الأحد، 22 نوفمبر 2009

"لـقـــاءٌ أسـبـوعــيٌّ" و "دائـــرةُ نقــاشٍ مفـتوحة" فـي مؤسّسة ثـانويـةِ المـسيرةِ الإعـدايــة – أقاايغان – إقـليم طاطا، جنوب المغرب.





"لـقـــاءٌ أسـبـوعــيٌّ" و "دائـــرةُ نقــاشٍ مفـتوحة" فـي مؤسّسة ثـانويـةِ المـسيرةِ الإعـدايــة – أقاايغان – إقـليم طاطا، جنوب المغرب.


ليـس الـتـنـشيـط ميـاهـاً راكـدةً، نستحـمُّ فيهـا كـلَّ سـنة بنفـس الطقـوس؛ إنـما التنشـيطُ – أصـلاً – ليـخلُـقَ ذاتـاً متناميةً، مختلفـةً، لابـدّ أن تكـون صِبغـتُـهُ التـجدّد والتجــدّد الـمستـمر.

سعيـنا كـلَّ سنـة، في مـؤسّسة ثـانوية المسيرة الإعـدادية، أقاايغان، إقـليم طاطا، جنوب المغرب، رُفقـةَ مـتعلّـميهـا سبـرَ تلك الأغـوار، واعـتبار الـتجـدّد الـمنطلق الأسـاسَ فـي كـلّ عـملٍ تنشيطـي.

سنة: 2007م – 2008م، أسّـسنا مشـروعـاً أطلقـنا عليه اسم "لقــاء الأسبـــوع"؛ يستضيفُ فيه رئيسُـهُ الأستاذ محمد بوشيخة كـلّّ خـميس شخصيـــاتٍ مِــنَ المجتمــع المدني و تربويين؛ أساتــذة كانـوا أو إداريين مـع تلاميــــذ من المؤسسة؛ لمناقشة ظـاهــرةٍ تربويــة، تفرضُــها الساعةُ أو تـتماشى وحـقــلَ التربية والتعليم؛ والصــور أعــلاه تدلّ عن كلامـــنا، نـوقِشـتْ في اللّـــقــاءِ عـــدّةُ مـواضــيـعَ نـذكـرُ منها على سبيـل التـمثيل لا الحـصر:

- دراسةُ حصيلـةِ الأسـدس الأول، أسبابُ التراجع والبحثُ عن الحلول (= المشاركون: أسـاتذة وإداريون ثم تـلامـيذ).

- جمعيةُ آباء وأولياء التلامـيذ ودورُهـا في بلورة مشـروع التنمية البشرية، جمعية أقاايغان نموذجـاً (= المشاركون: رئيسُ الجمعية وأميـنُـها ثم أسـاتذة وتـلاميذ).

- الـتأخّـــرُ الـدّراسي بيـن خـلل التعليم الابتدائي ومـخاض التعليم الإعـدادي (= مجموعة من الأساتذة مـن الـمسـتويَـيْـنِ معـاً وتلاميــذ وإداريّ واحـــد).

- خـطبـةُ يـوم الـجمـعة والـمدرسة، عـلاقـةُ انـفصال أم اتّـصال ..؟، أقاايغان نمـوذجـاً (= المشاركون: فقيه مسجـد أقاايغان + فقيه مسجد آخـر + أستاذ التربية الإسلامية وتــلاميـذ).

- ظــاهرةُ الانـقـطاع عـن الـدّراسـة (= المـشاركون: أسـتاذتان + حارس عام للخارجية + مجموعة من التلاميذ اشتغلت ميدانياً على ملف الانقـطاع).

- القـراءةُ الـحـرّةُ داخـل الـوسْـط الـمؤسَّـسَـاتي (= المشاركون: رئيسُ جمعية آبـاء وأولياء التـلاميذ + فقيه المسجد + القيِّمـان على الخزانتين، الجماعية والمدرسية ثم تلامـيذ).

