الثلاثاء، 23 فبراير 2010

سيـاسـتُـنا الخارجيةُ ولعـبةُ الـمسـماة أمينتـو حـيدر - الحلقة الأولى من "ضد التيار"


سيـاسـتُـنا الخـارجـيةُ

ولـعـبـةُ الـمسـماة أمينتـو حـيدر

عـــادٍ جــدّاً ألاّ يلـتفـتَ سيـاسيُــو الــدّولةِ الخـارجيون لبـرلـمانِــيـنا وممثلي الأحزاب؛ لأنـهم لايـمثـلوا في الأصـلِ إلاّ أنـفـسَـهم، لـكن ألاّ تُـطِـلَّ الـوزارةُ المـعنيـةُ ولو مـن بـــابِ جـسِّ النّـبض أو مـاشـابه ذلـك على رأي الـشّـارعِ الـمغـربـــي؛ في أزيـائـه المـختلفة والمتعـدّدة (=منـظمات، جمعيات المجتمع المدني و ....)، فـذاك أمـرٌ مـخـزٍ حـقّـاً.

لـعبـةُ الـمسـمّاة أمينتــو حـيـدر أظـهرتْ وبـالـمكشـوفِ فَـشَـلَ دبلوماسية سيـاستنا الخارجية، التي تلعبُ على شـعارِ "زْكّـي الـطّـــرْح أصاحْـبِي لايْــعِـيقُـو بينـا مَــافِـــدّيـنا".

نعـم ومَـنْ يـــر غير ذلك من المواطـنين، فـإذا صـرخ مـمـثـلو أنفسـهم فـي أكـثر من مـنبر إعـلامي أنّ اللـعبةَ كـان أولى لـها أن تـأخذَ مـساراً آخــرَ لو تَـــمّ تطبيـقُ الـمساطــرِ الـقانونيةِ في حـقِّ المنـتفِـضَةِ من مغربيتها بطريقــةِ " المْـغْـرِبْ شِــيْــنْ اُوخْـبْــزُو زِيـنْ "، فإنّ الـمغــاربةَ بـاعتـبارهـم شعـباً يغــارُ عـن أرضِـه حتى الـنّـخاع مـاأرادوا هـكذا خـذلان تـصـنـعُـهُ الـخارجية.

المـغربُ أرضـاً عـزّتُـــهُ فـي مُـعـمِّـريـه شـرقـاً وغـربـاً، شمـالاً وجـنوبـاً، ومَـنْ تـبـرّأ منـه فـهـو لـه قـائـلُ: " تــبّـاً والـطوفـانُ من بعـدِكَ "

أمّـا أن يسـهرَ مَـنْ هـم ضـحيّـة اللّـعـبـةِ؛ لأجـلِ إعـادةِ تــقديم طَـبَـقِ هـويّـةٍ مـكـلّـلٍ بـالذهب للـمولـوعةِ بـاللّـعِـبِ على مشاعـرِ الوطنية وتمريغِــها في وحْــلِ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وسائر بلاد العالم . فذاك أمر لا يرضى بـه كـلّ الـمغـاربة.

لأنّ الـمواطـنَ المـغربيّ حـــبّــــاً فـي وطـنه يحنـي رأسَـهُ الـمُـثـقَـلَـةَ اســتجابةً لـكلّ الـضّـرائبِ التي كـسّرتْ أضـلُـعَـهُ فـهو – حـبّـاً في وطنِـه أيـضـاً – لايقـبـلُ الـتّـلاعـبَ فـي القـضايـا الـوطنية الـمصـيرية.

mljabri1979@hotmail.com

......................................

نُـشر العـمود في جريدة "عيون الجنوب"، العدد: 11، فبراير، سنة: 2010م.

للكاتب الـصّـحفي: محمد بوشيخة

الـكوميدي الـزاكوري "محمد باسو" لـجريدة عيون الـجنوب

1- حَــدِّثْ قــارئَ جريدة عـيــون الجنـوب عـن طفـولــتك، قــبـل وأثـنــاء التـعـلـيم الابتدائي.

