـوطـنِ كـلّ سنـة ومغـاربة لـم يجـدوا بـعـدُ مقـعـداً دراسيـاً، ومنـاطق أخـرى تشكـو غياب حُـجْـراتٍ دراسيـة ..؟؟؟.
تبقـى الأسـئـلةُ عـديدةً ومُـــرّةً ومُــوجِـعــةً، وإذا لـم تـركّـز الـجـهاتُ الـمعـنيّـةُ في انطلاقــتِهـا للإصـلاحِ والـتّـنـويـرِ مـن العُـمـقِ ومـعالجـةِ الـــدّاء مـن أصـولِـهِ ظللـنا نبني على الـخـواءِ كما كــان دأبُــنـا، ونحـصِّــلُ رُتــبـاً ذيْـلــيّـةً فـي ترتـيبِ نِسَبِ الـمـقرُوئيـةِ و في الثـقـافة الـمتـحركة لا الجـامدة، ورُتـبـاً رأسـيّـةً فــي شبـح انتـشـار الأمـيّة، وإلاّ فـالـمعـارضُ بحجـمـها ووزنـها ليست لـكلّ الـمغـاربة ولا تلتفت للـوراء، بقـدر مـا تلهـثُ من وراءِ استـبـاقاتٍ غيـر محـسوبةٍ، أكـيـدٌ أنّـهـا في عـمـقِـهـا لـن تغـطّـيَ مـن واجِـهَـتِـهـا الـخَــلَـلَ الحـقيقـيّ.

محمد بوشيخة
mljabri1979@hotmail.com
........................................
نُـشر بجريدة عيون الجنوب، العدد: 12، مارس: 2010م

التلميذ عبد الحميد الناجم في ذمة الله - أقاايغـان، إقليم طاطا، جنوب المغرب ..


فـي تـلـك الرحلة المشؤومة وبتلك السيارة السّـائـحـةِ يلقى تلميذ في عــزّ عمـره (= 17 سنة)، يدرس بالجذع المشترك حتـفَــهُ إثـر حـادثة سيـر مـروعــة، قـذفت بـه بعـيداً عـن الحـركة وعن الواقـع؛ إذ ظـلّ المفقـودُ في غيبوبتــه منذ الـحادثة (= 02 يناير حتى 24 منه)، ليفارق الحياة في مستشفى الحسن الثاني بـــأكـادير.

على بُــعْـدِ كيلومترين تقريبــاً من دوار تسكموضين، البعيد عن قيادة أقاايغان بـــخمسة كيلومترات وقعتِ الـحادثـــةُ، الضحية في الصورة هو الثاني على اليمين رفقة زملائه في رحـلة صحراوية وصاحب السيارة في سياحة مغربية؛ وإذْ هم سائرون في الطريق، في كوكبة تملأ الطريقَ كـلَّــهــا – كما صرّح أحد المرافقين – ولأن السيارة في سرعة – يضيف الذي التقته الجريدة – وبعد أن رنّ صاحب السيارة عليهم، مطالبا بإفراغ الطريق، تفرقـوا يُـمْـنَــةً ويُـسرةً؛ ولأنه أراد أن يهرب عنهم جميعـاً، مفرغــاً هو الآخر الطريق إلى اليسار اصطدم بالتلميذ المتوفى الذي اختار الجانب الأيسر، تاركين جميعهم الطريق السيّـار فارغة لتشهد بأم عيونها الحادث المروع.

مباشرة بعد الحادث نقل صاحبُ السيارة الضحيةَ إلى المستشفى المركزي بطاطا وبعده أُخِــذَ بأمـــرٍ من مسؤوليه إلى مستشفى الحسن الثاني في أكادير.

إنا لله وإنا إليه راجعون ولامرد لقضاء الله وقدره، لكن حيثيات الحادثة تتطلب توقّـفـاً مُــلزِماً لكل متتبع، اتصلت الجريدةُ بعائلة الضحية يوماً بعد وفاته والتقت بعضاً من أفراد عائلته؛ الذين مازالوا مصدومين بهول الحادثة، الـعـمّ متسـائلا: " لِـــمَ كـل تلك السـرعـــة من الأجنبي وهو لم يبتعد كثيــراً عن دوار تسكموضين ..؟؟، بل ولـماذا لم تــضع الـجهـات الـمسـؤولة الإشارة الطرقية (= انظر الصورة أعـلاه)؛ إلا بعد الحادث؛ - يضيفُ العـمّ - : علما أننا راسلنا الجهات المعنية أكثر من مرة باسم الجمعية؛ لأجـل ذلــك ولم يلتفتوا إلينـا أبـداً".