أمـا خـلال السنة الـدّراسية: 2008م – 2009م، إضـافـةً إلى مشـرُوعَـيْ: " المقهى الثـقافي و نادي الـصِّحـافة"، المشار إليهما في أكثر من مقـالٍ أو تغطية، دأبَ الأسـتاذُ محمد بوشيخة على تـقديم حـلْـقةٍ نصف – شهـرية بعنـوان: "دائرة نقاش مفتوحـة"، يسيـرُها الأستاذ الفـاضل الحسين طالب، تـرمي إلى خلقِ ذاتٍ متعلمةٍ جـرّيئـة، قـادرة على طـرحِ السـؤال ومـباشرةِ كـلِّ الـمواضيع التربوية، الـمتعلقة بالمحيط أو المؤسسة أو أطراف العملية التربوية حـتى ..!؟.

يتفضّـل المتعلمون اقـتراحَ مـواضيـعَ وتقديمَـها لأحـد الأسـتاذَيْـن قبل الموعد بـأسبوع، ليتمّ اختيار أحـدِهـا والإخـبار عـنه في الأسبوع الثاني، ليلتقـوا في اليوم الـمحـدّد .. يبسُـطُ الـمنشّط المـوضوعَ من وجهة نظـره، مـدّةَ نصف ساعة تقريبـاً، ليفسـحَ المـسيّـرُ الـمجالَ للـمتعـلمات والمتعلمين، كما أمام الحاضرين من الأساتـذة، قصــد الإضـافة أوالسـؤال أومقـارنة القـول بـالوضع.

كـثُرتِ الـمواضيـعُ، وقِـيـسَ عـددُهـا بعـددِ ضِــعْــفِ شهـورِ السنـة الدراسية، إلاّ مـافـرَّ منـها بسببِ عـطلةٍ أو مـايُشبـهُ ذلك.

نعـرضُ، هنـا، مـوضوعَ إحـدى الـحَـلْـقات ليـتمَّ النظـر في طبيعة هـذا العـمل التنشيطي، والعمل عـلى تقـييمـه، وإنْ كـان يـومه جـهاز مكبّـر الصـوت غير جـاهز، فتقبّـل التسجيل بـما له وعليه، وحـتمـاً مغزى الموضوع سيصـلُـكَ.

مـوضوعُ هــذا اللـقـاء:

" الواجبُ الأخــلاقي ركيـــزة العـمل الـتربوي"

( حاولنا زرع تسجيل هذه الحلقة، كما أشرنـا لكـن سـعته لم تتح لنا ذلك، وحتى ننظر في إمـكانية أخرى نترك القارئ الكريم مع التغطية ..)

تحـية ثقـافية ..

محمد بوشيخة، كاتب من المغرب

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

إصــدار جديـد للناقد الـمغربي عبد العاطي الزياني


إصــدار جديـد للناقد الـمغربي عبد العاطي الزياني





أصدر الباحث الـدكتور عبد العاطي الزياني كتابـاً جديــداً بـعنوان : "السرد والـتأويل دراسات في الرواية والقصة"، عـــن مؤسسة: sud contact، نونبــر 2009م.

يسعى الكتاب إلى رصد الطفرة الإبداعية التي بات يشهدها السرد المغربي في مجال القصة والرواية، من خلال مجموعة من الأعمال الصادرة بيـن 1990م و2006م، أضيفت لها نصوص من ليبيـا.

فقد بدأ بتمهيد حصر فيه الـجَـهد الإبداعي للرواية المغربية وملامحها الفنية وصيغ كتابتها لتليه دراسات جمالية في متون سردية لأعلام جـدّوا في رفع سؤال الكتابة فوق الحدود الممكنة للسرد، وقد انتخب العملُ أعمالَ كل من إدريس بلمليح وأحمد التوفيق وعبد العزيز الراشدي و نجوى بنشتوان وإبراهيم الكوني.

وقـد كان سـعي الباحث في المقالات الأربـع في القسم الأول المتعلق بالرواية رصد صفة التجديد والتحديث رغبة في إيضاح طبيعة الطفرة السردية التي أدركتها الرواية المغربية، وهو إمكان فني مـسّ الكثير من الكتابات الروائية المغربية و أسهم في تبلوره مجموعة من الأقلام الروائية المغربية من الأجيال الثلاثة في المغرب الحديث.