ج:1 = كان دخول المدرسة حلماً كبيراً لطالما راودني، وكباقي الأطفال كان اليوم الأول في القسم يوم عيد بالنسبة لي، كنت تلميذاً متفوقاً بكل تواضــع؛ لكن بعدها لم أستطع أن أواصل في نفس المستوى. تـصــوّر " جْـبْتْ معدل 7 على 10 فالتْحضيري اُو فالسادس جبت 4 "هو تطور ملحــوظ " كُـونْ كـايْ يْـبْداو بالسّادس ويـساليْـوْ بالتحضيري". كنت تلميذاً مشاغباً داخل و خارج القسم و منضبطاً داخل المنزل لأن أبي كان رجلاً صارماً للغاية بالدرجة تَــاعْـرَابْتْ " حْــرْشْ بْــزّافْ ".

2- الفنان بـاسّو مـاذا خـالـجَـكَ وأنت تـتـبارى مـع ذاك العدد الهـائل ضمن المسابقة ..؟، ومـاهـو أفـْـقُ الانتظار الذي استـوقَـفَـك أثناء وقبــل الإقصائيات ..؟؟.

ج:2 = لم أتوقّـــع أبداً أنني سأتجاوز المرحلة الأولى من المنافسات إذا علمنا أن عدد المشاركين تجاوز 1600 متبارٍ جاءوا من مختلِف مناطق المغرب, ولكن بفضل الله والمجهودات التي بذلتها تجاوزتُ مراحل الإقصائيات الستة بنجاح، في الواقع راودني هاجس كوني أنحدر من منطقة نائية و بالتالي فكيف أضمن مكاني داخل هذا الكم الهائل من المتنافسين.

3- باسـو كيف تلقّـيتَ فـوزَكَ فـي الـكومـيديـا ..؟، وكيف هـو وقْــعُـهُ عـلى عشيـرتك الـصغيرة وعـامة زمـلائـكَ ..

ج:3 = كانت فرحة كبيرة لأنه بالنسبة لي حطّمتُ الرقمَ القياسيّ ليس في المنافسة فقط؛ لكن سأكون أولَ وجه يظهر في التلفاز .. أوّلْ كمّــارَه مْـنْ تمْـكْروتْ غاتْــبَانْ فــالتْلْفَـــزَه.

بعدها مرحلة النهائيات التي و بفضل الله تجاوزتها بنجاح رغم شراسة المنافسة، هناك أمـــرٌ أودّ الإشارةَ إليه و هو تلك الروح الرياضية التي سادت بين المتنافسين عن اللقب لا أقول هذا لأنني فُــزتُ باللقب ولكن هذا أمر هـام جداً لابـد للمتتبع من معرفته.

الفرحة أكبر عند العائلة كان أبي فــخــوراً جداً .. حِــيـتَـاشْ أوّل مرة غانْـحْمْــرْ ليه وجهو غالباً كـانْــقْـفْـرها فْــبْـزّافْ تْــلْـحْــوايْــجْ .. كان شرفاً كبيراً أن أمثل المنطقة أحسن تمثيل، زاكـــورة تلك المدينة الصّامدة أمام كل الظروف المُـزرية و التهميش على كل المستويات و الأصعدة.

4- جـاء فـي تقـرير الزميل "اسماعيل أيت احـماد"، ضمن جريدتنا، العدد: السادس، الصفحة الأخيرة، ورد "أن محمد باسو وجد صعـوبةً فـي التوفيق بين الـمسرح والدراسة، فاختار العِـلمَ أولاً وأجّـل التفرغ لفـن الكوميديا حتى أنهـى دراسـته الـجامعية" .. أصـحيحٌ أنـه تـأجيـلٌ وفي النهاية ولـوجٌ إلى عالمه (= عالم الفن) أم أنّ الجامعــةَ رَمَََـتْـــكَ – كما الكثيرين طبعا – بشـهادتها المسماة عليا في ميدان الكوميديا، وكـأنه تخـــرُّجٌ بمعنى آخـر من شعبة يمكـنُ نعتهـا بــ"الفنية" .. بشـكل آخـر لو وفّـرت دولتُنا لسي باسو وأمثاله منصبَ شـغل أتـجـوزُ معك المعادلة تلك ..؟، علماً أن الأمر لايعني عدم القدرة على التوفيق بين العمل والفن ..!.