وماقـد يـدلّ على ارتجال وضـعِـها فـعلاً وجود حـرف "الزّاي" بـدل حرف "السين" ..

أسكن الله الفقيد فسيح جناته، ولتكـن الـواقعةُ محطّـةً يعـيد فيها سكان بلدة تسكموضين النـظـــرَ في طريقة تفكيرهم، ولـيضـعـُــوا يـداً في يـدٍ من أجـل  النهـوض بالبلد ..



متــابعة محمد بوشيخة ..

نُـشرت المتابعة بجريدة عيون الجنوب، العدد 12، شهر مارس، سنة: 2010م

انـفلاتُ قيـادةِ الـسيارةِ مـن سائقِـها كــــادتْ تُـودِي بـحياةِ عشـر تلـميـذات - أقاايغان - طاطا




لـولا لطـف الله وبسببِ عمـودٍ قصيــرٍ شبيـهٍ بالذي يُــعـلِنُ عن عـدد كيلومترات الطريق – السيارة مِـنْ على تـلك القـنطرة الـمشؤومة، لَـكـانت التلميذاتُ والسائقُ فـي خـبــر كـــــان ..!!.
يـــوم 08 فبراير صبـاحاً، تـزامُــنـاً طبعـاً مـع الحـديث الـدّائـر عـن إمـكانية إضراب قطاع النـقل عـن العـمل وسْـطَ قنطرةِ وادي القـصبة، في الطـريق الـرابطـة بين أقـاايغـان وطـاطـا، بمـقـرُبـةِ الـمـنعـرج بين تسينت وطاطا والـمؤدّي إلى أقاايغـان حـدثـتِ الـواقـعــةُ.
تـوقّـفنـا عند مـكـان الـحادث وعاينّـاه، فرأينـا الــتلـميذات وكـأنّ لسـان حـالهـنّ يـردّدُ " زُرنـا الآخـرة وعُـدنَ ..!! "، السؤال الذي وَجَـبَ طـرحُـهُ: هـل مـن الـمعقول لا القانوني حـتى أن يحـملَ الـسائقُ عـشر تـلميذات في سيارته ..؟، عـلمـا أنّ الإضـرابَ المزمع القيام بـه يـومـذاك مـحورهُ الاعـتراض عـن مدونة السـير الجـديدة .. هـل أرواحُ الـناس باتتْ أرواحَ ذبابٍ لـم تــعد تـهم أحـداً، وتكفي حصيـلةُ السنـة الـفارطة من عـدد قتلى حوادث الطرق لــتـكـونَ عـبرةً ..!!.
مـن بـعـدِ الـحادثـةِ التقتِ الـجريدةُ الــعديدَ من سكان دوارَيْ أقاايكرن وأقاايغان فحـدّثـوا مراسـلَـهـا عـن أنَّ السّـائقَ يـعاني ضَـعْـفـاً في البصـر ولـعـلّـه الـدّافـع من وراء مـاحـصـل، إلى جـانبِ طبـعاً تـجاوز حَـمـولةِ السـيارة ورداءة الـطريق وضِـيقِـهـا، لذلك يُـفـرَضُ سـؤالٌ آخـر: هــل تـهُـــونُ عـلى الآبــاء أرواح بنـاتهـم وهـم الـعارفـون بسـائق السـيارة؛ إذ هـو مِـن دوارهـم ..؟؟، أيّ منطقٍ يحـكم العقـلية هـاته فـي هـكـذا أمـر ..؟.
أخـيراً وإنْ أظـهرتِ الـصورةُ نسبةً ضئيـلةً تفـصـلُ عـن الـكارثة؛ فـإنّ تـلميذةً واحـدةً هـي التي تعــنّـفَـتْ قـليـلاً وظـهر بـعضُ الـدّم مِـنْ عـلى أنفِـهـا .. كـما أنها واقـعةٌ أعـادت للأذهـان موتَ ابن ثانوية المسيرة الإعـدادية عبد الـحـمـيد الناجم في نفس الطريق وبحادثة سير أيضـاً بحـر شهـر ينايـــر.
يكـفي تـهوّراً أيّــها الـسائـقون وكـفى جـهلاً أيّـها الـنـاسُ ..!!.

متابعة: محمد بوشيخة
...................................
نُـشرت الـمتابعة بجريدة عيون الجنوب، عدد: 12، شهر مارس.