أما في النصوص القصصية فقد بدأها بتمهيد يكشف فيه عن معالم النهضة القصصية بالمغرب، منذ بدايات التسعينيات والتي بشرت بميلاد كتابات جـدّت في رفع السؤال الفني للسرد القصصي، فقد ارتفعت وتيرة الإصدارات من جهة، كما قدم العديد من الأقلام أدبا قصصيا نوعيا، وتضاعف الاهتمام بها بظهور مجلات متخصصة وإصدار مؤلفات نقدية تتابع مغامراتها، وسجّـل المهتمون والعارفون بشأنها أن الأمر يتعلق بـمغامرة إبداعية امتلكت أدواتها عبر الانفتاح على الجديد في الثقافات المجاورة من جهة أخـرى، كمـا من الاجتهاد في اقتناص جوهر العملية الإبداعيــة. لينتخب باكورة جيل قصصي جديد له أسئلة فنية مختلفة ووعي حاد بشروطه السوسيـو - اقتصادية. هكذا كان عبد المجيد جحفة و عبد العزيز الراشدي وأحمد شكر وفاطمة بوزيان وياسين عدنان من أبـرز قصاصي المرحلة وكتابها الذين سعوا كغيرهم من مجاييلهم الكثر الذين يعدون بالعشرات لتطوير أدوات الكتابة. وقد كانت بواكيـرهم جميعا مبشرة بحساسية جدية وتجربة تمتلك شروط نضجها المستقبلي.

والجدير بالذكر أن الباحث أستاذ الثانوي التأهيل بنيابة زاكورة، حصّـل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة محمد الخامس بالرباط، عن أطروحة بعنوان: "استراتيجيات التأويل في النقد العربي القديم، إشراف الدكتور محمد الدغمومي عام: 2004م ، كمـا أنه رئيـسُ تحـرير مجلة "الثقافة الجـنوبية" وعضو مؤسس لنـادي الهامش القصصي بـزاكورة، وكان قد أصدر كتابين سابقين هما:

- التراث النقدي والتأويل ظواهر وقضايا عن منشورات الثقافة الجنوبية 2009م.

- الماكرو تخييل في القصة القصيرة جدا منشورات مجلة مقاربات يناير 2009م.

ولـه تحت الـنشـر:

- أسئلة الهيرمينوطيقا والتأويل في الثقافة الغربية، منشورات وزارة الثقافـة.

- ظواهر نقدية في النقد العـربي القديم، منشورات الـمركز المغربي للطباعة والنشر.


الأحد، 8 نوفمبر 2009

أحــيانــاً يــلِــــــــــــدُ الـهامـــشُ مـاعــجِـزتْ عـنهُ الـمراكـــزُ ..!!














أحـيانـــا يَــلِـــدُ الــهامــشُ مـاعـجزت عــنه الــمركـــزُ.

كلما حان موعد المعارض الدولية في الأوطان العربية إلا وكُـشِف الغطاء عن حقيقة إنما تحتاج مَـن يتلفظ بها فقط، فهـي الواضحة وضوح الشمـس في عـزّ النهـار، الشعب العـربي قـوم لايقرأ، ونحن لانـريد أن نضيف القول الشائـع " وإن قـرأ لايـفهم"؛ لأنه أصلا وبدون مواربة لايقـرأ، التعـميم هنا لامحل له، فالحديث يخص السواد الأعظم وليس كل منتسب لهذ الوطـن الحبيب.

عُـقِدت نـدْواتٌ وكُتِبَت مقالات عن ذلك، وبَـيَّـنَت الصورة َ بشكـلٍ أوضـحَ المعارضُ التي تَتِـمّ، فالمعرضان الأخيران بتونسَ والمغـربِ وبعيداً عن التقارير السطحية، الرسمية وغير الرسمية، أظهـرا عـزوف المواطن العربي عن هذا الفعل؛ ولأن الحديث عن غلاء الأسعار ورداءة الإنتاج بات فعلاً هـو نفسه مميتاً، ومن ثَـمّ غاب الحديث عن دور الفاعل التربوي للخـروج أو بالأحرى لمزاحمة عدم القراءة بنوع من القراءة، فالمؤسسة التعليمية ومَـنْ يشتغلون فيها أولى بإعطاء الكتاب قيمةً ساميةً هو في الحقيقة يملكها بنفسه لنفسه.

إلى متى تظـلّ المؤسسة التعليمية حضانة تحتضن العقل ولاتنميه ..؟.

إلى متى يظل المربي بعيداً عن الهـمّ الإنساني؛ الذي لايمكن الإلمام بقضاياه والتشبع بالمبادئ التي تحققه إن لم نقارب الكتاب، نعم وإن لم نعمد مصاحبته وملازمته ..؟.