ج:4 = أعتقد أنه لو وفرت لي فرصة عمل قبل الــكوميديا لما عرفني أحد لأن كــلّ ما في المسألة هو أن البرنامج تزامن مع فترة شرود "مـاكـايْـنْ مـايْـدّارْ". فعلا كنتُ أحلم بمجموعة أشياء لكن ليست بمستوى الظهور على شاشة التلفاز كنت أعشق المسرح و أحب الخشبة أكتر من أي شيء آخر، أجد نفسي في إضحاك الناس، شاركتُ في تظاهرات مدرسية وجامعية بالخصوص لكن هَــمَّ الدراسة دائما كان يرسخ فكرةَ كون ذلك مضيعة للوقت و بالتالي رفعتُ شعار الدراسة أولاً و الفن بعدها فما إن تخرّجتُ شاركت فـي البرنامج و فزتُ .. " بْــحَـالْ دُوكْ الأفلام الأمريكية بيه فيه ".

5- الكوميدي باسو والمتلقي يتابع حَــلْــقاتِـكَ الكوميديةَ التي شاركتَ بها / فيها وفُـزتَ يـؤرقُـه سـؤال: هـل فـعـلُ الكوميديا عندكَ ارتـجالٌ أو صنعـةٌ ..؟، بصياغة أخرى: ألا تستعـد لأجـل تَـفْــكِــيهِ (= من الفكاهة) الناس وتراعي بالضرورة أبـعادَهـم النفسيةَ وهـمومَــهم الاجتماعيةَ وتركز في الوقت ذاته على مايجعلهم يفتحــون لـكَ قلوبَـهم قبل أفواهـهـم (= بمعنى يضـحكـون).

ج:5 = الاستعداد لأيّ عمل من أجل إضحاك الناس أمر ضروري مهما كان الفنان هناك أمور يرتجل فيها و هنا يتجلى عامل الموهبة و هناك في المقابل أمور يجب ضبطها و حفظها عن ظهر قلب خشية نسيانها. نحن نؤمن بأنه كلما استعددتَ أكثـر كلما كانت الأمور أحسن. من هنا نستخلص أن الصّـنعة شيء و الارتجال شيء آخر. الكوميدي لن يرتجل طوال حياته و إلا فسيدخل قفص النمطية. الصنعة و الاستعداد الجيدان هما اللذان يتيحان فرصة الارتجال فيما بعد.

6- باسو سبقَ وقلتَ " أنا لا أختار المواضيع؛ بل هي التي تفرض نفسَـها، هناك مايسمى بالإلهام وتفاعل الإنسان مع مواضيع يعيشُـها في حياته اليومية ومايقع في المجتمع يبعثُ على اختيار موضوع يستحق معالجته ..." .. السـؤال: قـولُـكَ " الإلـهام ثـم موضوع يستحق معالجـتَـه"، أنفهـمُ منه " أنّ قالبَ الكوميدية عندكَ موهبةٌ، في حين الاشتغال على المواضيع لأجل تـفكيهِ/ إضحاكِ الناس تختارها بعناية، وتتماشى مع عجلة المجتمع المغربي وأحيانا العالمي ..؟؟.

ج:6 = بالنسبة لي الاستعداد لأيّ عمل يحتّـمُ عليّ اختيــارَ الموضوع فعندما أختارُ الحديثَ عن الأنفلوانزا اتْـشْــوَانْ إنْـوانْ.. فْـالْـحَقيقه هي راه سميتها عْطْسْ وَانْ لْسْــقْـها فْــرْضْــوانْ.

فالموضوعُ في نفس الوقت يفرض نفسه لكونه موضوع الساعة و المثل ينطبق على باقي مواضيع العصر. مناقشةُ أيّ موضوع يحتم عليّ مراعاة كل الأبعاد النفسية, الاجتماعية والدينية، فرغم غِـنى الثقافة المغربية إلا أنه هناك خطوط سوداء و ليس حمراء .. حِــيتاش كُـولْـشِي كَيْ حْــرْكْ اضّو لْــحْمْــرْ.

7- الكوميدي باسّـو يُـقـال "كْـثْـرْتْ الـهْـمْ كـاتْـضْـحكْ" إلى أيّ حـدّ يجوز هـذا الكلام، أليس الأصَــحّ: " كْـثْـرْتْ الـهْـمْ كــاتْـخْـلِّـي بْـنَـادْمْ اِضْـحّــكْ (= أي يُـضْحِـكِ النّاسَ)".

ج:7 = هذه مقولة قديمة عند أجدادنا، معناها أنه عندما تتفاقم عليك المشاكــلُ والأزْمــاتُ تجعلك رغم كـلّ المرارات تتحدث عنها بطريقة تجعل المخاطب يضحك، هذا هو معنى كثرة الهم تُـضحك، فغالبية الأشياء التي تحدثتُ عنها في مجموعة من السكيتشات كلها مشاكل و هموم سواء أكانت تخصني أو تخص المنطقة أو قضايا الوطن بصفة عامة.

8- ألا تـلاحـظ أنّ الثقافة الزاكورية المحلية وهبتـكَ مـخزونـاً تُـضـحِـكُ بـه جمهوراً غير زاكـوري ..؟؟.

ج:8 = بالفعل تـلك اللّــكنة الــزّاكوريــة البريئــة ساعدتني كثيراً طيلة فِــقْراتِ المنافسةِ، كنتُ ألتقي العديد من الجماهير في الشارع يقولون إن طريقة الكلام تعجبهم، ومِــنْ ناحية أخرى الحديثُ عن الثقافة الزاكورية ساعدني؛ لأن الكثيرين لا يعرفون ما تختزنــه المنطقة من مؤهّــلات مَـناخية و اجتماعية و ما تعانيه من مشاكل مغايرة تماماً لما يعيشونه في مجتمعهم الحضاري، كلُّ هذه العوامل لعبت دوراً إيجابيـاً بالنسبة لي ككوميدي انحدر من هذه المنطقة، الكثيرون استحسنوا الفكرةَ و اعتبروا أن الحديثَ عن زاكــــورة أمــر هـام سيدفع بشكل أو بــآخر بعجلة التنمية بالمنطقة إلى الأمام لكونها منطقة سياحية بامتياز.

9- من خـلال فِــعلك الكوميدي، ألا تر أنّـكَ تـمارسُ سيـاسةً مـا – مع العلم أن كل إنسان إما أن يمارسَها أو أنها تُمارَسُ عليه – تعـبِّــرُ بها عن موقفٍ ما، وفي ذلك تـهكُّـمٌ على سياسات حكومية فاشلة في معظم الميادين، مثلاً قولُـكَ "تْــعـليمنا هـزُّو الْـمَا اُو ضْـربُـو الضُّـو، أَشْ مْـنْ ضُـو، قربُـو الضّـو بْــعْـدَ الْمْـدْرَسَه، الْمْدرسه فِـيْنْ قريـتْ أنا فيها بُــولة وحْـدَةْ اُو فيـنْ؟، فْــدَارْ المُــديرْ، اللِّــي وسْـطْ المدرسه..!!" ثـــــم قولُـكَ مــرّة أخـرى " التعليم مَكَـانْ اللِّي بْـغَــاهْ" ..؟؟.

ج:9 = أنــا لا أمارس سياسةً معينةً بقــدر ما أحاول دائماً الحديثَ عن المخططات الفاشلة دون مزايدات، وذلك من أجل نقدٍ بنّــاءٍ يساهم في الرُقي بالمجتمع إلى الأحسن ليس فيما هو سياسي فقط ولكن في كل المجالات.

10- يُسَـجّـلُ لـك تـعامـلك بـذكـاء مع المواضيــع؛ إذْ بَـقِـيـتَ مـرتبـطاً بـما يشـغلُ شـرائـحَ مخـتلفة من المغاربة ( تفـكّـك جسد التعليم بالمغرب / أزمة المنتخب الرياضي الكروي المغربي)، السؤال هـل هذه الأمور عندك محسـوبة ..؟؟.

ج:10 = نعم هي أمـــور محسوبة أحاول دائمـاً أن أناقش مواضيع مرتبطة بالمستجدات؛ لكونها تشغل بــالَ الناس و تكون جديدة لكونها لم تُـتَــنَـــاول من قِــبَــلِ أيّ شخص آخر، كما أن الجمهور ينتظر منك أشياء جديدة.