إلى متى يظل الكتاب مجرد أثاث تُـزيَّـن به المكتبات والبترنات ..؟

لماذا قلنا مـن قبلُ، لنكن بعيـدِين في حديثنا عن أزمة القراءة عن تلك الادعاءات المتداولة والمتكررة، التي ترمي بالمشكل في نهر غـلاء الأسعار؛ لأن الكلام هذا يعدو محـط نقاش أمام وجود المكتبات العمومية، والتي لايتعد الاشتراك فيها سنويا عشرة دراهـم.

لماذا لاتُـستغـل هذه المكتبات من قِـبَلِ المربين مع تلامذتهم متى كان الوعي بأهمية القراءة حاضراً ..!؟.

الأمـر إذن لايبعـد عـن ضرورة خلق هـذه الإرادة وحـقن هذا الوعـي لمـن وُكِّـلواْ زمام تربية ناشئتنا.

بـأقاايغـان -إقليم يبعـد عن طاطا المركز بـسبعين كيلومتراً = به ثانوية المسيرة الإعدادية- هيأ الأستاذ محمد بوشيخـة مع تلامذته مشروعاً ارتأوا من خلاله تحقيق فعل القراءة، أسموه بـ"الثقافة المكتبية"، ضِمنَـهُ يلتقـون مرة في الأسبـوع ليناقشوا كتباً، عددها أربعة، تُـقرَأُ من قِبَـلِ أربعة تلاميذ، ولتبيان أهداف المشروع وغاياته ننظر في التقديم الذي خُـصّ بـه:

{"الثقافة المكتبية" مشروع نبتغي من ورائه تحقيق غايات تجعل من المتعلم: محبـاً للمكتبة، عاشقـاً للقراءة، راغبـاً في الكتابة، جاعـلاً من العمل الجماعي قاعـدة لإرساء كل مشروع مجتمعي، وطني .. نهضوي ..}.

والدفـترُ التتبعيُّ الذي يوضح الأمـر تظهـر صورته رفقتـه (ملف الثقافة المكتبية).

تبـيّن من خلال مواكبة العمل أن الإرادةَ الحقيقيـةَ وحبَّ الفعل كفيلان بـجعل المتعلم ضمن الاستثناء حاليا؛ أي من الفئة القارئة، ومتى نأمل من المؤسسة التعليمية خيراً إن لم تفطن لهذا الأمـر، والمشروع هذا لم يكن وحـيداً كـما علمنا ضمن مادة "متابعات" - "جريدة المنعطف"؛ حيث إن الأستاذة المديرة بالثانوية الإعدادية النصـر التابعة لنيابة أنفا أعلنت خلال اللقاء المنظم عن "لماذا لايقرأ التلاميذ ؟"، والذي كان من حضوره مبدعنا الكبير أحمد بوزفور والباحث المؤلف محمد رقيد، قلت أعلنت عن تأسيس مشتل للقراءة والكتابة بالثانوية الإعدادية لفائدة التلاميذ، محدِّدَةً موعداً تنظيمياً قبل العطلة الصيفية[1].

الذي نبغي لفت الانتباه إليه هـو أن هذا الفعل البسيط؛ الذي لاتظـهر مزاياه إلا لمن أشرف عليه ولمن واكب جل لقاءاته[2] هـو أن الفئة المستهدفة حققت قُـدْرَاتٍ عاليةً تستحق الالتفات، نذكـرمنها:

- قـدرةٌ على النـقاش والجدال البَنَّاء.

- قـدرةٌ على المواجهة وبِناءِ السـؤال.

- فتنةُ النَّقـدِ وممارسةُ منهجِ الشـكِّ.

كل تلك النقط لاتعـدو جديدة عن الحقل التربوي، لكن تبدو أبعد عن الممارسة والتطبيق، ألم يصـدر الأستاذ عبد المجيد الانتصاركتاباً عَنْـوَنَهُ بـ: "التربية على حقوق الطفل في الوسط المدرسي"، وضَمّـنَهُ حقوقاً تتساوق وتلك التي حددنا، إلا أن دار لقمان على عهدها، لاقـراءة ولاوعـي بالمشكل حتـى..!.

مشـروع الثقافة المكتبية يُـنجَـزُ في فضاء مكتبة الجماعة المحلية، حتى لانبقى حبيسِي ضرورة تهيـئ مكتبات داخل أسـوار المؤسسات التعليمية، هذا مطلبٌ معقـولٌ، لكن متـى لم يتوفـر لايجب تربيع الأيدي وقـولُ: "اُوكَانْ بْغَـاوْنا نْـقرَاوْ اُوكَـانْ هْـيْـأُو لِينا مكتباتْ مدرسيه"، دائما نحن نؤمن بقاعدة عدم التعويل على جـهةٍ فـي الوقت الذي لايعني ذلك التوقف عن مطالبة المسؤولين.

أولا: لترسيخ قاعدة العمل الجماعي عمل أعضاء هذا المشروع إلى جانب المشرف عليه على تنظيف فضاء الخزانة الجماعية وإعادة تنظيم الكتب في الرفوف لحظة إشراف السنة على نهايتها، إيماناً منهم بضرورة وضع اليد في اليد للسير قُـدُماً في كل مشاريع المجتمع، فلا ضرورة للقول إن المكتبةَ جماعيةٌ ومِـنْ ثَـمَّ فتلك المؤسسة هي المسؤولة عن تنظيفها وتنظيمها، هذا في الوقت الذي حققنا من خلال هذا الفعل أهـداف كثيرة منهـا:

- القدرةُ على فرز الكتب وتصنيفِها حسْبَ الحقول (أدبية / فكرية / علمية / ...).

- القدرةُ على تنظيم الكتب في الـرفـوف.

- التشـبّعُ بمبدأ التشاور والتفاهم في أمـور تخـص التنظيم المكتباتي.

- إحسـاسُ المتعلمِ بأنه مواطن مشارك في أعمال مجتمعية.

- نكرانُ الذات وخدمةُ الآخرين من خلال تحسين ظروف الفضاء؛ الذي هو ملكٌ للجميع.

(اُنظر بُـعيضَ الصور الدالـة، المُـلتَقَطَة يـوم حملة التنظيف والتنتظيم)

هـذا في الوقت الذي كـان العمل الجماعي رفيقنا منذ البدء؛ إذ إلى جانب قـراءة الكتب نهيء مجلة أسميناها: "الملف الصِّحفي"، يشتغل وفقها التلاميذ على ملفات تمكنهم مـن اكتساب بعض ميكانيزمات العمل الصِّحفي، ركـزنا خلال هذه السنة على أربعة ملفات فـي شكل مجمـوعات:

- ظـاهرةُ الانقطاع عـن الدراسة.

- ظـاهرةُ الـطـلاق.

- ظاهـرةُ الخـربشة داخل أسوار المؤسسة.

- ظـاهرةُ أحـواش (فـن يُمارس في بلدة أقـاايغان).

ماأظهر تفوق هذه الفئة من المتعلمين هو استباقها لمواضيعَ جديدةٍ داخل إقليم طاطا، في الوقت الذي عمدت فيه الوزارة الوصية طلب المؤسسات التعليمية تهيئ مشروعٍ يخص التسرب الدراسي، فما كان من إدارتنا في شخص رئيسها إلا أن استدعت المجموعة المشتغلة على ظـاهرة "الانقطاع عن الدراسة" لحضور اللقاء الترتيبـي، ضمن مجلس التـدبير، لهذا الأمـر، فحضر أفراد المجموعة إلى جانب المشرف عليهم وناقشوا وأدلواْ بدلوهـم في الموضوع؛ الذي اشتغلواْ عليه لمدة طويلة وهـيأوا ملفا ضخماً يتوفر على أكثـر من خمسين استمارة، متنقلين عند المنقطعين، محاوِرِين إيّـاهم، ومحاولين فَكْفَكَـةَ مشكـلِ انقطاعهـم.

ثانيا: رواد وزائـرو المكتبة (أصحاب مشروع "الثقافة المكتبية") احتفـوا بنهاية السنة، احتفاءٌ حـضره مدير ثانوية المسيرة الإعدادية لحسن أنجبـور (لأن المشروع من منبِت هذه المؤسسة، ولون من أنشطتها .. فالأستاذ المشرف والتلاميذ كلُّـهم ينتمون لتلك المؤسسة) وثـمَّـنَـه وشـدَّ على يد الأستاذ المشرف، مُـعرِباً في الوقت نفسِه عـن ارتياحه للأهداف التي انتهى إليها المشروع[3].