11- من الصّعب أن يضحِـكَ المرءُ الناسَ، في حين من السّهـل أن يبكيـهم، كيف تستطيع أنتَ إضحاكَـهم ..؟؟.

ج:11 = إضـحاكُ الناس هـو من السهل الممتنع حيث إنّـــك في بعض الأحيان لا تكون واثقــاً من أنّ ما أعددته سيضحكُهم، الجمهور يختلف حسْبَ اختلافِ الزمان و المكان وكذا الأعمار إذْ لابــدّ من مراعاة كل هذه العوامل، قلّـةُ الجمهور مثلا قد تكون عاملاً سلبياً في بعض الأحيان حيث تكون الأذواقُ محدودةً، فذلك الصوت الذي تسمعه من الجمهور من ضَــحْــكاتٍ و صياح و تصفيقات، كلّها أشياء هـامـة ترفــع من معنويات الفنان و هذا ما يسمى بالتجاوب, فالحَـفْــلاتُ العائليةُ مثلاً ليست كالمهرجانات, وعندما أخاطبُ الشبابَ يكون الأمر سهلاً من مخاطبة الشيوخ مثلاً, هذه فقط أمثلة بسيطة.

12- سـؤال عــام: أليس مــن الضرورة أن يرتبــط فـعلُ الكوميديا بفعل الكذب ..؟؟، وهو الكذب الأبيض - إنْ جاز هذا التعبير الشائع، أقصد الكذب الأبيض- والمتلقي سمع منكَ بالحرفِ " إلى ماكذْبْــتِ ماتْـضْـحْـكْ".

ج:12 = هذا في نظري ليس كذباً بقـدر ما هو مبالـغـةٌ في نقل المعلومة بدل أن نقول مثلا "طُـوبيس خَــاسْرْ نـقول طُـوبيس تْـقْـسْمْ على زوج"، هي مبالغة إذن، في الواقع الحافلة لم تنقسم إلى شقين و الجمهور ليس بتلك الغباوة كي يصدق أنها بالفعل انقسمت, ولكن من خلال ما قلت يفهم ضمنياً تلك الحالة المزرية التي تعيشها حافلات النقل العمومية بالمغرب، في بعض الأحيان قد تتناول أشياء من نسْــج الخيال ولكن الجمهور يفهم مباشرةً أنها أشياءُ غير واقعية و أن هدفَــك ليس هو الكذب بقدر ما هو إضحاكهم في الأخير.

13- بـاسُّـو حدِّثــنـا عن أيِّ مساعدة تلـقّيـتهـا بعد فوزك تجـعلُـكَ تأمَــلُ خيـراً فـي هـذا الـعالم الكوميدي، وتـرى النـجاحَ ممكنـا في طـريقـه.

ج:13 = لم أفهم أي نوع من المساعدات تقصد؛ فإن كانت مادية فلا تهمُّـنـي بقدر ما أنـا في حاجة إلى الدعم المعنوي من الجمهور، فـحبُّ الجمهور ليس له ثمن، بالطبع في المغرب لابد من المال لأن الظروف باتت صعبة شيئاً ما، ولكن في هذه الفترة نحن في حاجة ماسة إلى من يــدفع بنا و يشد على أيدينا و ليس من يستغلنا باسم عقود ظالمة لربح الأموال الطائلة لا أظن أن عزيزي القارئ على وزن زيزي لفهم الرسالة. هناك من يختبئ وراء الشعرات الكاذبة من قبيل تشجيع المواهب الشابة لاغتصاب الشباب و استغلالهم، هذه جريمة يمكن من خلالها مراجعة النصوص القانونية و درجها في ما بعد مع ملفات الإرهاب لكونها تسلب الشباب حرية العيش بسلام دون أي مخاوف أو ضغوطات، كوميديا فتحت لنا بابـاً من خلاله اكتشفنا الجمهور لأول مرة ولكن في المقابل أغلقت أبواب كثيرة حيث أصبحنا مقيدين وراء عقود مجحفة بطاعة الأوامر وتنفيذها كما يقع في الثكنات العسكرية بالضبط.