إلى جانب السيد المدير حضر بعض موظفي الجماعة المحلية وبعض الأساتذة (ادريس عرباوي؛ أستاذا للتربية البدنية والرياضة و خالد المقدم؛ أستاذا للفنون التشكيلية و عبد العزيز الرمزاوي؛ مقتصداً و الحسين طالب؛ حارساَ عاماً للداخلية) وآخـرون (من جمعيات محلية ومن ساكـني المنطقة) .. الكـلُّ تقريباً تحدّثَ وأكـد على ضرورة متابعة العمل واستمراريته، في الوقت الذي يشهد المغرب وتشهد المؤسسات التعليمية عزوفاً عن القراءة، التلاميذ أبدواْ بدورهم شغفـاً في مواصلة المشروع خلال الموسم المقبل، هذا وشكـرواْ الأستاذ الذي ضـحّى بوقته وجَـهْدِهِ من أجل تحقيق تنميةٍ ثقافيـةٍ في زمـكان هـامشيَيْن.

(اُنظر بـعضَ الصور الدالـة، المُـلتَقَطَة يـوم حفلة الشاي الختامية = التـاريخ: 30 ماي 2008م، الزمـن: بُـعيد السادسة مساءً، المـكان: فضاء مكتبة الجماعة المحلية)

هذا بعـضٌ من أشياءَ كـثيرةٍ قام بها أفـرادُ مشـروعِ "الثقافة المكتبية"، إلا أنَّ ماتبقى الإشارة إليه هـو أن كلّ مـاذُكِـر ومالم يُـذكَـر يبرهـن عـن كوننا أمام تلاميذ أظهـروا قدرةً على المشـاركة في أيِّ عملٍ أو مشروعٍ مجتمعيٍّ، وطنيٍّ، نهضويٍّ.

............................................

الهــامــش:

*- عنوانٌ مصوغٌ مـن كـلام أحمد بوزفـور خلال الأيام التي نظمها الهامش القصصي بزاكورة (مارس 2001م)، = ورد ضمن مجلة الثقافـة الجنوبية، العدد الأول، أكتوبر: 2006م، ص: 03 "وقد كانت الأيام القصصية الأولى للنادي محطة تأسيسية للعمل، برهن من خلالها على قدراته التنظيمية الجيدة والمحكمة، حيث شارك في هذه الأيام (مارس 2001م) كاتب من بين أهم الأصوات الحاضرة على الساحة العربية، أحمد بوزفور .. هذا الذي استحسن فكرة تأسيس إطار أدبي يهتم بجنس نخبوي بمدينة بعيدة وصغيرة كزاكورة، لكن أكـد على أهمية الهوامش فـي ظل غياب المراكـز".

[1]- صفية أكطاي ضمن عتبـة " متابعات" = المنعطف الثقافي، عدد:202، تاريخ: 07 / 08 يونيو 2008م، نشير أن مثل هذا المشروع قد يشكل استثناءً في فضاء المدينة؛ لأن الكلَّ مشغولٌ ولاتهمه مثل هذه الأشياء إلا من رحم ربنا كتربويي هذه المؤسسة المذكورة، هذا إن رأى المشروع النور ولم يبق مجرد إعلان.

[2]- تحية خالصة للأسـتاذ: ادريس عـرباوي (أستاذ التربية البدنية والرياضة بنفس المؤسسة)؛ الذي واكب لقاءات مشروع الثقافة المكتبية وشارك في نقاشاتها.

[3]- لدينا مقطع صوتـي يتضمن كلمتين، الأولـى: للأستاذ محمد بوشيخة (المشرف)؛ عـرّف فيها بالمشروع وطريقة الاشتغال فيه؛ مـارّاً مستعجِلاً بالحديث عن أزمة فعل القراءة في المغرب خاصةً وفي الدول العربية عامةً، مرحباً بالحضور الكريم الذي شارك التلاميذ حفلتهم .. الثانيـة: للسيد المدير، وهي المتحدَّث عنها في الموضوع الذي أفرز هذا الهامش = (اٌنظـر الملف رفقـته).


محمد بوشيخة، كاتب من المغرب

زاكـورة فـي: 18 يوليوز 2008م