14- في جملة جواباً عـن كل محـدّد، ماذا تقـول عـن ..؟؟.

الكـوميديـا في المغرب / الإعـلام المغـربي / الإنسان الـزاكوري.

ج:14 = الكـوميديـا في المغرب: هناك مايُـضْـحِكُ الناس وليس مَنْ يضحكهم، نعيشُ أزمة حقيقية، الكثير من الفنانين ابتعـدوا عن الواقع و البساطة في تناول الواقع و لـجـأوا إلى التصـنّـــع، هناك من يُــرغِــمُ الناس فقط على الضحك، كما أن غيابَ الكُـــتّـابِ في ميدان الضحك ساهم في هزالة البرامج الرمضانية.

= الإعـلام المغـربي: هناك تطــوّر ملحوظ فيــما يخص نوعية البرامج لارتباطها بالواقـــع؛ لكن هناك خصاص كبيــر فيــما هـــو ثقافي واجتماعــي.

= الإنسان الـزّاكــوري: إنسانٌ بسيط لكن في عُـمقِـه يحملُ قيـمـاً إنسانيةً رفـيـعـــةً قد لا تُـــتـــاح له الفرصة للتعبير عنها، إنسانٌ صبـورٌ رغم الظروف.

في المغرب طاقـاتٌ في شتّـى الميادين تستحق التشجيع والدعم و يمكنها أن تصــلَ إلى مرتبة النجومية العالمية وتـــرفـــعَ رايــةَ الوطن الحبيب، يبقى الإشكال فقط في منــح الفرصة لها لترى النور و استعادة الثقة.

15- كلمـة أخيــــرة:

ج:15 = عندما يكـــون المـالُ هـــو الهــدف الأول من الفن تضيــع قيمة الفن.

......................................

حـاوره الكاتب الـصِّــحـفي: محمد بوشيخة

الحـوار منشور في جريدة عيون الـجنوب، العـدد: 11، فبراير 2010م، ص: 14.


ضــد التيـــــــــار - عـمود شهـري ضمن جريدة عيون الجنوب - محمد بوشيخة



تـقـديم عــمود ضـــد الــتيـار - الـعدد الـعاشـر - مـارس: 2010م

ضــد التيار عـمودٌ نبتغي من خـلالِ نــافذته تقديمَ رؤى تعكس مواقفَ من سلوكات، ممارسات، منطلقات، أعراف، توجهات، سياسات، طقوس وطبوهات ....

ضــد التيار قد تظهر من خلال سلسلاتِه صـورٌ متناقضةٌ في خـطّـه وتوجهاته، لكن يبقى القارئُ الـفـطِـنُ والـمُـدرِكُ لـمفهوم التيـــار، مستلهِـماً ألوانَه وانحرافاتِـه الـمتعـدّدة، أنّ التناقض في التحديدات السالفة الذكـــر.

ضــد التيار عـنوان أكبر لعـناوين كبيرة، تعتمـد الحفـر والنقـد ثم التعرية والفضح في قـوالب مختلفة؛ نترك القارئ يعيشُ مخاضاتِـها ويكتشف هـوياتها.

الخميس، 11 فبراير 2010

ثَـــلاثُ طَــعْــنَـاتٍ - قصة قصيرة جـدّاً


ثَـــلاثُ طَــعْــنَـاتٍ - قصة قصيرة جـدّاً


عـلى "الـشّـات" سَـمِـع آهــاتِــها وأنـفـاسَـهـا تـتقـاطـرُ علـيه حـــــارّةً ...

مِـــنْ مـكانِـــه البعيــدِ البعيـــدِ يـتـلـوّى يـمينـاً وشِـمالاً، يقـبِّـلُ شَـفَـتَــيْـها الـهَــاربَــتَــيْـنِ سَـرابــاً ..

خَـفَــتَ صَــوتُــهـا .. انقــطَــعَ، القُــبْــلاتُ هَــوَتْ بــها ..

رَنَّ هـاتِــفُـهُ: آلـو ... آلــــو ... آلو .. آلو ...

سيـأتي دورُك أيّــــها الــــخـائـنُ الـمـــارقُ (= ردّ عـاشــقُ الضحيّـة).